القاهرة ..خاص ابوجا .. أخبار اليوم ..نادية عثمان مختار

على الرغم من أن مسالة انعقاد القمة الثلاثية بين القاهرة والخرطوم وطرابلس لم تتحدد حتى الآن بشكل قاطع من حيث مكان وزمان انعقادها وقد تباينت التصريحات بين مصر والجماهيرية الليبية في هذا الشأن إلا أن الإعلام مازال متناولا لهذه القمة المرتقبة بكثير من الأهمية ومن هنا كان حرص (أخبار اليوم ) على معرفة رأى أحدى الحركتين المسلحتين في دارفور ومطالبها من القمة الثلاثية حال انعقادها حيث طالبت حركة جيش تحرير السودان أن تكون قمة الثلاثية متمحورة حول أهمية اتخاذ الدولة السودانية قرارات سياسية شجاعة تنهى أزمة سيطرة المركز ( الشمال والوسط) على زمام الدولة السودانية , وإفساح المجال لأهل الهامش للمشاركة في إدارة الدولة التي من المفترض أن تكون دولتهم كما هي بالنسبة لمحور الشمال و الوسط ، وان تترجم هذه القرارات على طاولة التفاوض بأبوجا.
وفى تصريحات خاصة لــ (أخبار اليوم) من مقر التفاوض في ابوجا اعتبر عصام الدين الحاج الناطق الرسمي باسم حركة / جيش تحرير السودان إن عقد هذه القمة يأتي من منطلق اهتمام مصر و ليبيا لإيجاد حل للازمة الإنسانية التي استفحلت بفعل ما اسماه (بهجمات القوات الحكومية و مليشيات الجنجويد و محاولة إيجاد حل سياسي ينهي معاناة النازحين ، و اللاجئين ، و شعبنا بدار فور , بعيدا عن أية تصنيفات اثنية يسوق لها المؤتمر الوطني ليجد من يقاتل نيابة عنه مستغلا في ذلك نسبة الجهل بالإقليم و التي سببتها حكومات المركز المتعاقبة على حد قوله .
وأوضح الحاج انه قد آن الأوان ليفهم القابضين على السلطة و الثروة والحكم عبر تاريخ السودان إن الشعب السوداني قد سئم و مل هذا المنهج من الحكم والذي اعتبر انه لم يورث الدولة غير الفقر وثورات التحرر من قبضة المركز والمفاهيم الاستعلائية والاقصائية ، مشددا انه على هذه النخبة أن تترجل عن آمالها وطموحاتها في تذويب ثقافات الآخرين في السودان في ثقافة واحدة محذرا من انهيار الوطن على من فيه جراء الاستمرار في سياسة الإقصاء والاستعلاء.

وحول سير التفاوض في ابوجا وردود الأفعال حول الحديث الذي دار مؤخرا عقب لقاء رئيسي الحركات المسلحة بنائب الرئيس على عثمان محمد طه وتجديد تفويض رئيس الجمهورية لدكتور مجذوب الخليفة رئيس وفد الحكومة لمفاوضات ابوجا قال الناطق الرسمي باسم حركة التحرير الدارفورية إن لقاء رئيس الحركة , بنائب الرئيس على عثمان في طرابلس , لم يطلب منه تغيير رئيس الوفد الحكومي أو الإحلال مكانه , بقدر ما كان يرغب في الحصول على إجابات محددة لأسئلة واضحة طرحت على طاولة التفاوض و عجز الوفد الحكومي في الإجابة عنها .
وأعرب الحاج عن أمله في أن تسير الأمور بصورة أفضل بعد إعلان رئيس الجمهورية منحه التفويض لرئيس الوفد د.مجذوب الخليفة وقال (نأمل أن يترجم هذا التفويض الذي كان يفتقده إلى عمل على طاولة التفاوض و قرارات شجاعة باتجاه الحل)
نافيا بذلك اى اتجاه لتغيير رئيس الوفد الحكومي المفاوض وقال في رده على أخبار اليوم (لا أعتقد إن الحكومة لديها اتجاه لتغيير رئيس وفدها المفاوض بنائب الرئيس على عثمان , مؤكدا على إن ما يهمهم في الحركة هو من الذي يملك تفويضا للوصول إلى حل، مقللا في ذات الوقت من مسالة تغيير الأشخاص وقال (تغير الأشخاص لا يعني شيئا إذا كان ليس لديهم أي تفويض للوصول لحل) مشددا على إن ما يثير القلق هو السؤال الملح حول امتلاك الحكومة لما اسماه (رؤية لحل أزمة السودان في دارفور أم إنها تتعامل مع الأزمة وفق اجتهادات شخصية؟) وأضاف سؤالا أخرا موجها للحكومة قال فيه (أم إن الأمر داخل أروقة الحكومة خاضع لصراع مراكز القوى بغض النظر عن توفر الرغبة و القدرة الحقة لتحقيق السلام ؟).