وقال الممثل الإقليمي ل “يونيسيف” في السودان تيد تشايبان إن “نحو مليوني طفل يعتمدون على جهودنا لحمايتهم من المرض وآثار الصراع وتوفير فرص للتعليم”، وأضاف أن “الصراع في دارفور يدخل عامه الثالث ولم يعد يحتل صدارة الصحف، وتدق “يونيسيف” ناقوس الخطر من أن نقص التمويل اللازم لتوفير الماء ومنع تفشي الأمراض والرعاية الصحية والتعليم وبرامج الحماية خطر إضافي يواجه الأطفال”.
وأوضح المسؤول أن نقص الأموال سيؤدي إلى نتائج خطيرة على الأطفال في دارفور، وأضاف أن “يونيسيف” وشركاءها في دارفور يعملان من أجل تطعيم نصف مليون طفل لا يزالون مهددين بالمرض، ولكن من دون الحصول على موارد إضافية لصيانة أنظمة التبريد المستخدمة لحفظ الأمصال وتمويل الحملات الخاصة فلن يتم تطعيم سوى عدد أقل من الأطفال، ما يزيد المخاطر التي تتهدد صحتهم”.
إلى ذلك، قالت المجموعة الدولية لإدارة الأزمات أمس إن رد الفعل الدولي “المؤسف” بخصوص الصراع الدائر منذ ثلاثة أعوام في إقليم دارفور قد يودي بحياة آلاف آخرين، ويؤدي إلى نشوب حرب بالوكالة في مناطق شاسعة من إفريقيا. وأضافت إنه يتعين على آلاف من جنود حفظ السلام التابعين للأمم المتحدة أن ينضموا فورا إلى قوة الاتحاد الإفريقي للحيلولة دون وقوع مزيد من المعاناة في الإقليم الشاسع، حيث تسبب القتال في نزوح أكثر من مليونين.
وقالت المجموعة الدولية لإدارة الأزمات إنه بما أن الاستراتيجية الدولية المتمثلة في الاعتماد على بعثة الاتحاد الإفريقي في السودان لمراقبة الأوضاع في إقليم دارفور “وصلت إلى طريق مسدود” يتعين على الأمم المتحدة أن ترسل فورا خمسة آلاف جندي من جنود حفظ السلام. وجاء في تقرير المجموعة الذي وضعه ديفيد موزيرسكي أن “مصداقية بعثة الاتحاد الإفريقي وصلت إلى أدنى مستوياتها، مع اقتراب الهدنة التي لا تستطيع البعثة مراقبة تنفيذها بشكل ملائم من الانهيار. وفي مواجهة ذلك يتراجع المجتمع الدولي عن اتخاذ تحرك له دلالة”. وأضاف أن أول دفعة من القوات يجب أن تقودها فرنسا التي لها خبرة في هذا المجال، ثم يتعين على مجلس الأمن بعد ذلك أن يمنح تفويضا بإرسال قوة قوامها 15 ألف جندي.
وقالت المجموعة إن متمردي تشاد المتمركزين قرب الحدود في غرب دارفور يستعدون فيما يبدو للغزو، وأضافت “حرب الوكالة بين السودان وتشاد تهدد بحدوث كارثة إنسانية جديدة على جانبي الحدود”. ورأى التقرير أن اللائمة تقع أساسا على حكومة الخرطوم في مأساة دارفور، لأنها لم تبذل جهودا تذكر لإشاعة الاستقرار في المنطقة، ولأنها قدمت الدعم للمتمردين التشاديين.
وذكرت المجموعة أن موقف الخرطوم يرجع فيما يبدو إلى خوفها من أن تعتقل قوة دولية أكبر قادة حزب المؤتمر الوطني الحاكم بتهم ارتكاب جرائم حرب. (رويترز د.ب.أ)