سيما سمر اسم ظل يتردد على اجهزة الاعلام المحلية وبعض الاذاعات الدولية طوال الاسبوع سودانيون وصلوا متسللين عبر صحراء سيناء الى اسرائيل طلبا للجوء السياسي والحياة الهانئة في بلد نصنفها في قائمة الاعداء لكنهم صدموا بواقع مرير اذ ألقت بهم سلطات الهجرة الاسرائيلية في غياهب السجون.
الصحف الاسرائيلية تنقل من حين لآخر أنباء هؤلاء اللاجئين وتزعم ان بعضهم من اقليم دارفور المضطرب وتشير الى ان عددهم يزيد عن الخمسين سودانيا في انتظار منحهم اللجوء السياسي.
صحيفة هآرتس الاسرائيلية تحدثت الاسبوع الماضي في تقرير مطول عن آخر دفعة من السودانيين تسللت عبر صحراء سيناء المصرية الى داخل اسرائيل وتقول ان معظمهم كانوا من اليافعين تتراوح اعمارهم ما بين 15 الى 18 عاماً حيث اعتقلهم حرس الحدود الاسرائيلي وتم ايداعهم سجن تزوهار الذي تديره سلطات الهجرة احدهم في الثانية عشرة من عمره والاخر في الخامسة عشرة قدموا من غربي السودان وعبروا الى داخل الحدود الاسرائيلية عبر صحراء سيناء المصرية انهم ليسوا اطفالاً قدموا مع ذويهم انما هم نفسهم لاجئون جاءوا طلبا للعمل. لينضموا الى لاجئين في عمرهم قدموا من ساحل العاج وليبيريا.
اثنان من لاجئي دارفور الصغار تتراوح اعمارهم بين 16 و17 عاما قررا الاسبوع الماضي الدخول قي اضراب عن الطعام وذلك احتجاجا على سوء المعاملة.
تقول الصحيفة : اللاجئان السودانيان شعرا باليأس وقالا انهما سيعودان الى الصحراء او حتي الى دارفور بعد ان قررت ادارة السجن فصلهما عن بعضهما البعض بعد ان كانا يتقاسمان زنزانة واحدة.
وتضيف الصحيفة يوم الاثنين قبل الماضي وبعد ان امضيا بعض الوقت في فناء السجن امرا بالعودة الى غرفتيهما لكن احدهما وهو (م أ) رفض فحاول احد حراس السجن اقتياده بالقوة مما ادى الى كسر يده وهو الآن يحتاج الى رعاية طبية.
اللاجئ (م أ) ورفيقه غادرا دارفور ـ حسب رواية الصحيفة ـ بعد ان فقدا والديهما في عام 2004 نتيجة الحرب الجارية هناك فتوجها اولا صوب القاهرة وفي نهاية العام الماضي قررا السفر الى اسرائيل لانهما سمعا ان اللاجئين خاصة السودانيين يعيشون في مأمن كلاجئين وسيجدان فرص عمل ومستوى معيشه طيب.
تقول السلطات في سجن تزوهار الذي يقبع فيه معظم اللاجئين السودانيين ان اسرائيل لديها اتصالات مع السفارات والقنصليات التي يحمل جنسياتها بعض المسجونين فقد فعلت ذلك مع سفارة غينيا في القاهرة بخصوص اللاجئين الغينيين لاستخراج وسائق سفر لهم لترتيب اعادتهم الى ذويهم اما ما يتعلق باللاجئين السودانيين من صغار السن فلا يتوافر هذا الخيار لذلك تطول فترة بقائهم في السجن وتضيف يمكن لقاضي المحكمة المختصة اصدار حكم قضائي باطلاق سراحهم لكن من الصعب ايجاد اقارب لهم يتمتعون باقامات طويلة الامد في اسرائيل لاستلامهم.
امرأة باطفالها
اكبر مجموعة سودانية دخلت الاراضي الاسرائيلية كانت نهاية العام الماضي، ففي الخامس والعشرين من شهر اكتوبر 2005 قالت الاذاعة الاسرائيلية استنادا لمصادر حرس الحدود الاسرائيلي انه تم اعتقال ثمانية سودانيين حاولوا تسلل الحدود بين مصر واسرائيل.
وافادت الاذاعة الاسرائيلية بانه كان بين المواطنين السودانيين مواطنة واولادها الثلاثة الذين يبلغون من العمر 3 و5 و8 سنوات، ونقلت مصادر في حرس الحدود الاسرائيلي عن المواطنة السودانية قولها انها بانتظار زوجها الذي سيحاول في الفترة القريبة القادمة التسلل عبر الحدود مع مصر الى اسرائيل.
ونقلت الاذاعة الاسرائيلية العامة عن مسؤول في الداخلية الاسرائيلية قوله ان جميع محاولات التسلل قد باءت بالفشل حيث تمكن حرس الحدود من ضبط جميع المتسللين، واضاف ان هناك 51 مواطنا سودانيا يقبعون في سجون اسرائيلية يطالب جميعهم بالحصول على لجوء سياسي في اسرائيل.
وذكر ايضا ان هناك ثلاثة مواطنين من ''دول معادية اخرى'' لم يذكر اسمها يقبعون في سجون اسرائيل تم ضبطهم عندما كانوا يحاولون التسلل الى اسرائيل وهؤلاء ايضا قدموا طلبات للحصول على اللجوء السياسي في اسرائيل.
آخر المتسللين
أما آخر المتسللين الى اسرائيل من السودانيين فقد كانوا خمسة وفق الخبر الذي بثته وكالة الانباء الالمانية (د ب أ) الاربعاء الماضي (8/3) يقول الخبراعتقل الجيش الاسرائيلي خمسة سودانيين عندما حاولوا اجتياز الحدود بين مصر وإسرائيل.
وذكرت مصادر امنية إسرائيلية أن قوة من الجيش المنتشر على طول الحدود بين مصر وإسرائيل لاحظت السودانيين الخمسة وهم يحاولون القفز من على السياج الحدودي الفاصل بين مصر وصحراء النقب جنوب إسرائيل، وأكدت المصادر أن القوة العسكرية قامت على الفور باعتقال السودانيين الخمسة واقتادتهم إلى مركز اعتقال في جنوب إسرائيل وباشرت الاجهزة الامنية التحقيق معهم وقد اعترفوا أنهم كانوا يحاولون دخول إسرائيل بحثا عن فرصة عمل.
ظاهرة اللجوء الى اسرائيل لا تقتصر على السودانيين فقط فهناك آخرون يحملون جنسيات افريقية.
فالمعتقل (س ج) 15 عاما تسرد قصته صحيفة هارتس نشأ وترعرع في قرية مامو في غينيا توفي والده قبل عدة سنوات ووالدته مريضة للغاية ولم يعرف الفصول الدراسية لعدم قدرة امه على دفع تكاليف الدراسة ولكن عندما ساءت الاحوال في القرية ودع والدته المريضة وشقيقته البالغة من العمر 7 اعوام وغادر الى العاصمة كوناكري للبحث عن عمل وهناك عمل في مسح الاحذية .
وفي غينيا بيساو سمع (س ج) عن فرص عمل وفيرة في اسرائيل وان في استطاعة المرء جمع نحو ثلاثة آلاف دولار امريكي في الشهر فإلتقي برجل ابلغه ان بإمكانه تريب سفره لاسرائيل مقابل خمسة آلاف دولار امريكي فاقترض س ج المبلغ من بعض الاصدقاء ووعدهم بإعادته بعد شهرين فقط من دخوله اسرائيل.
واستنادا لهؤلاء اللاجئين فإن مالى تمثل مركزاً لتهريب اللاجئين اما في اتجاه المغرب ثم اسبانيا او في اتجاه مصر ثم اسرائيل.. وقرر (ج ل) ومرافقيه السفر الى اسرائيل لان الطريق الى اسبانيا ملئ بالمخاطر واما الوصول الى اسرائيل فأقل كلفة .
من الواضح ـ تقول الصحيفة الاسرائيلية ـ إن اللاجئين الصغار أمروا بعدم الكشف عن اية معلومات عن الطريق الذي سلكوه الى اسرائيل او الاموال التي دفعوها او الاشخاص الذين سهلوا سفرهم لكن الدلائل تشير الى ان الغالبية العظمى منهم - خاصة من ساحل العاج وليبيريا سافروا الى غينيا اولا حيث تتولى مجموعات عملية تسفيرهم الى مالى ومنها الى مصر ثم الى اسرائيل ويتم تحركهم في مجموعات صغيرة.
وختاما هناك ما يزيد عن خمسين سودانيا في السجون الاسرائيلية وواضح من خلال التقرير من بينهم نساء واطفال وجدوا انفسهم في بيئة غريبة وأوضاع غير مريحه فعلى من تقع مسؤولية اعادتهم الى وطنهم؟