كشف متمردو دارفور انهم حصلوا على تعهد من نائب الرئيس السوداني خلال لقاء سري معه في طرابلس بنقل اقتراحات المتمردين الى مؤسسة الرئاسة السودانية لتحريك جمود مفاوضات أبوجا.
وعلمت «الحياة» ان حركتي تحرير السودان والعدل والمساواة المتمردتين في دارفور حصلتا على تعهد من نائب الرئيس السوداني علي عثمان محمد طه بأن يحمل اقتراحات الحركتين الى مؤسسة الرئاسة للتوصل الى اتفاق نهائي لحل الأزمة فى الاقليم المضطرب. وكشف الناطق باسم «حركة تحرير السودان» عصام الحاج ان طه التقى رئيسي الحركتين مني أركو مناوي («حركة تحرير السودان») وخليل ابراهيم («العدل والمساواة») في العاصمة الليبية قبل يومين وهو في طريقه من بروكسل. وقال ان اللقاء حضره الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي الذي يستعد للتوجه الى السودان خلال أيام. وبُحث في اللقاء تحريك جمود مفاوضات ابوجا وضرورة اتخاذ قرارات «حاسمة ومهمة».
في غضون ذلك طرح وسطاء الاتحاد الأفريقي في محادثات السلام في شأن إقليم دارفور، غرب السودان، على أطراف النزاع خطة جديدة لتعزيز وقف إطلاق النار الذي يتعرض للانتهاك كثيراً منذ توقيعه في نيسان (أبريل) 2004.
وأشار بيان للاتحاد الأفريقي إلى أن نزع السلاح على طرق مرور إمدادات الإغاثة الإنسانية وفي مخيمات النازحين سيكون عنصراً رئيسياً في الخطة. واعتبر كبير وسطاء الاتحاد سالم أحمد سالم، في البيان، أن الاقتراحات «نزيهة وقابلة للتطبيق» وتتفق مع الالتزامات السابقة التي تعهدت الأطراف تنفيذها. وحذر سالم من أن رفض أي طرف التوقيع على «اتفاق وقف إطلاق النار الإنساني المعزز» سيكون غير معني بالسلام «وبرفاهية شعب دارفور». ويدعو اتفاق وقف إطلاق النار المقترح جنود حفظ السلام التابعين للاتحاد الأفريقي والشرطة إلى تأمين طرق مرور إمدادات الإغاثة ومخيمات النازحين ويطالب أيضاً الحكومة وجماعات المتمردين بسحب قواتها إلى مناطق محددة بوضوح مع وجود مناطق عازلة بينها.
وقال رئيس فريق الوساطة في الاتحاد الأفريقي في أبوجا سام أيبوك إن رد الأطراف على المحاولات المبدئية لاستطلاع آرائهم تجاه الحلول التي اقترحها الاتحاد لم يكن مشجعاً، لكنه أعرب عن أمله بأن تلقى الاقتراحات الكاملة المفصلة استجابة أكبر.
وفي سياق متصل تحفظ الرئيس عمر البشير على قرار مجلس السلم والأمن الأفريقي تمديد مهمات القوات الأفريقية في دارفور ستة اشهر تنتقل بعدها إلى الأمم المتحدة، وقال إن البيان الختامي للمجلس لم يخلُ من الارتباك بفعل أياد خفية أدخلت بعض الأجندة التي لم تكن ضمن النقاش.
وأكد البشير خلال مخاطبته الاجتماع الأول للمجلس الاستشاري لأمانة العلاقات السياسية في حزب المؤتمر الوطني الحاكم ضرورة توحيد الجبهة الداخلية للحفاظ على السلام ومجابهة التدخلات الأجنبية، متهماً عناصر خارجية وداخلية لم يسمها بمحاولة اجهاض عملية السلام وفتح جبهات جديدة للحرب في دارفور وشرق البلاد وشمالها. وأضاف: «أكبر ضمانة لاستمرار السلام ومواجهة التدخل الأجنبي توحيد الجبهة الوطنية». ودعا البشير إلى تشكيل تحالف عريض من الأحزاب يخوض الانتخابات ويحوز على أكثر من 80 في المئة من مقاعد البرلمان. وتابع: «اعتقد أن تشكيل تحالف أحزاب بهذه القوة أمر ممكن».
وأشاد البشير بالجهود التي بذلها وزير خارجيته الدكتور لام أكول في اجتماعات مجلس السلم والأمن الافريقي، واصفاً موقفه بالقوي. وقال إن أي جهة تدعي أنها احرص من السودانيين علي قضية دارفور كاذبة، موضحاً ان تلك الجهات لها أجندة وأطماع في النفط واليورانيوم الموجود في البلاد.
كما تحفظ مجلس الوزراء على قرار مجلس السلم والأمن الافريقي تمديد مهمة القوات الأفريقية في دارفور حتى نهاية أيلول (سبتمبر) المقبل، وكوّن لجنة وزارية برئاسة وزير الخارجية الدكتور أكول لدرس القرار وتحديد موقف الحكومة الرسمي منه.
كما اعتبر بيان صادر عن تحالف القوى المعارضة وأبرزها أحزاب الأمة برئاسة الصادق المهدي والمؤتمر الشعبي بزعامة الدكتور حسن الترابي والشيوعي، ان وجود قوات دولية أصبح أمراً لا بد منه، محملاً الحكومة مسؤولية التدخل الأجنبي في دارفور واستمرار ما وصفه بـ «انتهاكات صارخة» في الإقليم.