أجراه : طاهر محمد على
الاستاذ يوسف الموصلى ، يدرس الان بولاية أيوا الأمريكية وفى طريقه لنيل درجة الدكتوراة فى الموسيقى ، ويعد من الموسيقيين الذين تبلورت لمساتهم لتصبح رسالة الفن عندهم مشاريع طموحة تصب فى صالح الموسيقى السودانية ، حيث أنشأ مدرسة خاصة لتعليم الموسيقى السودانية الحديثة للكبار والصغار وتكوين فرقة مركز الموصلى للناشئين لتعنى بالناشئة ضمن مركزه الذى يحمل إسم : (Elmosley center for arts)
بعد هذه الخلفيات أثرت أن اتجول معه فى حوارعبر الأنترنيت من مكان إقامته بالولايات المتحدة حتى اتعرف على بعض رؤاه فى مايدور الأن فى ساحة الفنون السودانية فجاءت إجاباته :
بداية دعنى أسألك عن سرّ غياب الأغنية السودانية من أجهزة الاعلام العربية خاصة الفضائيات؟
* هناك أسباب عديدة لكننى أختصرها فى أهم سببين وهما : قصور العمل الفني السوداني من حيث جودة التسجيل الصوتي ، وتقنية (الفيديو كليب) . وثانيهما قصور اتصالاتنا بتلك الفضائيات ، وعجز الدولة عن توفير ماذكرته عن قصور العمل الفنى فى جوانبه المختلفة .
هناك اتهام للأغنية السودانية مفاده أنها تحمل مفردات ومضامين موغلة في العامية السودانية يصعب فهمها ؟
ي* هذا حديث مردود فالأغنية السودانية هي الأ قرب الي العربية الفصحي ، ولكن دعنى أسأل : هل تتمثل مشكلتنا الموسيقية والغنائية فى مخاطبة العرب فقط؟
هل تعتقد أن القارة الافريقية يمكن أن تكون سوقاً رائجة للاغنية السودانية ؟
ى* نعم .. ولكن معظم الدول التي تعشق موسيقانا فيها فوضي ، وضياع حقوق وبالتالى سيكون الانتشار عشوائيا.
كيف يمكن ان يكون الفن والغناء حاضراً فى الحراك السياسي والاجتماعي ؟
ا* قضية الفنان الأساسية هي الحرية له ، وللاخرين. وأنا لايضيرني كفنان من يحكم السودان !! بداية من اقصي اليسار مرورا بالوسط الي اقصي اليمين ، طالما أن ذلك يتم بنزاهة ، وعدل ، وبرضاء الشعب وبأختياراته.
لكن الفن السوداني عاجزعن التفاعل مع قضية الوطن مثال لذلك قضية دارفور.. وما دوركم كفنانين فى المهجر تجاه هذه القضية ؟
* قضية دارفور قضيه سياسيه متشعبة ، وصعب جداً دخول الفن فيها من وجهة نظر سياسية .. ولكن الفن يمكن أن يتدخل من وجهة النظر الإنسانية فقط.
هل تعتقد ان الشعراء استطاعوا التعبير عن القضايا الهامة في المجتمع السوداني؟
.* إلي حد كبير .. فشعرائنا هم اجود شعراء العرب الان .
متطلبات ما بعد السلام؟ في رأيك؟
ر* الحرية ، والديمقراطية ، وفصل الدين عن الدولة (ما لله لله .. وما لقيصر لقيصر) وبعدها سنري وطناً معافي .
كيف ترى مطلوبات الإعلام فى ابراز الفنون السودانية في المرحلة القادمة ؟
ص* علي القائمين علي أمر الاعلام مضاعفة ميزانيته عشرات المرات ، فلا يعقل أن تكون ميزانية مسلسل عربي في قناة عربية أكبرمن ميزانية الفضائية السودانية بحالها ، في حين أن المال يصرف في الدولة بلا حساب علي (على أشياء ثانوية )
الى اي مدى يمكن أن يسهم الفن في ازالة الآثار النفسية للحرب؟
ا* وهل توقفت الحرب ؟؟ فلازالت الدماء تنزف في وطننا ، ولازلنا نغلب العاطفة علي العقل. ولكن بالثقة المتبادلة بين أبناء الوطن وبالحب وحده يحيا الانسان.
دعنا نتحدث في نفس الاتجاه. . واسألك عن امكانية إزدهار غناء الأطراف في الفترة المقبلة. . ولا اريد ان اقول مزاحمة أغنية الوسط ؟
ح* وأين هذه الاطراف التي تتحدثون عنها ياعزيزي !! فقد رحل ربع الوطن الي الخارج ورحل نصف الوطن الي العاصمة (كلو اصبح وسط)
الا تعتقد أن المرحلة الحالية فرصة طيبة لعودة الطيور المهاجرة من أبناء الوطن المبدعين ؟
ن* وهل ينعم الوطن بالسلام الكامل؟ لازالت اطرافنا ممزقة ولا زالت الامم المتحدة تريد التدخل ، وبرغم ذلك فانني احلم بعودة قريبة الي الوطن.
هل تعتقد ان المرحلة القادمة تتطلب تغيير نمط التفكير لدى كل فنان ؟
ل* كل مرحلة تتطلب تغيير نمط التفكير لدي الفنان ، فالفن ليس كله خيال ، وانعكاس الواقع علي الفنان أمر لابد منه.
عولمة الفن في رأيك هل تمثل مصطلحاً .. أم تحمل فعلاً سمات المعنى الجوهري للكلمة ؟
* عولمة الفن حقيقة ماثلة والعالم اليوم أصبح قرية صغيرة .. وكل مايسري علي جوانب الحياة الاخري فانه يسري علي الفن.
برأيك هل حافظت الأغنية الحديثة الشبابية على نسيج الأغنية الأصيلة أم اسهمت فى تدهورها؟
خ* للاسف لا توجد أغنية شبابية ، وكل مايفعله معظم الشباب هوإجترارللماضي دون وعي لخطورة ذلك علي مستقبل الاغنية والموسيقي في بلادنا.
ما قراءتك لمستقبل الفنون في ظـل المتــغيرات الراهنة محلياً وعالمياً ؟
ن* لست متشائما .. ولكن مالم تتغير السياسات ، ونظرة الحكومات ، عسكرية كانت أوديموقراطية للفن كشكل من اشكال الترف الحضاري فلن نتقدم الا بخطي حثيثة الي الخلف.
العديد من الفرق الجماعية تفتقر للحرفية والمهنية فيما عدا الفرق الراسخة فى التجربة مثل عقد الجلاد ؟ هل توافقنى وماهى الحلول لايجاد فرق وفق مواصفات الحرفية والمهنية ؟ وكيفية اكتسابها للمجموعات ؟
ل* (عقد الجلاد) مجموعة قامت على فكر، ووعي ، وعلم وكنت أري في (ساورا) تجربة جيدة مختلفة في طريق النضج .. ولا أدري أين هم الان .
واجهت فكرة الرقص عندنا في بدايتها مصاعب جمة ، خاصة وان الرقص كفن من الفنون التعبيرية والادائية ظل مهملا، ويتم تناوله في اطار ضيق وفهم قاصر. . حتى خرج اخيرا للعلن معهد أكاديمي لفنون الاداء والرقص الافريقي من خلال معهد أوروباب .. كيف ترى تاثير غياب هذا النمط ؟؟
?* وهل سيسمح لراقصات رقصة الزاندي بارتداء ذلك الرحط ؟ وهل سيتحجبن أم لا ؟ .. إن غياب هذا النمط يعنى غياب الاصالة ، وحلول الزيف لمكانته.
العلاقة بين الاجيال عموما بين الغيرة والمنافسة ؟ رؤية لاجيال السودان الفنية ؟
ا* لم يعد هنالك صراعاً فنياً علي الساحة ولكنه صراع علي أكل العيش.. وقد فاز فيه حتي الان سدنة الاجترار من المتفننين بمساندة تجار الكاسيت العشوائيين . ولكن الي حين..
الغناء الشعبى هل إنتهى بموت محمد احمد عوض ؟؟.. وهل اصبح غناءً شعبياً بعد إدخال الالات الحديثة ؟
ر* أنا لا أعتبر محمد احمد عوض فنانا شعبيا .. بل أعتبره احد المحدثين ولتوضيح الأمر فان الغناء الشعبي هوالغناء (مجهول المؤلف ، والمغني ، والذي ينتقل بين الناس سماعاً). وجميل أن يدخل ماتسمونهم بالشعبيين للآلات ، فقد أدخلها كرومة العظيم عبر آلة البيانو في أغنية ( دمعة الشوق) علي سبيل المثال .. ولكن هؤلاء أدخلوها بطريقة أعادتنا الي مربع واحد للأسف.
هل تعتبران الساحة عندنا الان اضحت طاردة ؟ خاصة وأن هناك قرارات اعتزال وسط الفنانين ..
ا* لا أدري من أعتزل ولكن الواقع أصبح مؤلماً ، فالمبدعين الحقيقيين يعانون بينما مقلديهم ينعمون بما أبتدعه الاخرون.
الاغتراب هل هو مقبرة الفنان السودانى .. وهناك فنانين ذهبوا وعادوا بلاصوت ؟؟
م* الفن كالرياضة إن لم تتدرب عليه بصورة مستمرة ، فإنك تفقد اللياقة في الحقل الذي تمارسه ، ولكنني والحمد لله أؤلف ، وأغني ، وأكتب ، وتوقعوا جديدى المثير قريباً.
تدريس الفنون بكلية الموسيقى !! هل تعتقد ان مناهجها يمكن ان تواكب ماهو عالمى ؟؟
الست لصيقاً بالكلية الأن ، ولكنني أعتقد ان الكلية تحتاج الي خبراء أجانب في مجال عزف الآلات ، وتحتاج الي معهد أوسط لتحضير الطلاب لمرحلة الكلية ، كما تحتاج الي تكوين أوركسترا أجنبي سوداني مختلط ، وعلى أهلها أن (يبطلو موضوع التأصيل وما إليه) فالموسيقي لغة عالمية.
شركات الإنتاج الفنى .. اتهامات بالجملة ، بعد عشرات السنوات هل تعتقد انها عرفت ووثقت للفن السودانى ؟؟
ع* للأسف لا.... (كررها أكثر من مرة) مع الاستثناء للبعض.
كيف تسير مشاريعك الاكاديمية ؟ واين وصلت ؟ ومشاريعك الفنية بخاصة الملحمة التى حدثتنى عنها من قبل ، وأشــــرت الى انه عمــل يحتاج الى دعم؟
ي* المشروع أجل ، والي حين إنجازه أمامى الأن مشروع لإنتاج أسطوانتين خلال هذا العام .
الا تعتقد انه آن الأوان لتقديم مجهوداتك الاكاديمية لساحة الفنون السودانية من خلال مؤلفات ، ومحاضرات ، وتواصل حى يفيد عمر المرحلة ؟
ع* نعم معك الف حق وباذن الله ساقوم بهذا قريبا ان كان في العمر بقية.