الخرطوم:واشنطن - مريم - اميرة
شرعت الولايات المتحدة في اجراء اتصالات مكثفة بالاعضاء الدائمين في مجلس الامن الدولي لجهة اقناعهم باصدار المجلس لقرار يعتبر فيه مهلة الستة اشهر التي منحها مجلس السلم والامن والافريقي للقوات الافريقية في دارفور كفترة انتقالية تتسلم بعدها الامم المتحدة المهمة في الاقليم المضطرب. وفي الخرطوم ابدت القوى السياسية ومنظمات المجتمع المدني رؤى متقاطعة حول قرار مجلس السلم والامن الافريقي وفيما دعت الهيئة الشعبية للدفاع عن العقيدة والوطن التي قادت حملة التعبئة ضد القوات الدولية الى تشكيل لجنة قومية تضم احزاب الحكومة ومعارضيها لوضع حل ناجع لازمة دارفور لم تخف قوى المعارضة دهشتها مما أسمته بالفرح الحكومي للقرار ورأت فيه تقنيناً لدخول القوات الدولية بعد ستة اشهر.
وفيما رجحت مصادر نافذة تحدثت لـ «الرأي العام» ان يفرد مجلس الامن غداً جلسة خاصة للنظر في قرار تمديد مهمة القوات، تراجعت الحكومة عن الحماس الذي ابدته عشية صدور قرار مجلس السلم والامن الافريقي واعلن مسؤولون نافذون فيها ان القرارسيخضع لدراسة متأنية ومتعمقة من قبل الاجهزة السياسية والامنية لتحديد مدى توافقه مع القرار الذي اصدره المجلس الوطني في وقت سابق ووضع به خطاً احمر امام دخول اية قوات أممية لدارفور تحت اية ذريعة من الذرائع.وقال مستشار رئيس الجمهورية د. مصطفى عثمان امين العلاقات السياسية بالمؤتمر الوطني ان قرارات اديس ابابا ستخضع للدراسة والتحليل من قبل الاجهزة المختصة واضاف في تصريحات صحفية أمس من الصعب ان يصل الانسان الى قرار واضح بشأن ماخرج به اجتماع أمس الاول باديس ابابا وتابع واضح انه لم ينف التدخل الاجنبي بصورة قاطعة لكنه في ذات الوقت اعطى فرصة الأشهر الستة اعتقد ان الحكومة تحتاجها لاعادة قراءة اوراقها وترتيب اولوياتها والتركيز على الحل السياسي بأبوجا ثم تقييم الاوضاع على ارض الواقع واضاف في رأيي الشخصي القرارات التي خرج بها المجلس تحتاج لدراسة عميقة واتخاد قرارات بشأنها على ضوء قرار المجلس الوطني ويكون موقفنا على اي مدى تكون قرارات اديس ابابا ملبية للقرار الذي اتخذه البرلمان وقال ان الاصل بالنسبة لنا هو المجلس الوطني وهو الذي يقرر بشأن دخول القوات الاجنبية. من ناحيته وصف وزير الخارجية د. لام اكول اجاوين القرار بانه كسب للسودان باعتبار انه حقق ما كان يدعو له مشيرا الى ان القرار يعتبر درساً للذين كانوا يعتقدون بان الاتحاد الافريقي يمكن أن يدار من على البعد.وقال في تصريحات صحفية امسِ عقب عودته من اديس ابابا ان السودان تحقق له مطلبه الذي ظل يدعو له وهو التمديد لبعثة الاتحاد الافريقي ورفض دخول قوات الامم المتحدة عن طريق الاتحاد الافريقي مشيرا الي ان السودان لا يمانع ان تأتي الامم المتحدة بعد السلام وليس قبله كما هو الحال في جنوب السودان.وتوقع الوزير ان يتحقق السلام في دارفور قبل ابريل القادم وقال ان المجلس اكد احقية السودان في اتخاذ قراره وهو الذي يتفاوض مع الامم المتحدة وليس الاتحاد الافريقي واذا رأى ان هناك حاجة لتواجد الامم المتحدة هو الذي يحدد الشروط والزمن والعدد الذي تدخل به.واضاف لام اكول ان من اهم قرارات المجلس التمديد لبعثة الاتحاد الافريقي لستة أشهر والقبول من حيث المبدأ. بالانتقال المرهون بموافقة حكومة السودان من الاتحاد الافريقي الى الامم المتحدة بجانب التركيز على العملية السلمية التي تضع الحد لكل المشاكل الموجودة على الارض. وقال ان الاجتماع اتخذ خطوتين الاولى هي ضرورة ان تختتم المحادثات في ابوجا باتفاق سلام في نهاية ابريل القادم والخطوة الثانية هي تكوين لجنة خماسية من اربع دول افريقية ورئيس مفوضية الاتحاد الافريقي للدفع بعملية السلام والجلوس مع الحكومة حول كيفية تحقيق ذلك.وأشار الي ان المجلس كان قد استمع الى تقارير من مفوضية الاتحاد الافريقي والجهات ذات الاهتمام مثل تشاد كوسيط مشارك في المحادثات والامم المتحدة بحكم ان لديها عملاً في السودان مربوطاً بالقضية.وذكر ان خطاب السودان امام المجلس استعرض الوضع في دارفور وموقف الحكومة من القضايا المثارة سواء ما يتعلق بالوضع على الارض او الوضع الامني والانساني. وجدد السودان رفضه لدخول قوات اممية في دارفور عن طريق الاتحاد الافريقي مشيدا بجهود بعثة الاتحاد الافريقي في اداء مهمتها.وحول تحويل القوات الافريقية خلال الفترة القادمة ذكر الوزير ان هناك اتصالات تجريها الحكومة مع عدد من الجهات في هذا الامر مشيرا الى لقاءات الاستاذ على عثمان محمد طه في بروكسل والفريق سلفاكير في باريس خلال مشاركته في مؤتمر المانحين