لسنا ضد الأمم المتحدة فنحن أعضاء كاملي العضوية ولسنا ضد الاتحاد الافريقى ونسعى لان يكون له قصة نجاح في السودان تبعث الأمل للشعوب الأفريقية
إذا كان العرب سيأتون لمباركة التدخل الدولي دون رغبة السودان فعلى الدنيا السلام !!
هناك مشروع لإعادة النظر في الموقف التفاوضي للحكومة بخصوص ابوجا يجرى الإعداد لإجازته من الحكومة في مجلس الوزراء
التدخل الاجنبى عندما يأتي لن يفرز حزب الأمة من الاتحادي ، أو المؤتمر الوطني أو الشعبي وعلى المعارضة المؤيدة للتدخل الاجنبى في البلاد أن تعيد حساباتها
نريد للعرب أن يثبتوا للعالم في قمة الخرطوم أنهم ليسوا قتلة وإرهابيون وإنما (خير أمة أخرجت للناس )
القاهرة.. أخبار اليوم .. نادية عثمان مختار
تواجه الخرطوم موجة من التحرش الاعلامى من بعض كبريات الدول العظمى بهدف إفشال القمة العربية بحجة أن الحكومة السودانية غير مؤهلة أخلاقيا لتستضيف هذه القمة في وقت تعانى فيه البلاد من نيران الضغوط الدولية ، وتتهددها أشباح التدخل الأممى في جزء غال من أرضها آلا وهو إقليم دارفور المأزوم حاليا .!!
ومن جانبها واصلت الخرطوم مساعيها لإنجاح قمتها وقبلت التحدي في أن تكون القمة المرتقبة من انجح وأميز القمم إعدادا وتحضيرا وسخونة قضايا وقرارات ونتائج .. ذلك بحسبما أكد ذلك وزير الدولة بالخارجية ، رئيس وفد السودان لاجتماع الوزراء العرب في الجامعة العربية السمانى الوسيلة الذي حرصت (أخبار اليوم) على لقائه على هامش أعمال المجلس لتقف معه حول أخر التطورات في الساحة السياسية السودانية ، فتحدث معنا الوسيلة مستفيضا بشأن عدة قضايا هامة هي القمة العربية ، والأوضاع في دارفور ، ومجرى التفاوض في ابوجا ، وكارثة التدخل الاممى في دارفور ، وما يريده السودان من المجتمع الدولي وقضايا أخرى هامة ومصيرية تعرض لها الوسيلة في سياق هذا الحوار الصريح فإلى محاوره :
يمر السودان الآن بمنعطف خطير يواجه فيه ضغوطا كبيرة في شأن تدويل القوات في دارفور بما جعلكم تهددون بالانسحاب من الاتحاد الأفريقي هل ترون في الخروج على الشرعية الدولية والإقليمية حلا ؟؟
السمانى : إذا كانت الشرعية الدولية لا تحترم الدول ولا تحترم أعضائها ، ولا تستمع لهم ولا تعمل على مساعدتهم للخروج من الأزمات باتفاق ، ورؤى مشتركة فما فائدة الانتماء إلى هذه الشرعية ؟
وما هي البدائل في رأيكم ؟؟
السمانى: هناك بدائل محددة ، وعملية ، وسهلة ، ولا تكلف زمنا ولا مبالغ مالية ..وكل الذي طرحناه هو أننا لسنا ضد الأمم المتحدة ، فنحن أعضاء كاملي العضوية ، ولسنا ضد الاتحاد الافريقى ، ونسعى لان يكون له قصة نجاح في السودان تبعث الأمل للشعوب الأفريقية التي ظلت تتلقى الضربات منذ الاستعمار وحتى بعد خروجه ، ونسعى لان يكون الاتحاد هو الأمل الذي يقود القارة الأفريقية بشعوبها وأبنائها الذين درسوا وتمرسوا وعرفوا واكتسبوا الخبرات ويملأون الآن ساحات العالم بخبراتهم ، ونسعى لان يكون هذا الاتحاد هو بداية الانطلاق الحقيقي للعبور بالإنسان الافريقى لأفاق جديدة ، ولذلك سنسعى لان يكون الاتحاد الافريقى باقيا في دارفور ، وهذا ما أكدناه بالضبط ، وانه بمقارنة بسيطة لما يحتاجه الاتحاد من أموال لتمكنه من طي هذا الملف في دارفور وتحقيق السلام فيه لا يساوى شيئا بالنسبة لما تحتاجه السيناريوهات الجديدة التي يبحثون عنها .. وان كان الأمر لمساعدة أهل دارفور والسودان في المقام الأول فهنا يكون الرأي لأهل السودان ولإفريقيا ، وان لا تفرض عليهما أشياء لا يعرفها البعض ، فهناك ثقافة وطريقة تعامل وفهم مختلف . وأكثر من ذلك إن الاتحاد الافريقى قد قام بعمل مقدر ، وهذا بشهادة كل هؤلاء الذين يتحدثون الآن عن ضرورة التحويل ، وهم كانوا يعلمون منذ تولى الاتحاد لهذا الملف انه لا يملك الأموال ، ولا المعدات ، وهم الذين تعهدوا أن يوفروا للاتحاد ما يحتاجه ، فما الجديد لكي ينسحبوا أو يعلنوا أو يحاولوا أن لا يوفروا للاتحاد بعد أن قطع هذا الشوط واكتسب هذه الخبرة وأصبح يميز بين كل اللاعبين في كل المكونات على الأرض في دارفور بحيث أصبح يميز بين الحركات المسلحة وممارساتها ، والقوات المسلحة وممارساتها ، وكذلك الحكومات المحلية والمواطنين ، فلماذا سيأتوا بقوات أخرى حتى ولو كانت قيادة حتى تحاول أن تعرف طبيعة المشكلة والأفراد والممارسات والعادات ؟ وفوق ذلك فهذا أمر يؤدى إلى تطويل أمد هذه المشكلة ، ولذلك نحن نطلق هذا النداء العاقل وأسئلة مشروعة للمجتمع الدولي ، ونقول مرحبا بتعاونه ونقدر كثيرا ما قدمه ، ونطلب منه أن يتريث قليلا فقد أصبح الاتفاق قاب قوسين أو أدنى بعد أن تحددت القضايا وحصرت وأصبح الخلاف في تفاصيلها ، وكيفية الوصول فيها إلى اتفاق .
وماهو المطلوب من المجتمع الدولي تحديدا ؟؟
السمانى : عليه لو أراد أن يساعد السودان والقارة الأفريقية أن يعمل على إنجاح الاتحاد الافريقى ولا يسبب خيبة أمل جديدة للمواطن الافريقى ، وعليه أن يسعى ليوفر ذلك ، وان يطلب من قيادات الحركات أن تتواجد في ساحة التفاوض وان يطلب منها أن توحد موقفها ، وقيادتها ، وان تحدد مواقعها مثلما فعلت القوات المسلحة ، عندما حددت المواقع والمسارات حتى نبدأ جميعا فى الاتحاد الافريقى والحركات المسلحة ، والقوات المسلحة فى قوة مشتركة لجمع السلاح ، وإعادة الدمج ، والتسريح ، وإعادة بناء الثقة لنسيج دارفور الذي يمر بهذه المرحلة التي أثرت على دارفور ، وحتى لا تتأثر بأكثر مما تأثرت الآن ، وتعود الحياة إلى دارفور ويشارك الإخوة الذين حملوا السلاح ورفضوا قضية وهى معترف بها وهى أن هناك خلل في التنمية تم ولكن له أسباب كثيرة منها ضعف الموارد ، والجفاف والتصحر ، والجراد الذي ظل يحوم فى هذه المنطقة فى مواسم متعددة .. ولنسعى جميعا لان نعمل على إعادة الحياة في دارفور ، والخروج من النظرة الضيقة إذا كانت الجهوية أو القبلية أو ذات الأجندة الخفية أو المعلنة أو المستبطنة ، أو المستخدمة بواسطة آخرين ، ولننظر إليها كأبناء شعب سوداني جميعا مسئولون عن هذا ، لان الذي يجرى في دارفور كما إن الحكومة مسئولة عنه فكذلك الحركات المسلحة مسئولة لأنه ليست هناك مشكلة بلا طرف أخر .
انتم تنتظرون قرار مجلس السلم والأمن الافريقى بشأن حسم مسالة القوات الأممية في الوقت الذي يواجه المجلس نفسه بضغوط دولية كبيرة فما الذي تتوقعونه ؟؟
السمانى : إذن هذا ليس موقف المجلس وإنما ضغوط عليه ، والسؤال هو لماذا الضغوط ؟ هل هي للحل أم لا نفاذ أجندة أخرى ؟ فان كانت للحل فطريق الحل معروف ، وذكرتاه بالمنطق فلياتى الشخص الذي سيؤمن بان الحل سيكون خلاف ذلك ليقنعنا وهذا ما قلناه بالضبط ..ولكن الضغوط كانت في إفشال مؤتمر القمة الأفريقية فى الخرطوم وفشلت ، والضغوط كانت فى مجرد ذكر أن يتولى السودان رئاسة الاتحاد وفشلت ، والضغوط بدأت الآن تتدخل بطريقة سافرة وجاهلة فى عملية عدم انعقاد القمة العربية فى الخرطوم ، ولن تقف الضغوط ، ونحن هذا ما نقوله هل المسألة هى مساعدة الاتحاد الافريقى أم تأزيم أفريقيا في مشاكلها ؟ فهذا منطق اعوج وليس لديه اى سند ، فالاتحاد الافريقى طلب منذ البداية ومنذ إعلان توليه واستعداده لهذه المهمة ان تتوفر له مبالغ وهذا ماز كره المجتمع الدولي . وكما ذكرت نحن نشكره على ما قام به ونطلب منه المواصلة لان المشوار قد أصبح قريب التحقيق ويحتاج إلى فهم وعدم إرسال رسائل خاطئة بمثل هذا القرار الكارثة كما وصفه يان برونك الممثل الشخصي للامين العام كوفي عنان ، والحلول كما قال يان برونك شخصيا وذكر إن الحركات المسلحة هي السبب الاساسى في تعطيل المشروع المؤدى إلى الحل ، فالحرب هي اثر وليست السبب إنما اثر ومحاولة لفرض الواقع ، وبما انك فرضت أجندة محددة للتفاوض فلماذا لا يساعد المجتمع الدولي الأطراف للتوصل إلى حلول بدلا من أن يسعى إلى تمديد هذه الفترة وبهذا الشكل .
الناس تتحدث عن أن الاتحاد الافريقى قد اثبت عجزه آلا ترون ذلك ؟؟
السمانى : ما يتحدث عنه الناس من عجز الاتحاد الافريقى فالاتحاد لم يعجز ، وإذا كان الاتحاد الافريقى يحتاج إلى زيادة قوات فمرحبا بزيادة القوات ، ولقد زادت قوات الاتحاد الافريقى من العدد المتفق عليه أكثر من ثلاثة أضعاف ، وإذا كان الاتحاد لديه مشاكل إدارية فمرحبا بمعالجتها ، وإذا كان لديه مشاكل مالية فقد تحدثنا للمفوضية ورئيسها بان دعنا نجلس ونحن مستعدون للمساهمة في جلب بعض الأموال ، وبالمساهمة في الدفع بجزء عبر علاقاتنا الثنائية أو الإقليمية أو مع منظمات أو غيره ، وهذا هو الموقف ، وإنما ما يثار هو محاولة رسم صورة سالبة للسودان وراءها أجندة خفية ولكنها بائنة وبدأت تظهر ملامحها في المحاولات الكثيرة التي منها وصف حالة الحرب بأنها ابادة جماعية لقبائل ، ومرة بأنها تطهير عرقي ، وأشياء هي خارج إطار الحقيقة ، لذلك فالفهم المطلوب الآن هو أن يتم التعاون وفق رؤى مشتركة للوصول للحل .
يقول البعض إن الحكومة ترفض وجود القوات الدولية لان وجودها مرتبط بقائمة ال(51) المتهمين بما يحدث في دارفور فماذا ترون ؟؟
السمانى : أولا حتى لو سلمنا أن هناك قائمة ، فليست الجهة التي حددت هذه القائمة التي ستأخذ بها المحاكم ، لان إجراءات المحاكم هي بإثبات الجريمة ، وليست بالاتهامات التي تطلقها منظمات متحيزة ، وتعمل كأوجه لجهات مشكوك في حيدتها ، والمقصود ليس الخوف من هذا ولا ذاك ، وإنما المقصود هو كيف نتوصل إلى حل سياسي ؟ ونحن لدينا تجربة في جنوب السودان ، فعندما وقع الطرفين اتفاقية وقف إطلاق النار تم احترامها لماذا ؟ لان القيادات ملتزمة ، ولان الجهات التي في الميدان تتبع لهذه القيادة ، ولذلك ذهب المفاوضون جميعا من الطرفين بعقل واحد ومتحد صوب التوصل إلى اتفاق سلام ، وهذا ليس موجودا في دارفور وليس هناك وقف إطلاق للنار ، وليس هناك التزام من قيادات بالوجود في التفاوض ساعة التفاوض ، وليس هناك التزام من الموجودين فى الميدان بأوامر ما يحدث فى التفاوض ، وقد أدى هذا الى بروز وظهور أعداد كبيرة من العصابات والمليشيات التي تسمى دائما بأمراء الحرب ، ومنهم من يبيع السلاح ، ومن يقوم بخطف عربات الإغاثة ، ومن يسرق البنوك ، ومن يتعدى على المواشي والأنعام وخلافه ، ولذلك ستتسع هذه الدائرة وقد اتسعت بالفعل وشملت تشاد أيضا وكلها تهم ملقاة على جهة واحدة ولكن المكونات لهذا ، ولذلك فنحن عندما ذكرنا إن تحديد المواقع هو أهم مرحلة وأعلنا استعدادنا أن يتولى الجيش السوداني مع الاتحاد الافريقى والحركات المسلحة عملية جمع الأسلحة فهذا انجح سبيل ، وإذا كان جمع هذه الأسئلة من الممكن أن يتم بواسطة الأمم المتحدة فهناك المثال في العراق فليجمعوا ما بها من أسلحة ، وإذا كان السعي أن توفر أموال للأمم المتحدة ولا توفر للاتحاد الافريقى فهذا منطق عاجز ، لان ما يحتاجه الاتحاد الافريقى ، وما تحتاجه الأمم المتحدة هو أضعاف مضاعفة لما يحتاجه الاتحاد الافريقى ، ومعرفة الاتحاد الافريقى لا تساوى معرفة الأمم المتحدة معها ولا (قيراط) بالمثل ، لأنهم أفارقة مارسوا العمل لفترة سنة ونصف وخبروا ما يجرى فى دارفور وطبيعة المشكلة ، وأصبحوا يميزون بين الشكوى المبالغ فيها ، والشكوى المعقولة والحقيقية ، ونحن سنصل إلى اتفاق سياسي بمجرد أن يخاطب المجتمع الدولي هذه القضايا ، والاتفاق السياسي سيكون معه وقف لإطلاق النار ، والتسريح ، والإدماج ، والتعويضات ، والاستقرار، وستبدأ معه التنمية حتى نستفيد من الأموال التي يتحدثون عنها الآن في الاغاثات والتي يذهب 70% منها لموظفي الاغاثات وللترحيل بالطائرات ، ولمستورداتهم من معيناتهم الشخصية ، ولذلك يجب علينا نحن كسودانيين من أبناء الحركات المسلحة ، ومن الحكومة ، ومن المواطنين ، الذين أستطيع أن أؤكد إن مواطني دارفور بنسبة 80% ليست لديهم ناقة ولأجمل في هذه الحرب ، ولا يريدونها ، ولكن انفلات الأمن وتكرار الحوادث في بعض المناطق لا يجعل من عملية جمع السلاح سهلة من طرف دون الآخرين .
وماذا عن العرب وصمتهم عن التدخل الجدي وليس بالشعارات وكأنهم يباركون التدخل الدولي في السودان .. خاصة وإنهم قادمون للقمة العربية في الخرطوم خلال الأيام القليلة القادمة كيف تقيّمون لك ؟؟
السمانى : إذا كان العرب سيأتون لمباركة التدخل الدولي دون رغبة السودان ، وان كانوا سيقفون بعيدا عن السودان في قضاياه فعلى الدنيا السلام .
وما هي مطالبكم من الدول العربية إذن ؟؟
السمانى : نحن طرحنا رأينا في أن العمل مع الدول العربية ليس في هذه اللحظة فقط ، وإنما العمل المطلوب من الدول العربية الآن هو أن تعمل على أن تكون جزاءا حاضرا في كل تفاعلات السودان ، وفى تطوراته في هذه الفترة ، فهذه مرحلة مخاض عسير ، والسودان فيها مقبل على أن يكون واحدا أو منقسما ، ليفقد جزءا من أرضه بعد عملية تقرير المصير إذا لم يثبتوا للناس أنهم جزء من العالم العربي ، وإذا لم يثبتوا أنهم سيعملوا على تحقيق تنمية تعود عليهم هم أولا بالنفع ، وتعود على الآخرين ، وإذا لم يتفاعلوا مع المجتمع الافريقى كله فى تعاون ينبسط ويحتاجوا فيه للأسواق الأفريقية لقدراتهم الاقتصادية ، وإذا كان العالم والقيادة العربية لا تشعر بان الوقت قد حان لتكون جزءا من كل هذا التفاعل فستضيع الأمور من بيننا وسيتجزأ السودان ، وسيكون هو مخلب القط الذي سينطلق منه أصحاب الأجندة لتفتيت وحدة العالم العربي التي بدأت في العراق ، وتحيط به في فلسطين ، وفى المؤامرات التي تدس مابين سوريا ولبنان ، وهذه كلها مخاطر وتحديات ظللنا نتحملها ، وهى ليست من اليوم ولكنها معدة منذ فصل الخط الحديدي مابين أسوان وحلفا ، مرورا مابين العملية التي تمت في إصدار قانون المناطق المقفولة في السودان ، حيث لم يكن يسمح للعنصر الشمالي بالذهاب إلى جنوب السودان إلا بتأشيرة ، وهى أيضا تمت فى مناطق أخرى حيث لم يراد للعالم العربي أن يكون جزءا حتى من الحلول التي تمت مؤخرا في السودان ولذلك نحن نكبر لإخوتنا العرب وللجامعة العربية بالتحديد ممثلة لكل العرب بأنها موجودة الآن في مشكلة معالجة قضية دارفور ، لذلك يجب أن ينطلقوا بفاعلية وليس بالشعارات ولا بالامانى وإنما بالأقوال التي تتبعها أفعال ، لأننا نريد ان نقول لإخوتنا فى كل أقاليم السودان المختلفة أن لهم سند وعضد يرتبط معهم في المصلحة وفى المصير .
يقال أن السودان تقدم بطلب للعون المادي وهناك بعض الدول العربية رصدت مبالغا مالية لدعم الاتحاد الافريقى فهل حدث ذلك ؟؟
السمانى : نحن عندما تحدثنا في اجتماع مجلس السلم والأمن الافريقى في الثاني عشر من يناير ذكرنا لهم انه إذا كان السبب في تحويل القوات الأفريقية للأمم المتحدة بسبب بنقص الموال فنحن سنساهم عبر علاقاتنا الثنائية ومصادرنا لسد هذه الفجوة ومن الطبيعي أن نلجأ إلى اقرب الاقربين من أصدقائنا في الجوار ، ونتوقع من كل الأشقاء الدعم ومصر هي اقرب الاقربين جوارا مباشرا ، فهي التي تتأثر مباشرة بكل ما يصيبنا ، لذلك نتوقع منها أن تكون في مقدمة الصفوف لا خلفها ، ونتوقع منها ان تمارس دورها الطبيعي الذي كانت تمارسه في كافة العالم العربي ، ونتوقع ان تكون مبادرة عبر علاقاتها ، وإمكانياتها لكي تحافظ على وحدة السودان وأمنه واستقلال قراره ، فإذا انكسرت هذه الثلاث فستدفع مصر الثمن غاليا ، وهذا هو قدر مصر ان تتصدى لكافة المشكلات خاصة فى السودان لوجوده المباشر معها ولكبر التحدي الذي نواجهه يجب ان تتحرك قبل ان يشار إليها وهى إن تحركت في هذا فهي تتحرك من منطلق المسئولية وليس انتظارا لطلب ذلك منها .
تواجهون بضغوط دولية من الخارج وضغوط داخلية شديدة من قوى المعارضة فى الداخل والتي تتهمونها بالتعويل على التدخل الاجنبى لحل خلافاتها معكم فكيف تواجهون ضغوط القوى السياسية في الداخل ؟؟
السمانى : وهل سيفرز التدخل الاجنبى عندما يأتي حزب الأمة من الاتحادي ، أو المؤتمر الوطني أو الشعبي ، أو دارفور ؟ لا فهو لا يسعى لاختيار عنصر وإنما يسعى للحصول على موقع ليمتص خيراتنا ، لذلك فالنظرة الواعية هي انه يجب أن تكون هناك خطوط حمراء لا يتعداها كائن من كان لان وحدة البلد ووحدة قراراها هي الأهم ولان البشير ذاهب ، والحكومات تذهب ويبقى هناك الأرض والشعب ، والذين يحلمون وينظرون إلى القادمين من الخارج بأنهم هم المنقذون فليعيدوا حساباتهم .
المعارضة ترد عليكم بأنكم أول من تجاوزتم الخطوط الحمراء عندما سمحتم بدخول القوات الأجنبية فى الجنوب وفى الشرق والآن يان برونك وصفتوه بأنه يتعامل كما لو كان بوليمر السودان فما هو ردكم ؟؟
السمانى : هذه القوات أتت بطلب من الحكومة والحركة الشعبية لمراقبة وقف إطلاق النار ، ولم تأتى فرضا وإنما بطلب من طرفي التوقيع وهما الحكومة والحركة الشعبية لأنه كان هناك أزمة ثقة كبيرة ولكن الآن الخطأ في أن هذه القوات تأتى الآن قبل التوصل لاتفاق سلام .
دعوة الرئيس البشير التي أطلقها للتعجيل بإجراء الانتخابات هل هي محاولة للخروج من مأزق الضغوط الدولية التي تزايدت على حكومة السودان باعتبارها المسئولة عن ما يحدث في البلاد من تدهور ؟؟
السمانى : لأنه دار هناك حديث كثير والرئيس يتحدث بصفته رئيسا للمؤتمر الوطني وأنا لست عضوا في المؤتمر الوطني ، ولكن لكل رئيس حزب الحق في أن ينزل انتخابات ويأمل في أن يحقق الغلبة في هذه الانتخابات وما قاله الرئيس هو ثقة في انه سيقدم للشعب السوداني وهذا أمر متروك للشعب ، وللصادق المهدي الحق في أن يقول ذلك وأنا كاتحادي لي الحق في أن أقول ذلك ، ولكن أنا أرى إن حديث الرئيس هو رد للذين يدعون ويقولون بان هم الذين لهم الغلبة وليس الحكومة .
قلت في تصريحات مؤخرا أن نائب الرئيس الأستاذ على عثمان محمد طه سيذهب لإدارة المفاوضات في ابوجا فمتى سيكون ذلك ؟؟
السمانى : قلت إن هناك مشروع ، حيث طلبت منا مجموعات بان يكون هناك إعادة نظر في الموقف التفاوضي للحكومة وهو ما يجرى الإعداد له الآن ، وبعد أن نضمن إن ذلك قد أجيز من الحكومة في مجلس الوزراء فغالبا ما سيذهب النائب الأول إلى ابوجا .
ولكن إلى مدى يجدي ترفيع الوفد الحكومي المفاوض في ظل الانقسامات والمشكلات التي تواجه الحركات المسلحة الدارفورية ؟؟
السمانى : هذه هي المسائل التي ظللنا نتحدث مع المجتمع الدولي فيها ، وهى مخاطبة القضايا الحقيقية التي تؤدى إلى استمرار هذه الأزمة ، وليس الالتفاف حولها ، أو إتباع أساليب لا تؤدى إلى التطوير ، ولكن ما يعنينا هو انه حتى لو تم توقيع اتفاق الآن مع الإخوة الذين يحملون السلاح ويفاوضون فهذا الاتفاق لن يرى النور لأنه ستقوم أطراف أخرى وتقول إنها ليست جزءا من هذا الاتفاق ، لذا فالضمان الوحيد لاى اتفاق هو أهل دارفور أنفسهم .
يتحدث البعض عن أن مشكلة دارفور هي في افتقاد القيادة الواعية التي تدير التفاوض باقتدار فماهو تعليقكم ؟؟
السمانى : نظمت كثير من الجهات الدولية ، ومنظمات المجتمع الدولي ورش تدريب وتأهيل لكوادر كثيرة من أعضاء الحركات المسلحة ، والحديث الآن ليس عدم القدرة على التفاوض ، وإنما هو توحّد الرأي حول شئ يجمع الوطن ولا يشتته ، حول شئ يكون مقبولا لدى الجميع ولا يكون فيه النظرة الإقليمية ، شئ يجمع أهل دارفور ولا ينفّر آخرين ، إضافة إلى تواجد القيادات في ساحة المفاوضات في ابوجا ، ويصاحب ذلك ويتزامن معه الإعداد السليم لعملية وقف إطلاق النار ، وتحديد المواقع ، والمضي قدما في انفاذ الاتفاق الامنى .
الآن السودان محاربا من بعض الدول إعلاميا بهدف إفشال القمة العربية بالخرطوم أو إلغاء قيامها فماذا تتوقعون لنتائج هذه القمة في ظل هذه التحرشات ؟؟
السمانى : قمة الخرطوم ستكون (إن شاء الله) من انجح القمم العربية ، وقد اكتملن لها الاستعدادات ، واطمأنت لها الأمانة العامة للجامعة العربية ، ووصلت وفود كثيرة من دول عربية للاطمئنان على الاستعدادات لانعقادها في موعدها .
وأما بالنسبة للموضوعات فالظروف التي يعيشها العالم العربي تحتم علينا جميعا التوصل إلى رؤى تخرج العالم العربي مما يعيشه من أزمات ، وتؤمّن مساره مما يحيط به من مؤامرات ، وتضع أسس لكيفية التعاون المستقبلي وتكامله على كافة الأصعدة ، وان تمكن مواطنيه جميعهم من الاستفادة بخيرات العالم العربي الكثيرة والوفيرة . وهذا يفرض علينا جميعا أن ننظر بهذه النظرة الواسعة والشاملة لان الشعوب العربية بما اكتسبته من خبرات وبما يتوفر لأبنائها من عزيمة الآن أمر ليس بالقليل ، لذا فيجب أن تتشابك الايدى العربية ليصنعوا لأنفسهم مستقبل أفضل ، ولكي يوضحوا للعالم ويثبتوا له أنهم ليسوا إرهابيون ، وليسوا قتلة ولا متخلفين ، إنما هم أهل حضارة ، وثقافة وعلم ومعرفة وعزيمة ، ويملكون القدرات، وهذا لا يتأتّى إلا بالتصدي للتحديات الآن بهذه الروح الجماعية والقومية والتي تجعل من اللقاءات العربية هي لقاءات للصراحة والوضوح ، ولوضع الحلول التي تمكنهم للعبور إلى مستقبل مشرق بإذن الله ، وليثبتوا للعالم أنهم (خير امة أخرجت للناس ).