جاءت الهجمات التي قالت الجماعة المتمردة انها وقعت يوم الجمعة في الوقت الذي تزايدت فيه الجهود الدبلوماسية في الاتحاد الافريقي والامم المتحدة للاسراع بوتيرة محادثات السلام وحل خلاف بشان تواجد مقترح للامم المتحدة في دارفور.
وذكر احمد تقد كبير مفاوضي حركة العدل والمساواة في محادثات السلام بالعاصمة النيجيرية ابوجا اسماء ست قرى في منطقة جريدة بجنوب دارفور التي قال انها تعرضت للهجوم من القوات وميليشيا الجنجويد.
وقال ان هذه القرى دمرت تماما وقتل 27 شخصا واصيب 17 بجروح واصبح ستة من بينهم اطفال في عداد المفقودين. واضاف انه حصل على هذه المعلومات عبر الهاتف من اعضاء الحركة في المنطقة.
ومضى يقول ان 150 رأسا من الماشية و300 من الاغنام اخذت.
وقال متحدث باسم الجيش في الخرطوم ان الجيش وقوات الدفاع الشعبي وهي الميليشيا الرسمية لم تدخل المنطقة.
واضاف ان هذه التصريحات زائفة تماما وان هناك قتالا دائما في هذه المنطقة بين حركات التمرد نفسها وان القوات الحكومية ليس لها وجود هناك.
وتدهور الامن في دارفور مؤخرا لدرجة انه اصبح من المستحيل الان وصول موظفي الاغاثة الى مناطق واسعة بالاقليم.
وورد اسم جريدة على انها منطقة توتر في بيان الاتحاد الافريقي يوم الجمعة الذي دعا جيش تحرير السودان وهو جماعة متمردة اكبر في دارفور الى الانسحاب من المنطقة.
وحمل جيش تحرير السودان وحركة العدل والمساواة السلاح في اوائل عام 2003 بسبب ما تصفانه بانه تفرقة واهمال من جانب الحكومة.
ويتهم مسؤولون من الامم المتحدة والولايات المتحدة الخرطوم بتسليح الجنجويد وهي ميليشيا عربية مارست القتل والاغتصاب والنهب وشردت نحو مليوني قروي. ونفى السودان ان له سيطرة على الجنجويد.
وهناك وقف لاطلاق النار منذ ابريل نيسان عام 2004 لكن الاتحاد الافريقي يقول انه يتعرض للانتهاك في كثير من الاحيان من قبل جميع الاطراف. وللاتحاد الافريقي قوات قوامها 7000 جندي في دارفور.
ومدد الاتحاد الافريقي يوم الجمعة مهمته في دارفور حتى 30 سبتمبر ايلول لكسب الوقت من اجل كسر جمود بشان نقل مهام حفظ السلام منه الى الامم المتحدة.
وتعارض الخرطوم نقل المهام لكن الاتحاد الافريقي قال ان السودان مستعد لقبول ذلك "بعد وكنتيجة لابرام اتفاق سلام" في ابوجا. وحدد بيان الاتحاد الافريقي مهلة حتى نهاية ابريل نيسان للتوصل الى اتفاق سلام.
وبدت الاطراف والوسطاء في المحادثات متشائمين يوم السبت بشان احتمال التوصل الى اتفاق بنهاية المهلة.
وتعثرت المحادثات في جولتها السابعة بسبب الصراع بين المتمردين الذي اخذ منعطفا جديدا في الاسبوع الماضي عندما انشق 19 عضوا من جيش تحرير السودان عن زعيمهم.
واعرب سام ايبوك رئيس فريق الوساطة من الاتحاد الافريقي عن "شعوره العميق بالغضب" بسبب الانقسام الجديد. وامتنع عن قول ما اذا كانت نهاية ابريل نيسان هدفا واقعيا.
واضاف ان ردود فعل الاطراف في الاستطلاعات الاولية بشان الحلول الوسط المقترحة لم تكن مشجعة. واعرب عن امله ان تلقى اقتراحات جديدة اكثر تفصيلا من المقرر طرحها هذا الاسبوع رد فعل اكثير ايجابية.
واتهم تقد من جماعة العدل والمساواة الحكومة بعدم المرونة بشان القضية الاساسية المتعلقة باقتسام السلطة. وقال ان الخرطوم تقاوم منح دارفور تمثيلا كافيا في المؤسسات الوطنية.
واضاف انه اذا امكن حل هذه الامور فسيكون من السهل التوصل لحل فيما يتعلق باقتسام الثروة والامن.
وقال مبعوث حكومي طلب عدم نشر اسمه ان انقسام المتمردين هو العقبة الرئيسية امام التوصل الى اتفاق. واضاف "القضية ليست ما اذا كان سيتم توقيع اتفاق سلام ام لا.. القضية هي مع من ستوقعه.. هناك فوضى في الحركات (التمرد").
من استيل شيربون