الخرطوم أديس أبابا الخليج ووكالات :
وصفت الحكومة السودانية قرار الاتحاد الافريقي، تمديد بقاء قواته في اقليم دارفور ستة أشهر بالخطوة الايجابية لتحقيق السلام في الاقليم، حيث حصر دخول قوات دولية الى الاقليم بينها وبين الأمم المتحدة. وطالبت بالضغط الدولي على متمردي دارفور، للتوصل الى السلام، وهو ما ربطت موافقتها على دخول قوات دولية به. ورحبت حركة تمرد رئيسية بالقرار، وأعلن الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان أن المنظمة الدولية تستعد لتولي مهمة حفظ السلام في الاقليم، وستدمج القوات الافريقية بقواتها، وجاء ذلك فيما حدد الاتحاد الافريقي الثلاثين من الشهر المقبل موعدا نهائيا للتوصل الى اتفاق سلام في دارفور.
وقال وزير الخارجية الدكتور لام أكول عقب عودته من أديس أبابا أمس، بعد أن شارك في افتتاح اجتماعات مجلس السلم والأمن التابع للاتحاد الافريقي: إن دخول القوات الأممية أصبح محصورا بين المنظمة الدولية والحكومة السودانية، واذا اتضح أن هناك حاجة لوجود تلك القوات فسيتفاوض الجانبان حول المسألة.
وأضاف أن الحكومة السودانية بقدر ما تود استمرار وجود القوات الافريقية في دارفور وعدم دخول قوات دولية لتحل محلها، الا أن الاتحاد الافريقي اذا رأى الانسحاب فهذا شأنه وحده، لكنه لا يملك الحق في تحويل مهمته الى أي قوات أخرى، وأوضح أن الحكومة ستتفاوض عندها مع الأمم المتحدة بشأن ما سيحدث لاحقا بعد انسحاب القوات الافريقية. وأفاد أكول بأن قرار تمديد أجل بقاء القوات الافريقية ستة أشهر، وتحويل مهامها الى الأمم المتحدة من حيث المبدأ، مرهون بموافقة السودان على ذلك، وبالتوصل الى حل سلمي للمشكلة بدفع مفاوضات أبوجا التي يجب أن تختتم قبل نهاية الشهر المقبل.
وكان بيان الاتحاد الافريقي الذي صدر بعد اجتماعات مجلس السلم والأمن قد أشار الى استعداد السودان لقبول نشر عملية الأمم المتحدة “بعد وكجزء من ابرام اتفاقية سلام” تنجم عن المفاوضات بين الحكومة وحركات التمرد في العاصمة النيجيرية أبوجا، ولم يصل البيان الى حد ما كان يريده دبلوماسيون في الأمم المتحدة بتأكيد المواقف السابقة أن الاتحاد الافريقي يقبل “مبدئيا” بتسليم الى الأمم المتحدة، وحدد الثلاثين من ابريل/نيسان المقبل موعدا نهائيا للتوصل الى اتفاق.
وقال الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان إنه يتوقع أن يقبل السودان قوة من الأمم المتحدة مثلما فعل في الجزء الجنوبي من البلاد، حيث يوجد للمنظمة الدولية نحو سبعة آلاف جندي لحفظ السلام، وأضاف في تصريح لوكالة رويترز أن” الأمم المتحدة آتية للمساعدة في وضع استمر لفترة أطول مما يجب، وستعتمد على الأساس الذي وضعه الاتحاد الافريقي”. وأوضح انه في الفترة ما بين الوقت الحاضر ووقت تولي الأمم المتحدة ستتخذ اجراءات لدعم قوات الاتحاد الافريقي والتي ستنتقل الى قوات الأمم المتحدة. وأفاد بأن فريقا لحفظ السلام من الأمم المتحدة سيسافر الى السودان قريبا لتقييم الموقف، وان نحو 7 آلاف جندي من القوات الافريقية سيندمجون في عملية الأمم المتحدة.
وقال رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي ألفا عمر كوناري: إن تمديد التفويض الممنوح للاتحاد الافريقي الى نهاية سبتمبر/أيلول المقبل سيمنح المنظمة وقتا لاقناع السودان بقبول وجود للأمم المتحدة في الاقليم.