أظهر استطلاع للرأي أجراه مركز الرؤية لدراسات الرأي العام أن أغلبية السودانيين لا يؤيدون فكرة إرسال قوات دولية إلى دارفور وان نسبة كبيرة منهم لا يرون ضرورة لإرسال هذه القوات لإقليم دارفور بل يرون أن إصرار بعض الدول الغربية على إرسال قوات حفظ سلام دولية إلى دارفور وراءه دوافع سياسية واقتصادية.
ويبين الاستطلاع الذي أجرى على عينة عشوائية طبقية قوامها 1000 مفردة في الخرطوم أن 77.4% لا يؤيدون فكرة إرسال قوات دولية إلى دارفور .
وأوضح الاستطلاع أن 74.6% من السودانيين لا يرون ضرورة لإرسال قوات دولية لإقليم دارفور ، ويرى69.4% أن إصرار بعض الدول الغربية على إرسال قوات حفظ سلام إلى دارفور وراءه دوافع سياسية واقتصادية لهذه الدول .
كما أظهر الاستطلاع الذي أجراه مركز الرؤية لدراسات الرأي العام أن 72.6% من السودانيين يرون أنه لا ضرورة لوجود قوات دولية بجانب قوات الاتحاد الأفريقي في دارفور ، بل أن أكثر من نصف السودانيين (54.9% ) يرون أن قوات الاتحاد الأفريقي قادرة على حفظ السلام في دارفور إذا وجدت الدعم من الدول الأفريقية والأمم المتحدة فيما يرى 25.8% أن قوات الاتحاد الأفريقي غير قادرة على حفظ السلام في دارفور حتى إن وجدت الدعم من الدول الأفريقية والأمم المتحدة .
وتشير نتائج هذا الاستطلاع إلى أن 61.7% من السودانيين يعتقدون أن التدخل الدولي في دارفور يعقد قضية دارفور ولا يحلها وأن هناك دول لديها مصالح وأجندة من وراء هذا التدخل ، فيما يرى 69% من أجمالي أفراد العينة الذين أستطلعهم مركز الرؤية لدراسات الرأي العام ضرورة خلق إجماع وطني يشمل كل القوى الوطنية يتجاوز الشجب والإدانة للتدخل الدولي والعمل على إيجاد صيغة للتعامل مع أزمة دارفور بما يحفظ السيادة الوطنية .
ويبين الاستطلاع أن نحو 69.8% ممن شملهم الاستطلاع قالوا إن على الحكومة والقوى السياسية السودانية أن تأخذ العبرة من التدخل الأجنبي في أفغانستان والعراق في حين يرى 78.6% من أجمالي أفراد العينة أن القوى السياسية الوطنية قادرة على الإسهام بشكل إيجابي في حل أزمة دارفور بعيداً عن الأجندة الذاتية .
وحول الموقف بعد تنفيذ اتفاقية نيفاشا قال 80.3% أن تنفيذ اتفاق نيفاشا سيدفع مساعي الحل وجهود السلام في دارفور .
وبسؤال أفراد العينة في أول استطلاع للرأي يجرى في السودان عن كيفية المواجهة للتدخل الأجنبي حال حدوثه على المستويين الرسمي والشعبي أجاب أكثر من نصف السودانيين إن المواجهة ينبغي أن تكون بتوحيد الجبهة الداخلية وتحقيق إجماع وطني وإعلان حالة الاستنفار لمواجهة القوات الدولية وتكوين كتائب ومجموعات مقاتلة في حين يرى أقل من نصف السودانيين أن المواجهة للتدخل الأجنبي في حال حدوثه يكون بانتهاج الوسائل الدبلوماسية وعدم الدخول في مواجهة مع الأمم المتحدة والتعامل مع الأمر بعقلانية .
وحول الموقف الذي يمكن أن تلعبه القوى السياسية في مجال التصدي للتدخل الأجنبي في دارفور ذكر من شملهم الاستطلاع ضرورة سعي القوى لسياسية بجدية وتجرد لإيجاد حل جذري وشامل لأزمة دارفور بينما نادي أكثر من نصف السودانيين القوى السياسية بتوحيد صفوفها وإعداد العدة لمواجهة التدخل الأجنبي .
يشار إلى أن بعض من شملهم الاستطلاع ذكروا أنه يجب ألا تسمح الحكومة بقوات دولية في دارفور لأنها بداية لاستعمار جديد وأن التدخل الدولي في دارفور لا يسهم في حل الأزمة بل يعقدها وأشار بعضهم إلى أن التدخل الدولي في دارفور يحقق مصالح وأجندة بعض الدول الغربية في حين نادي البعض الآخر بضرورة الإسراع بجهود الحل لأزمة دارفور وإشراك أبناء دارفور في حل قضيتهم ، بينما أوضح فريق ثالث أن التدخل الأجنبي ربما يؤدي إلى تمزيق البلاد وقد ينسف جهود السلام الحالية مطالبين بضرورة تنوير المواطنين بمجريات الأحداث بالساحة الداخلية والعمل على حل قضية دارفور داخلياً وإقليمياً .