سودانيزاونلاين.كوم sudaneseonline.com 11/3/2006 9:22 ص
على الرغم من ان شريكى اتفاق السلام "المؤتمر الوطنى والحركة الشعبية" او على الاقل قادتهما غير قلقين ازاء بطء خطوات تنفيذ اتفاق السلام وازمة الثقة التى لا تزال بادية فى بعض مظاهر ممارسات الطرفين بعد نحو 15 شهرا منذ توقيع اتفاق نيفاشا، الا ان الجانبين او تيارات مؤثرة محسوبة عليها تنظر بعين الشك وتتحسب لمفاجات غير سارة يعتقد ان بعض اطراف الشريكين تخطط لها مستغلة قضايا غير محسومة ومناطق رمادية مسكوت عنها اما لحساسيتها او ارجاء النظر اليها فى وقت مناسب. وحسب تقارير ومعلومات متداولة فى نطاق محدود فان الخرطوم وابيى ستكون مسرحا لتصفية حسابات سياسية وفرض امر واقع سيلقى بظلال كثيفة على مستقبل عملية السلام برمتها، وتعد اطراف فاعلة هنا وهناك لامتصاص اى اثار سالبة محتملة مع عدم استبعاد عنصر المؤامرة او اللعب غير النظيف فى مسرخ لا يحتمل توترات او نزاعات جديدة. التقارير التى تتحدث عنها مصادر نافذة تحدثت ل "الصحافة" كشفت ان نحو 25 بصا وحافلة تغادر الخرطوم يوميا على متنها ابناء الولايات الجنوبية من النازخين الذين دفعتهم الحرب الى اللجوء الى العاصمة خلال مرحلة الحرب ، وان معظم المغادرين من النساء والاطفال والشيوخ فى اطار العودة الطوعية وان هذا العمل منظم ورصدت له ميزانية ضخمة من رئاسة "الحركة الشعبية" تشمل بجانب ايجار البصات والحافلات تخفيز العائدين عبر اغراء مادى على الرغم ان عدد محدود ممن عادوا الى مناطقهم لم يستطيعوا البقاء فيها لانعدام الخدمات وسبل الرزق والاستقرار. وتتحدث المصادر ذاتها عن مؤشرات دخول اسلحة الى الخرطوم فى الفترة الاخيرة لم تستبعد ان تكون عملية منظمة ، بجانب ازدهار تجارة السلاح وازدياد ظاهرة اقتنائه بشكل لافت،وتكشف ان 1015 جنديا مسلحا من قوات الفريق فاولينو ماتيب التى انضمت الى "الجيش الشعبى" مؤخرا غادرت منطقة الكلاكلة منذ ايام الى جنوب البلاد عبر سيارات تتبع الى "الحركة الشعبية" على الرغم من اتفاق السلام حدد ان تكون هناك قوات مشتركة من طرفى اتفاق السلام تتالف من ثلاثة الاف عسكرى مناصفة بين الطرفين فى الخرطوم، مما يشيىء الى ان هناك الاف العسكريين موجودين فى الخرطوم وان كانوا بالزى المدنى الا انهم يمكن ان تكون لديهم اسلحة غير منظورة مما يعتبر خرقا لاتفاق السلام الذى حدد عدد ومكان تواجد القوات المشتركة وغيرها. وشهدت الخرطوم منذ احداث الاثنين والثلاثاء الاسودين حوادث اخرى مقلقة حيث تم تفجير قنبلة قرنيت اخيرا فى منطقة السجانة بالخرطوم فى نزاع بين مواطنين وصاحب ركشة كما تمكنت شرطة أم درمان امس الاول من العثور على عدد (11) طلقة مدفع هاون حية في المنطقة الصناعية بعد أن تلقت بلاغاً من احد المواطنين يفيد بذلك. وأوضح مساعد المدير العام لشرطة ولاية الخرطوم اللواء محمد نجيب الطيب، ان تفاصيل الحادث تعود إلى أن أحد المواطنين يعمل تاجر حديد خردة قد اشترى كمية من الحديد الخردة محملة في عربة (كارو) من طفل يبلغ من العمر 11 عاماً فوجد في وسط الخردة عدد (11) طلقة مدفع هاون حية ، وقام بوضعها في برميل للأوساخ بعد أن اخطر احدى عربات النجدة التي بدورها عثرت على الكمية المذكورة جوار ميدان رابطة حي العرب بالمنطقة الصناعية بأمدرمان. ويبدو ان هذه الحوادث والمعلومات ازعجت السلطات الامنية والسياسية فقد أعلنت وزارة الداخلية قبل يومين عن اجراءات أمنية مشددة تعتزم اتخاذها خلال الايام المقبلة بالعاصمة، ودعت المواطنين الى رفع الحس الامني والمشاركة في العملية الامنية، وشدد اجتماع ضم كافة دوائر الاجهزة الامنية بولاية الخرطوم على ضرورة حسم التفلتات الامنية وتأمين الولاية وبسط الامن وسيادة القانون وفرض هيبة الدولة فيها.. اما بشان ابيى فقد نصبت مجموعة مسلحة كميناً بالقرب من أبيي قتل فيها (12) جنديا وجرح (26) آخرين اثر هجوم على متحرك لقوات تابعة للفريق فاولينو ماتيب كانت فى طريقها من الخرطوم لتنضم الى معسكرات "الجيش الشعبي" الذي استنكر الهجوم واعدا بتقديم شكوى للأمم المتحدة التي تراقب اتفاقية السلام. وقال رئيس اللجنة العسكرية الفنية المشتركة اللواء الياس ان مصادر استخباراتية خاصة بالحركة أبلغته قبل يومين ان المقدم توماس فيل سينصب كميناً لقافلة من مواطني بحر الغزال اثناء عودتهم وذكر وايا ان هذا الحادث ترك كثيراً من علامات الاستفهام واضاف (المنطقة تحت سيطرة القوات المسلحة ا وان المقدم توماس فيل كان انضم للقوات المسلحة) وقال ان الحركة الشعبية تطالب القوات المسلحة ان تعتقل الفاعلين وتقدمهم للمحاكمة الفورية مشيرا الى ان هناك حادثاً آخر وقع في منطقة فاما حيث قتلت وحدة تابعة للجيش اثنين من جنود الجيش الشعبي واضاف ان الجنوبيين كانا في اجازة ولم يحملا سلاحا. غير ان مصادر شبه رسمية قالت ل"الصحافة" ان المعلومات التى تلقتها تفيد ان القوة التى تحركت من الخرطوم كانت فى طريقها الى ابيى لتعزيز قوات "الجيش الشعبى" فى المنطقة لفرض امر واقع هناك مما يعد خرقا لاتفاق السلام الذى يدعو الى عدم ادخال اى قوات الى المنطقة من اى طرف.وكان مبعوث الامم المتحدة الى السودان يان برونك حذر من ان منطقة ابيى تشهد توترا وانها قنبلة موقوتة قابلة للانفجار اذا لم يعالج الامر مشيرا الى ان طرفى الاتفاق يحشدان قواتها حول المنطقة , ً لكن الناطق الرسمي باسم الجيش الشعبي وعضو مجلس الدفاع المشترك اللواء بيور اجانق استنكر ما حدث يوم الاربعاء الماضى معتبرا ان مثل هذه الاعمال تؤكد سوء النية وعدم الجدية في تنفيذ اتفاقية السلام مؤكدا تمسك الحركة بتنفيذ الاتفاقية وأوضح اجانق ان المجموعة التي تحركت من الخرطوم تابعة للفريق فاولينو ماتيب ولم تكن تحمل سلاحا وعددها 500 عسكريا كانوا في طريقهم لاعادة التنظيم في الجيش الشعبي وقال ان هؤلاء العزل تحركوا بست عربات تم تدميرها تماما في الهجوم واضاف نحن في الجيش الشعبي نعمل على انهاء المجموعات المسلحة الاخرى حسب اتفاق الترتيبات الأمنية لكن هناك من يعمل لأن لا تتم مواصلة هذه العملية وقال هذا يوضح عدم الجدية في تنفيذ الاتفاقية. وأشار اجانق الى حوادث اخرى مماثلة في بور بعد هجوم من قوات تابعة لاسماعيل كوني بعد ان انضمت مجموعة منه الى "الجيش الشعبي" مشيرا الى ان قوات خاصة لنائب رئيس حكومة الجنوب رياك مشار تم تهديدها وابعادها من المنطقة وقال ان منطقة قلواك شمال أعالي النيل ايضا استقبلت هجوما من مليشيات تابعة للحكومة على قوة انضمت للجيش الشعبي واضاف ان المؤن والذخائر يتم امدادها من القوات المسلحة وزاد ان قوات تابعة للقائد عبد الباقي أيا متحركة الى اويل وجدنا معلومات انها ستتلقى نفس المصير بالتحرش . ويتوقع ان تزداد الاوضاع توترا فى ابيى خلال فصل الخريف عندما يتحرك المسيرية بمواشيهم الى ابيى وبحر العرب واويل واعالى النيل مما يجل المنطقة على شفا مواجهات مسلحة اذا لم تحسم الرئاسة التى تتبع لها المنطقة حسب اتفاق السلام الامر وتشكيل ادارة مؤقتة لان حالة الفراغ السياسى الحالية ستزيد الاوضاع تعقيدا. ويرى مراقبون ان المخرج من الاوضاع الحالية ليس صعبا ويتطلب ارادة من طرفى السلام بالمضى نحو تطبيق الاتفاق بشكل سريع وتعزيز اجراءات بناء الثقة ونشر ثقافة السلام والاسراع فى حسم القضايا العالقة المتصلة بالترتيبات الامنية العسكرية وخاصة وضع المليشيات وتبعيتها والوصول الى تفاهم بشان ابيى وانهاء حالة الفراغ السياسى الذى تعيشه المنطقة منذ عام، والاتفاق على تصفية وجود المليشيات فى العاصمة وابعاد العسكريين منها عدا الذين حددهم اتفاق السلام فى الوحدات المشتركة وجمع السلاح غير المشروع من ايدى المواطنين.