واشار بيان الاتحاد الافريقي إلى استعداد السودان لقبول نشر عملية الامم المتحدة "بعد وكجزء من ابرام اتفاقية سلام " تنجم عن المحادثات بين متمردي دارفور والحكومة في ابوجا بنيجيريا.
ولكن البيان لم يصل إلى حد ما كان يريده بعض دبلوماسي الامم المتحدة بتأكيد المواقف السابقة بان الاتحاد الافريقي يقبل "مبدئيا" بعملية تسليم إلى الامم المتحدة.
ومع ذلك قال كوفي عنان الامين العام للامم المتحدة إنه يتوقع ان يقبل السودان قوة من الامم المتحدة مثلما فعل في الجزء الجنوبي من البلاد حيث يوجد للامم المتحدة نحو سبعة الاف جندي لحفظ السلام.
وقال عنان لرويترز بالتليفون "أتوقع تعاونهم مع عملية الانتشار في دارفور."
وقال عنان في نيويورك إن"الامم المتحدة آتية للمساعدة في وضع استمر لفترة أطول مما يجب .
"سنعتمد على الاساس الذي وضعه الاتحاد الافريقي."
وتعرض الاتحاد الافريقي لضغط دولي مكثف لتسليم مهمة حفظ السلام في دارفور إلى الامم المتحدة لكن السودان قال إن مثل هذا الاجراء سيمثل نهاية لمحادثات السلام المتعلقة بدارفور والتي يتوسط فيها الاتحاد الافريقي.
وقال ألفا عمر كوناري رئيس مفوضية الاتحاد الافريقي ان تمديد التفويض الممنوح للاتحاد الافريقي إلى 30 سبتمبر أيلول سيمنح المنظمة وقتا لاقناع السودان بقبول وجود للامم المتحدة في الاقليم.
ويتهم مسؤولو الامم المتحدة والولايات المتحدة السودان بتسليح ميليشيا عربية ارتكبت جرائم اغتصاب ونهب وقتل وشردت نحو مليوني قروي. وينفي السودان هذا الاتهام.
وتراقب بعثة الاتحاد الافريقي المؤلفة من سبعة الاف جندي يفتقرون الى العتاد وقفا هشا لاطلاق النار في دارفور. وتدهور الوضع الامني في الاونة الاخيرة لدرجة أنه صار من المتعذر على العاملين في مجال الاغاثة الوصول الى مناطق شاسعة من الاقليم.
ووصف وزير الخارجية السوداني لام اكول قرار التمديد بانه "نجاح" للسودان.
وقال اكول لرويترز "مدد تفويض الاتحاد الافريقي ستة أشهر وهذا هو ما كنا نطالب به. أمر طيب ان افريقيا اصبحت الآن تساند تماما ابرام اتفاق للسلام."
وفي الامم المتحدة قال السفير الامريكي لدى الامم المتحدة جون بولتون انه مازال يتعين على اعضاء مجلس الامن الدولي دراسة النص ورؤية"ما سيقرأونه في قرار الاتحاد الافريقي."
وقال "ولكن هدفنا مازال هو أسرع انتقال ممكن لقوة من الامم المتحدة حتى نستطيع تقليل عمليات قتل وتشريد الناس التي تجري في دارفور وعلى امتداد الحدود مع تشاد إلى الحد الممكن انسانيا."
وبدأت الامم المتحدة خططا طارئة ولكنها لن تجند القوات إلا بعد الموافقة الرسمية من مجلس الامن . وتحتاج الامم المتحدة أيضا إلى موافقة السودان قبل امكان ارسال الجنود إلى هناك.
ودعا بيان الاتحاد الافريقي إلى تشكيل لجنة من رؤساء الدول لدفع عملية السلام إلى الامام وحدد 30 أبريل نيسان كموعد نهائي للتوصل لاتفاق .
وقال كوناري في تقرير قبل اجتماع يوم الجمعة أن أي تمديد سيتوقف على التزام شركاء الاتحاد الافريقي بتمويل البعثة وتكثيف المساعي لدفع أطراف الصراع للتوصل الى اتفاق للسلام وعلى التوصل إلى حل دبلوماسي للازمة بين تشاد والسودان.
وتواجه مهمة الاتحاد الافريقي في دارفور احتمال نفاد التمويل بحلول نهاية الشهر الجاري.
وقال ممثلو المتمردين في دارفور في محادثات ابوجا انهم سيؤيدون تمديد مهمة الاتحاد الافريقي اذا منح المجتمع الدولي تفويضا كاملا للقوات الافريقية لضمان استتباب الامن.
وقال السودان في وقت سابق يوم الجمعة انه سيعزز قوة الاتحاد الافريقي في دارفور بعشرة الاف جندي نصفهم من القوات المسلحة السودانية والنصف الاخر من جنود الجيش الشعبي لتحرير السودان حركة التمرد السابقة في جنوب السودان الذين أدمجوا في الجيش السوداني.
وجاء اجتماع الاتحاد الافريقي على المستوى الوزاري يوم الجمعة بعد مفاوضات مكثفة استمرت يومين بين الاتحاد الاوروبي الذي يقدم الجزء الاكبر من التمويل للبعثة والولايات المتحدة والحكومة السودانية.
وبذلت واشنطن والاتحاد الاوروبي مساعي لم تكلل بالنجاح لاقناع السودان بقبول نشر قوة تابعة للامم المتحدة. وأدى احتمال نشر هذه القوة إلى خروج مظاهرات احتجاج تقودها الحكومة في الخرطوم والى تهديدات بقتال أي جنود يتبعون المنظمة الدولية.
من سي. بريسون هول وتسيجاي تاديسي