وتابع بولتون الذي تحدث الخميس عشية اجتماع مفصلي بين مجلس السلام والامن في الاتحاد الافريقي في اديس ابابا مخصص لمناقشة قضية دارفور "شددنا في الايام العشرة الماضية على ضرورة ان يتجنب الاتحاد الافريقي العودة عن قراره".
والقى بولتون باللوم على الخرطوم لعرقلتها استبدال جنود الاتحاد الافريقي في دارفور بقوى افضل تجهيزا سترسلها الامم المتحدة.
واشار بولتون "شكلت المعارضة الشديدة التي ابدتها حكومة السودان عقبة امام مساعينا" الهادفة الى ارسال قوة من الامم المتحدة الى دارفور. وأضاف ان أعضاء في مجلس الامن اعترضوا ايضا على هذه المساعي.
وقال امين عام الامم المتحدة كوفي انان انه تشاور مع ممثلي الاتحاد الافريقي في هذا الموضوع.
وصرح انان امام الصحفيين "نحن على تواصل مع القادة الافارقة. تداولت بالامر مع قائد قوة حفظ السلام الافريقية ومع مجلس الامن والسلام" في الاتحاد الافريقي. وأضاف "نحن على تواصل مع السلطات السودانية. وتسعى حكومات اخرى لحلحلة الامور لكي نتمكن من المضي قدما في اسرع وقت ممكن".
وقد وافق مجلس الامن في شباط/فبراير الماضي على احتمال استبدال قوات حفظ السلام الافريقية بقوات من الامم المتحدة. واقترح انان ان توفر البلدان الغربية الدعم اللوجستي والغطاء الجوي لانتشار القوات الجديدة.
وعانت قوة حفظ السلام الافريقية المؤلفة من 7800 رجل من ضعف في التمويل والتجهيز حال دون تمكنها من مواجهة تدهور الاوضاع في غرب السودان.
وحث الاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة حكومة السودان على القبول بانتشار قوات حفظ سلام من الامم المتحدة في دارفور حيث خلفت المواجهة المندلعة منذ العام 2003 بين متمردين مسلحين وميليشيات مدعومة من الحكومة السودانية 300 الف قتيل واكثر من مليوني مشرد.
بيد ان الرئيس السوداني عمر البشير بقي على معارضته لاي "تدخل اجنبي" واصفا خطة الامم المتحدة "بالخطيرة".
وتقاطع موقف البشير مع موقفي مصر وليبيا حيث أصر البلدان على اهمية الابقاء على قوة حفظ سلام افريقية في دارفور تعمل بعيدا عن اي تدخل خارجي.
وكان الاتحاد الافريقي اعلن في كانون الاول/ديسمبر من العام 2005 انه بحاجة الى 130 مليون دولار لمواجهة الاستحقاقات المالية المترتبة عن عملية حفظ السلام في دارفور حيث ستبلغ كلفته الاجمالية 465 مليون دولار في ايار/مايو المقبل.
واضاف الاتحاد انه بحاجة الى مساعدات مالية هامة ليتمكن من تامين التمويل اللازم لقوى حفظ السلام بعد ايار. والا فان المهمة ستؤول الى الامم المتحدة. وقال مسؤول في الاتحاد الافريقي في اديس ابابا ان الافارقة يتجهون الى القبول بتدخل الامم المتحدة لانعدام اي بدائل مالية اخرى.
واشار دبلوماسي غربي ان الافارقة يشترطون ان تبقى قيادة قوات حفظ السلام خاضعة للاتحاد الافريقي وان تستوعب غالبية قوة حفظ السلام الافريقية في القوات الدولية وان يكون للخرطوم دورا في تشكيل قوة حفظ السلام.
وكانت وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس دعت الخميس الى نشر قوات حفظ سلام في السودان لايقاف ما وصفته ب"الابادة الجماعية" المستمرة فيه.
واضافت رايس ان مبلغ 514 مليون دولارالذي سيخصص للسودان سيستعمل اساسا لدعم الجهود الانسانية وعمليات حفظ السلام فيه كاشفة عن جهود مكثفة تبذلها الدبلوماسية الاميركية لتذليل العقبات امام انتشار قوات حفظ سلام من الامم المتحدة في دارفور.