بروكسل ـ اديس ابابا- مزدلفة محمد عثمان ـ وكالات يحسم مجلس السلم والامن الافريقي وسط ترقب دولي واقليمي مشوب بالحذر الىوم في العاصمة الاثيوبية اديس ابابا مسألة ارسال قوات اممية الى دارفور وسط ضغوط امريكية عنيفة في مواجهة الدول الافريقية ، تدفع باتجاه الموافقة على تدخل دولي في الاقليم ، في وقت علمت « الصحافة » ان خطة امريكية جاهزة وزعت على الدول الاعضاء في المجلس ، تطلب الموافقة على نشر مابين 12 الف جندي الى 15 الف جندي من اسيا وافريقيا في دارفور . و قادت البعثة السودانية في اثيوبيا بقيادة وزير الخارجية الدكتور لام اكول تحركات مارثونية امس لتسويق الموقف الحكومي الرافض للوجود الاجنبي في دارفور ، بينما أنهي نائب رئيس الجمهورية على عثمان محمد طه مباحثات صعبة في بروكسل من دون التوصل الى نتائج تذكر . وخاطب وزير الخارجية لام اكول امس الممثلين الدائمين لمجلس الامن الافريقي في اديس ابابا مقدما شرحا تفصيليا لموقف السودان والمساعي المبذولة لاحتواء الازمة في دارفور ، واستبق الخطوة بالاجتماع الى نائب رئيس المجلس . وبحث اكول ، وفقا للسفير السوداني في اديس ابابا ابوزيد الحسن ، كيفية الخروج من النفق الحالى . واشار الى ان القرار يتخذ عادة بعد تمرير الدولة المعنية موقفها ليدور النقاش بين الاعضاء بعد خروج ممثليها من الاجتماع ، ويتخذ القرار النهائي بالاغلبية . واقر الحسن ، في حديث مع (الصحافة) ، بممارسة الولايات المتحدة الامريكية ضغوطا على ممثلي الدول الافريقية عن طريق اوراق تدعو للتصويت في اتجاه استبدال القوات الافريقية باممية . واكدت مصادر دبلوماسية في اديس ابابا انها تدعو الى نشر مابين 12 الى 15 الف جندي في دارفور ، يكونون تحت ولاية الامم المتحدة على ان تمثل دول الاتحاد الافريقي باكثر من 80 % والبقية تتولاه دول عربية واسيوية . لكن الحسن قال ، ان الدفوعات القوية التي وضعتها الحكومة لمواجهة الموقف تجعل البعثة متفائلة بقرار متوازن وايجابي من الاجتماع . واوضح ، ان 90% من اعضاء مجلس الامن والسلم اظهروا تفهما لموقف الحكومة . ونبه الى ان الوزراء الافارقة ، الذين بدأوا التوافد على العاصمة الاثيوبية امس ، بايديهم القرار المبني في الغالب على مراعاة المصالح . الى ذلك ، توقف نائب رئيس الجمهورية على عثمان في طريق عودته من بروكسل ، بالعاصمة الليبية طرابلس ، واطلع الزعيم الليبي معمر القذافي على نتائج مشاواته في بلجيكا. وبحسب السفير السوداني في بروكسل على يوسف ، فان اللقاء الثاني الذي جمع طه الى سولانا توج بالاتفاق على ثوابت مهمة، اجملها في اهمية اقالة عثرة مفاوضات ابوجا ودفعها باتجاه التسوية العاجلة، مع تغليب الخيار السياسي كمعالجة ، والابتعاد عن الحل العسكري ، بجانب وضع خطة عمل للتسريع في انفاذ تلك المعالجات . واشار يوسف في تصريح لـ ( الصحافة) بان الخلاف بين الموقف السوداني الرافض لدخول القوات الدولية ونظيره المدعوم من امريكا والاتحاد الاوربي والداعي لاستبدال الافريقية لم يتم تسويته . واوضح ، ان وجهة النظر الاوربية الامريكية تستند على ضرورة وجود قوات الامم المتحدة لحماية المواطنين ، فيما تتمسك الخرطوم بامكانية النظر في ذات الدور بعد الوصول لاتفاق سلام مع الحركات المسلحة على طاولة ابوجا . وفي الخرطوم ، قال مستشار الرئيس مصطفي عثمان اسماعيل ، ان الحكومة تعتبر الازمة في دارفور اكبر مهدد للامن القومي مما يجعلها تفكر بشكل جاد في الدفع بنائب الرئيس الى ابوجا ، اذا استدعت الضرورة ، ولم يستبعد مراجعة اتفاقية السلام للتجاوب مع مطالب المسلحين الداعية لمنحهم منصب نائب الرئيس . ورفض اسماعيل التحركات الرامية لابدال قوات الاتحاد الافريقي في دارفور ، واكد ان الاخير لا يملك الحق في نقل مهامه الى الامم المتحدة ، مضيفا ( اذا تكاثفت علىه الضغوط علىه ان ينسحب فقط) . وفي السياق ذاته ، نفى الرئيس المصري محمد حسني مبارك ، أثناء توجهه إلى إيطالىا ، ما تردد عن إمكانية إرسال قوات مصرية إلى دارفور. وقال ، إن مصر لن ترسل قوات إلى الخارج ، نافيا بشدة أن تكون هناك أية إمكانية لتغيير هذا الموقف سواء بإرسال قوات مصرية إلى دارفور أو إلى العراق. وكان نائب وزيرة الخارجية الاميركية روبرت زوليك اعلن من بروكسل ان قوة الاتحاد الافريقي لحفظ السلام في دارفور ستبقى نواة لاية قوة تشكلها الامم المتحدة لنشرها في الاقليم الذي يشهد صراعا داميا منذ 2003 . وقال زوليك ، بعد لقاء مع الممثل الاعلى للسياسة الخارجية للاتحاد الاوروبي خافيير سولانا ونائب الرئيس على عثمان «علىنا مساعدة الاتحاد الافريقي لتعزيز مهمته». ودعا زوليك الاتحاد الافريقي الى «الانتقال الى المرحلة اللاحقة» بان يطلب رسميا طلب نقل مهمته الى الامم المتحدة. وقال «نأمل من الحكومة السودانية عدم ابداء معارضة». وقال خافيير سولانا «الامم المتحدة تحتاج من ستة الى ثمانية اشهر، لتنتشر قوات في دارفور». والتقى المفوض الاوربي نائب الامين العام لعمليات حفظ السلام هادي عنابي ، و دعا الجميع الى استئناف عملية السلام في ابوجا لانهاء النزاع بين الخرطوم ومسلحي دارفور ، الذين يؤيدون نشر قوة دولية. وقال رئيس مفوضية الاتحاد الافريقي الفا عمر كوناري «نرغب في وضع خارطة طريق تحدد بوضوح مسارنا والمهل التي سنعمل ضمنها». واكد ، ان الخطة ستعرض خلال اجتماع مجلس السلام والامن ويمكن ان يبدأ تطبيقها «قريبا جدا». وعلمت «الصحافة» ان الاتحاد الاوربي قدم 50 مليون يورو لدعم الاتحاد الافريقي الذي يتعلل بضعف التمويل ويعتبره العائق امام اداء مهامه المفترضة في دارفور.
اقرا اخر الاخبار السودانية على
سودانيز اون لاين http://www.sudaneseonline.com............
للمزيد من الاخبار