وحثت واشنطن وزراء خارجية الدول الاعضاء في الاتحاد الافريقي على المضي قدما في قرار من المتوقع صدوره يوم الجمعة ودعوة الامم المتحدة لتولي قيادة بعثة الاتحاد الافريقي في دارفور وقوامها سبعة الاف جندي.

لكن خافيير سولانا مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الاوروبي قال لرويترز يوم الجمعة إنه لا يمكنه ضمان موافقة الاتحاد الافريقي غدا رغم يومين من الجهود التي لم تسفر عن نتيجة حاسمة لاقناع علي عثمان محمد طه نائب الرئيس السوداني.

وقال روبرت زوليك نائب وزيرة الخارجية الامريكية الذي كان يتحدث في باريس ان على الاتحاد الافريقي أن يتحرك بسرعة اذا أراد تعزيز مراقبة وقف هش لاطلاق النار في صراع قتل فيه عشرات الالاف وأدى الى تشريد نحو مليونين.

وقال زوليك "ليس لدينا وقت نضيعه. هناك أوضاع يأسى لها القلب في دارفور وهي مهددة بأن تزداد سوءا."

وادانت الولايات المتحدة أعمال العنف في دارفور ووصفتها بانها ابادة جماعية. واتهمت حكومة الخرطوم بقتال الحركات المتمردة المشكلة في أغلبها من غير العرب عن طريق تسليح ميليشيات عربية تعرف باسم الجنجويد روعت القرويين في المنطقة بعمليات اغتصاب وقتل سلب في دارفور وتدمير المحاصيل والمنازل.

وتنفي الخرطوم الابادة الجماعية وتنفي أي صلة لها بالجنجويد.

وقال زوليك ان قوة الامم المتحدة يمكن أن تشكل استنادا الى قوة الاتحاد الافريقي وأن تضم المزيد من القوات الافريقية والاسيوية.

وقال طه ان السودان قد يدرس السماح بأن يكون هناك دور غير محدد للامم المتحدة في دارفور اذا أسفرت محادثات السلام الدائرة مع المتمردين في العاصمة النيجيرية أبوجا عن تسوية سياسية للنزاع.

وقال طه في بروكسل يوم الاربعاء "اذا كانت هناك تسوية سياسية.. فمن أجل توفير ضمانات تجعل التسوية مستمرة.. يمكننا ان نبحث في دور الامم المتحدة."

الا أن سولانا قال ان ذلك قد يكون متأخرا.

وافسد التشاحن الداخلي بين المتمردين الى افساد جولة المحادثات السابعة بين الحكومة السودانية والمتمردين. وعبر وسطاء الاتحاد الافريقي اليوم الخميس عن "استياء عميق" بسبب احدث انتكاسة والمتعلقة بنشوب ازمة جديدة بشأن الزعامة في احدى حركتي التمرد الرئيسيتين وهي جيش تحرير السودان.

وقال الاتحاد الافريقي انه سيواصل الاعتراف بعبد الواحد محمد النور كرئيس لجيش تحرير السودان رغم البيان الصادر عن 19 عضوا كبيرا بالحركة باستبعاده.

وقال عصام الحاج المتحدث باسم جيش تحرير السودان حركة التمرد الرئيسية في الاقليم لرويترز ان الاولوية يجب أن تعطى لحماية المدنيين ومن ثم ليس لدى الحكومة مبرر في عدم قبول قوة للامم المتحدة.

وأضاف "شعبنا يموت كل يوم فيما ترفض الحكومة الانتقال الى قوة للامم المتحدة."

وقال ان الحكومة نقلت ألفين جندي الى شرق دارفور وتحشد الاسلحة والقوات في الشمال.

ومضى يقول "هذا يشير الى أن الحكومة تستعد لهجوم جديد."

وقال لام اكول وزير خارجية السودان ان الاتحاد الافريقي لا يملك سلطة دعوة الامم المتحدة للسودان. وعلى الامم المتحدة اذا أرادت المجيء أن تبحث ذلك مع حكومة السودان وليس من خلال طرف ثالث.

وأضاف أن السودان يعارض ارسال قوة للامم المتحدة لان ذلك مطلب لجماعات التمرد الرئيسية في دارفور.

وتابع قائلا ان قبول قوات للامم المتحدة يعني تخريب عملية السلام لان ذلك يجعل موقف المتمردين أكثر تشددا.

وقال ساسة معارضون في السودان ان الحكومة تعارض بعثة للامم المتحدة لان الجيش السوداني يخشى أن تطلب المحكمة الجنائية الدولية من قوات الامم المتحدة في دارفور في المستقبل اعتقال المتهمين بارتكاب جرائم حرب.

وقال بشير ادم رحمة مسؤول الشؤون السياسية في حزب المؤتمر الشعبي ان الحكومة خائفة من أنه اذا وصلت المحكمة الى مرحلة الاعتقال فان قوة الامم المتحدة ستنفذ ذلك.

من اوفيرا مكدوم