اتهم الرئيس السوداني عمر البشير جهات “اقليمية ودولية” بالتخطيط والسعي لهدم السلام في بلاده، والذي تحقق بتوقيع اتفاق مع المتمردين السابقين في الجنوب، مؤكدا أن الاتفاق الذي مكّن من ايقاف أطول حرب في القارة الافريقية “لم يكن مرغوبا دوليا ولا اقليميا”، وجاءت تصريحات الرئيس السوداني في تزامن مع التوتر في حدود بلاده مع تشاد، ومع الفشل في التوصل الى اتفاق مع المتمردين المسلحين في دارفور.
وقال البشير في لقاء مع فعاليات سودانية أول أمس أن جهات كثيرة لها مصلحة في أن يعود السودان الى الحرب، وأن الجهات نفسها تسعى الآن لهدم السلام الذي تحقق، وإلى تقويضه بشتى السبل “بدليل إيجادها حرباً جديدة في دارفور بعد ثلاثة أيام من توقيع اتفاق السلام”.
وأضاف “كنا نعرف أن التوصل الى سلام في السودان لم يكن مسموحا به من جهات عديدة، ومع ذلك تمكنا من تحقيقه”، معتبرا الاصرار على تخريب السلام في بلاده جزءاً من مخطط قديم، بدأ بحملة كتشنر نهاية القرن قبل الماضي مرورا باندلاع التمرد في الجنوب قبل عام من اعلان الاستقلال وفي دارفور قبل أيام من توقيع بروتوكولات نيفاشا”.
وقال البشير إن السودان سيظل تحت الاستهداف بسبب موارده الضخمة و”لأن الأعداء يريدون كسره كجسر يربط بين شمال إفريقيا وجنوبها”، ونبه شعبه إلى توقع المزيد من المخططات “ما يدعو الجميع إلى بذل المزيد من الجهود لحماية البلاد”، وأكد أن تثبيت السلام في السودان يستوجب إزالة الألغام داخل المجتمع السوداني، وإنهاء النعرات القبلية والجهوية وإزالة كل الفوارق بين الناس ودعاوى التهميش.
على صعيد آخر، وافق فاولينو ماتيب الزعيم الجنوبي المثير للجدل في السودان على ضم قواته المسماه “جيش دفاع الجنوب” للجيش الشعبي لتحرير السودان، وهي قوات تعد من أكبر الفصائل الجنوبية التي كانت تقاتل الى جانب الحكومة إبان الحرب، ولم تكن جزءا من اتفاق السلام الموقع في نيروبي في يناير/كانون الثاني من العام الماضي.
وقالت مصادر ل”الخليج” من جوبا الجنوبية، حيث يتفاوض فاولينو مع النائب الأول للرئيس وزعيم الحركة الشعبية لتحرير السودان سلفاكير أن الأول وافق على ضم قواته للجيش الشعبي كنتاج للحوار الجنوبي الجنوبي الذي بدأه الطرفان قبل أشهر تحت رعاية الرئيس الكيني السابق دانيال أراب موي. وذكرت المصادر أن توصيات وضعتها لجان مشتركة شكلها سلفاكير وفاولينو دعت الى دمج الجيشين، موضحة أن قوات دفاع الجنوب اشترطت لقبولها بالدمج الحصول على مناصب قيادية في جيش الحركة ومناصب سياسية في الجنوب.