وقالت منى، التي أضربت عن الطعام في نوفمبر تشرين الثاني: "لن نتحرك حتى يتم حل قضيتنا، حتى لو مات أحد أطفالي."
وقامت الشرطة المصرية باقتحام المخيم، حيث كان المتظاهرون يجلسون على ملاءات في الهواء الطلق، دون مياه شرب أو حتى دورات مياه.
وكانت الحماية الوحيدة للاجئين هي اللافتات التي علقوها في الميدان حول مخيمهم يطالبون فيها المفوضية العليا بحل مشكلتهم.
واستخدم المتظاهرون حقائبهم لرسم الحدود بين كل أسرة وأخرى، كما استعملوا أفرع الأشجار لتعليق ملابسهم.
ومنذ بدء اعتصامهم، مات سبعة متظاهرين، وولد ثلاثة أطفال، وأجهضت أربع نساء.
وقد قتل عشرة على الأقل عندما اقتحمت الشرطة المخيم وأجبرت اللاجئين على مغادرته.
مخاوف من الاضطهاد
وبدأت الاعتصامات والمظاهرات عندما قررت المفوضية العليا وقف المساعدات لمن رفضت طلبات حصولهم على اللجوء.
وقالت المفوضية إنها تستطيع تقديم مساعدات مادية فقط للجماعات الأكثر تضررا، حيث تعرض برنامج مساعداتها لضغوط هائلة في السنوات الأخيرة.
وتختلف مطالب المتظاهرين، فبعضهم يريدون الحصول على مساعدات ولبعض الآخر يريد ترحيله إلى دولة أخرى، لكن أغلبهم يتفقون على عدم رغبتهم في العودة إلى السودان على الرغم من توقيع اتفاق سلام في يناير كانون الثاني الماضي، أنهى حربا أهلية استمرت 21 عاما بين الشمال والجنوب.
ويعتقد البعض أن الوضع لم يصبح آمنا بعد في السودان للعودة، ويعتقدون أنهم سيتهمون بالخيانة ويعدمون إذا عادوا.
والكثيرون من الذين شاركوا في الاعتصام أبدوا رغبتهم في مغادرة مصر تماما، قائلين إنهم يتعرضون للكثير من المضايقات.
وقال أحدهم ويدعى نزار: "غالبيتنا تم تهريبنا إلى مصر هربا من الحرب. نتعرض لمضايقات من المصريين حتى أثناء ركوبنا المواصلات العامة. إنهم لا يريدوننا هنا."
نساء وأطفال شاركوا في الإضراب عن الطعام
ويشرح متطوع في مخيم اللاجئين المؤقت أنه مع ارتفاع نسبة البطالة في مصر إلى 25 في المئة، فإن المواطنين كثيرا ما يجدون أنهم يتنافسون مع اللاجئين على الوظائف، وهو موقف صعب لجميع الأطراف.
وبموجب القانون الدولي، يحق للسلطات المصرية ترحيل من رفضت طلباتهم للجوء.
وأعربت المفوضية العليا لشؤون اللاجئين عن قلقها بشأن عدد من المعتصمين الضعفاء، لكنها تقول إن أيديها مكتوفة لأنها غير قادرة على تغيير السياسات الخاصة بتحديد من يحق له الحصول على اللجوء ومساعدات إعادة التوطين.
وقالت ليلى جين ناصف من المفوضية العليا في القاهرة: "أعتقد أن الأمر متروك (للمعتصمين) لتحديد ما سيحدث في المستقبل. حاولنا بجدية العمل معهم والتوضيح لهم ما يمكننا القيام به فيما يتعلق بمطالبهم."
"أكل الفول"
لكن المتظاهرين مصممون على مواصلة احتجاجاتهم.
وقال سوداني يطالب بإعادة توطينه: "سنبقى هنا حتى تنقلنا المفوضية العليا من مصر، أو نموت. الإضراب عن الطعام سيسرع من موتنا."
في الوقت نفسه، يشكو من يحصلون على مساعدات الأمم المتحدة من أنها غير كافية.
وقال نابليون، الذي يبلغ من العمر 40 عاما: "المفوضية تعرض برنامج اندماج، لكن دون توفير منازل أو تعليم أو عمل. نأكل الفول منذ أسابيع."
وقال إنه في نوفمبر تشرين الثاني الماضي، عرض حياته للخطر بالاندفاع وسط قوات الأمن لمحاولة الوصول إلى كوفي عنان الأمين العام للأمم المتحدة، الذي كان يزور القاهرة في ذلك الوقت.
وسلم نابليون خطابا لعنان طالبا منه إعادة توطينه في دولة أوروبية.
وقال: "من حقنا بموجب اتفاقية جنيف لعام 1951 أن نحصل على اللجوء في دولة يمكنها استضافتنا."
وقد أنجبت زوجة نابليون أثناء فترة الاعتصام. وقالت إن الرضيع "لم يتحمم منذ ولادته. فقط أضع الزيت على جسده. لكنني فخورة بأنه ولد هنا. سنظل أنا ووالده هنا حتى نضمن له مستقبلا أفضل."