: 28 يناير 2006
الخرطوم : سيف الدين حسن العوض
عبر عدد من الإعلاميين والصحفيين من اوروبا والولايات المتحدة الامريكية وافريقيا المشاركين فى تغطية اعمال قمة الإتحاد الافريقى السادسة التى عقدت بالخرطوم في الفترة من 23 - 24 يناير الماضي عن إعجابهم بالتنظيم الدقيق الذى صاحب فعاليات القمة ، مشيرين إلى ان السودان تميز بقدرات كبيرة ادت إلى إنجاح القمة.
وفي لقاءات خاصة مع عدد من الاعلاميين السودانيين والمختصين واساتذة الاعلام بعدد من الجامعات السودانية عبر معظمهم - ان لم يكن جلهم - عن اعجابهم العظيم بما لمسوه وشاهدوه خلال فترة انعقاد القمة الافريقية بالخرطوم وبنظرة تقويمية تحدث لنا كل من الدكتور محي الدين تيتاوى نقيب الصحفيين السودانيين وعميد كلية الاعلام بجامعة امدرمان الاسلامية قائلاً: لقد حقق السودان نجاحات كثيرة من جراء تنظيمه للقمة السادسة للاتحاد الافريقي اولها ان السودان كان تحت الاضواء الاعلامية الاقليمية والدولية عكس من خلالها الصورة الجديدة للسودان اليوم كما ان اكثر من 30 رئيس دولة افريقية حضروا للخرطوم ورأوا باعينهم عكس ما كان يردده الاعلام الغربي من اكاذيب واختلاقات حول صورة السودان وهذا يؤكد حقيقة موقع السودان من القارة الافريقية .
الامر الثاني – ومايزال الحديث للدكتور تيتاوي - ان السودان قد واجه تآمر دولي وحملة اعلامية قوية فكان موقف السودان من رئاسة الاتحاد موقفاً حضارياً اثبت عمق الدبلوماسية السودانية وقوتها والسودان اوضح للعالم اجمع ان الرئاسة ليست قضية القمة الاولى فالرئاسة شرعية ودورية وتشريفية اما موضوع القمة فقد اعد له السودان اعداداً جيداً بدأ من ملتقى الجامعات الافريقية مروراً باجتماع السيدات الاول الرابع حول مرض الايدز وانتهاء بقضايا السياسة والحكم والاقتصاد والتنمية في افريقيا التي ناقشتها قمة الرؤساء الافارقة يومي 23 و 24 يناير المنصرم.
اما النجاح الثالث لقمة الخرطوم فيتمثل كما يذكر د. تيتاوي في ان السودان قد استطاع ان ينشئ منشآت اساسية واستراتيجية تواكب عصر الالفية الثالثة .. واسس بنى تحتية سيستفيد منها السودان في الحاضر والمستقبل من ذلك انشاء مطار بمواصفات عالمية وتدريب كوادر علاقات عامة ومراسم وبرتكول وبناء فلل رئاسية لاستقبال القادة والزعماء فضلاً عن انشاء قاعة حديثة مزودة باحدث التقنيات التكنولوجية .
واوضح نقيب الصحفيين السودانيين ان الصحفيين السودانيين ابلوا بلاء حسناً في تغطية هذه القمة ونفى ماتردد من ان الصحافة السودانية هي التى افشلت مشروع منح السودان لرئاسة الاتحاد مؤكداً ان الصحافة هي انعكاس لواقع الحال ولتصريحات المسؤولين ولكنه اتهم جهات غربية بانها وراء افشال ذلك وقال ان رئاسة الاتحاد الافريقي في العام القادم وباجماع القادة الافارقة وبدون شروط مسبقة هي من نصيب السودان وينبغي ان يستعد لها من الان مشيراً الي ان هناك ورشة عمل تقويمية خاصة بالقمة ستعقد في القريب العاجل لتأكد على الايجابيات وتتلافي السلبيات مستقبلا ًلاسيما والسودان سيشهد خلال هذا العام مؤتمرين اقليميين آخرين هما قمة جامعة الدول العربية والقمة الباسفيكية الكاريبية .
كما التقينا بالاستاذ ياسر يوسف عوض الكريم رئيس قسم الاذاعة والتلفاز بكلية الاعلام جامعة امدرمان الاسلامية فكتب معلقا على القمة الافريقية ومقيماً لها بقوله : نجحت القمة الافريقية بالخرطوم نجاحا منقطع النظير من حيث القضايا التي ناقشها رؤساء الدول الافريقية والوزراء باللجان الفرعية للقمة حيث تم التركيز على قضايا التنمية بالقارة وسبل القضاء علي النزاعات والصراعات التي لا تكاد دولة افريقية تخلو منها .
ولا ارى ان القمة قد فشلت بالنسبة للسودانيين كما يعتقد البعض – لمجرد فقدانه لرئاسة الاتحاد الافريقي هذا العام فقضية الرئاسة رغم اهميتها الا انها اقل اهمية من المكاسب التي جناها السودان من تنظيم هذه القمة بالخروطم استعرض اهمها في :
- عكس تنظيم القمة وادارتها وجها مشرقا للسودان فيما يتعلق بالقدرات على التنظيم الجيد والعمل البرتوكولي واستضافة المشاركين والتنسيق الجيد واستخدام اجهزة الاتصالات الحديثة
- لم تكن القمة قمة شكلية يلتقى فيها رؤساء الدول بل كانت اللقاءات والاجتماعات الفرعية والجلسات المغلقة ذات دور فاعل في مناقشة قضايا مهمة في الجوانب الاقتصادية والسياسية والامنية.
- كان مستوى المشاركة بالقمة هم الاعلى مقارنة بقمم عقدت سابقا حيث تجاوز عدد رؤساء الدول الثلاثين رئيسا عدا رؤساء البعثات والوزراء واعضاء البعثات وهي مشاركة كبيرة وبنسبة عالية .
- كانت انعقاد القمة بالخرطوم فرصة جيدة لرؤساء الدول والبعثات المرافقة لهم للوقوف على الاوضاع بالسودان على حقيقتها دون الاعتماد على المصادر الغربية التي تعكس صورة سيئة ومشوهة للسودان تؤثر على علاقاته الخارجية بالدول الافريقية ودول الجوار.اما الاستاذ عبد العظيم اكول الاستاذ الجامعي والشاعر الغنائي المعروف فكتب عن قمة الخرطوم تحت عنوان : نجاح ساحق لاعلام القمة الافريقية قائلاً : بمتابعاتنا لمؤتمر قمة الاتحاد الافريقي والذي استضافة السودان في الايام الماضية لفت نظري الاهتمام الرسمي والشعبي غير المسبوق الذي صاحب فعاليات هذا المؤتمر الهام الذي يعقد لاول مرة في الخرطوم بعد طول غياب والتي ازدهرت وتالقت وخرجت في ثوب قشيب ومن هنا لابد من الاشارة للمجهودات العظيمة التي قامت بها الدولة لانجاح هذا المؤتمر وقد تمثل ذلك في الترتيبات الهائلة التي صاحبت هذا المؤتمر والتنظيم المبدع الذي بهر الرؤساء الافارقة ثم ان اجهزة الاعلام المسموعة والمقروءة والمرئية قد قامت بعمل التغطيات الاعلامية الفورية لكل انشطة هذا المؤتمر التاريخي وكانت المعلومات متاحة لاجهزة الاعلام بصورة تؤكد الاستفادة من تكنولوجيا الاتصال وما صاحب هذا العمل من حركة وحراك سياسي هائل ...
ومما يمكن الاشارة اليه هنا – والحديث مايزال لاكول - ان هناك فعاليات عديدة كانت مصاحبة لهذا المؤتمر كان التنظيم فيها جيدا الا اننا نلاحظ غياب اجهزة الاعلام الرسمية عن متابعة عدد من هذه الفعاليات برغم ان هذه الاجهزة (لم تقصر) على الاطلاق في ابراز الوجه المشرق لافريقيا والسودان .
محطتنا الاخيرة كانت مع الاستاذ صالح موسى علي منسق الدراسات العليا بكلية الاعلام ، جامعة امدرمان الاسلامية فكتب لنا معلقاً على القمة السادسة بالقول : مما لاشك فيه ان انعقاد القمة بالسودان ححقق الكثير من المكاسب السياسية للبلاد وللقارة ايضا ، مع وجود بعض الهنات والثغرات في قراءة الرأي العام للقادة الافارقة مما ادى الي تعثر مهمة قيادة السودان للاتحاد الافريقي في العام الحالي ، وتفاقم مشكلة دارفور بصورة غير مرضية وكذلك غياب السيد / النائب الاول لرئيس الجمهورية عن مخاطبة القمة كان له اثره في نفوس بعض القادة الافارقة والمراقبين السياسيين باعتبار ان هناك ضعف في التنسيق بين قيادة الدولة السياسية والدبلوماسية .