الترابي يقترح اقامة نظام انتقالي مؤقت لمواجهة ازمة دارفور ويشكك في مواجهة قرارات الام المتحدة
الخرطوم – مزدلفة محمد عثمان
عقد الامين العام للمؤتمر الشعبي حسن الترابي امس اجتماعا مطولا بالامين السياسي للمؤتمر الوطني مصطفي عثمان اسماعيل في بادرة غير مسبوقة علي المستوي الرسمي بين الحزبين منذ المفاصلة الشهيرة التي وقعت بين الاسلاميين منذ قرابة الست سنوات، و اقترح الترابي اتحاد الاحزاب السياسية في نظام انتقالي مؤقت للبحث عن مخرج لازمة دارفور بعدما اتخذتها الدوائر الدولية ذريعة للتدخل في السودان ، لكنه استبعد في ذات الوقت مقدرة الخرطوم علي مواجهة أي قرار يصدر من المنظمة الدولية بشأن الازمة غربي البلاد مشيرا الي الفشل الذريع الذي اثبتته قوات الاتحاد الافريقي علي الارض مع استمرار القتل والترويع .
والتقي امين عام الشعبي بمصطفي اسماعيل في مقر المؤتمر الشعبي بضاحية الرياض ظهر امس لاكثر من ثلاث ساعات في حضور كل من احمد هارون وابراهيم غندور نائبي اسماعيل بجانب عبدالله ابو فاطمة وادم الطاهر حمدون مساعدي الامين العام للشعبي >
وقال الترابي ل( الصحافة ) ان الخطوة تمت برجاء من الامين السياسي للمؤتمر الوطني للبحث عن معالجة للازمات الوطنية العامة ، والقضايا المتأزمة ، واشار لطرح موفدي المؤتمر الوطني سلسلة من الاستفسارات تتصل بكيفية ابتدار التحرك بين القادة السياسيين بافضلية ان تكون علي المستوي الثنائي في شكل تمهيدي بين احزاب السلطة والمعارضة و تتطور الي لقاءات جامعة لنقاش ازمات بعينها او بالتئام اجتماعات عامة تطرح فيها قضايا الوطن بكافة ازماته السياسية ، ونفي الترابي ان تكون الفكرة المطروحة ذات صلة بالدعوة لقيام المؤتمر الجامع الذي ظلت القوي السياسية تطالب بعقده واشار الي ان المقترح قيد المشاورات يتصل بلقاء القادة السياسيين في احزاب المعارضة والحكومة واكد ان اللقاء لم يتطرق الي المطالبة باعادة تشكيل الحكومة القومية وفقا لنسبة ال66% الواردة في اتفاقية السلام كنصيب للقوي الشمالية واردف بان الطرفين اتفقا علي اجراء مشاورات داخلية مع قيادات الحزبين لبلورة الرؤي المناسبة وتوقع ان يدفع الشعبي بتصوره الي المؤتمر الوطني اليوم .
وبرغم حالة التقارب التي تعتري الشعبي والوطني خلال الفترة الاخيرة الا ان الترابي تمسك في حديث مع( الصحافة )بالقول ان الحزبين يعدان ابعد المتباعدين في الساحة السياسية مقارنة بالعلاقات بين الاحزاب واقطابها ، وقال بان قيادات الحزب الحاكم تعزي الامر لاجراءات حل البرلمان وسجن رموز الحزب ومحاكمتهم فيما تري قيادات الشعبي اضافة لتلك الاسباب ان الخلاف ناهض علي اصول بنية الحكم التي ترتبت عليها تلك الاجراءات ، وقطع الترابي بان أي وفاق محتمل في المستقبل لن يكون بين الوطني والشعبي بحسبانهما يتحركان في اطار تحالفات مع احزاب اخري .
وردا علي تحركات الامم المتحدة لنشر قوات دولية في دارفور ، قال الامين العام للشعبي ان دخول القوات الافريقية نفسه كان تدخلا دوليا سيما وان الاخيرة انتشرت غربي البلاد بقرار من المنظمة الدولية وبتمويلها المباشر واردف بان الافارقة اثبتوا فشلا فعليا في تأمين وقف اطلاق النار وانسياب الاغاثة فضلا عن عجزهم امام معالجة القضية العامة واضاف بان دخول قوة اخري يأتي بعناصر مشكوك في اهدافها ، معتبرا منهج الحكم في البلاد المسؤول عن الحال الراهن واكد بان المخرج يكمن في اتحاد السودانيين ولو علي امر مؤقت يقرر فية الشعب من يحكمه داعيا الاحزاب في الحكومة والمعارضة الي اقامة نظام انتقالي تجتمع في داخله كل قوي السودان ورأيه العام ليأتي بحكومة ائتلافية او معارضة تستطيع انابة عن شعبها مواجهة قضية دارفور التي باتت وفقا للترابي محطة للتدخل الدولي واستدك بالقول ( انا بالطبع لست ضد التعامل الاجنبي الدولي ، لكنه الان يدخل علينا ونحن في ذلة ، وتحت الوطأة ، ولا نستطيع ان اصوب عليهم عدم المعقولية بان اقول اوقفوا الامم المتحدة ويكفينا الاتحاد الافريقي لاننا اعضاء في الامم المتحدة والذلة التي بلغناها في نظام حكمنا تجعلنا محكومين ومن العسير مواجهة قرار يصدر وزاد بقوله من نحن حتي نرفض ؟ نحن في حالة من الاضطراب بالسلطة قد لا يراها الاخرون كذلك لكني اراها .)
وقلل الترابي من فقدان السودان رئاسة الاتحاد الافريقي واكد ان المنظومة في الاساس بلا قيمة ولا وزن ليحزن الناس علي فقدانها او يفرحوا لترؤوسها .