اخر الاخبار من السودان لشهر ينائر 2006
أخر الاخبار من السودان

تعليقات حول خسارة السودان لرئاسة الاتحاد الافريقي

سودانيزاونلاين.كوم
sudaneseonline.com
27/1/2006 1:20 م


راشد : كانت نهضة السودان لصالح أفريقيا في كثير من الأوجه
آدم : الحكومة حولت انظار الصحافة صوب رئاسة الاتحاد الافريقي
د. البوني : الدرس الأساسي الذي خرجنا به من قمة الخرطوم هو أن القارة الافريقية تحكم من خارجها وأن الجمعيات الطوعية العالمية هي التي تحكم افريقيا


الخرطوم : سيف الدين حسن العوض

كتب الاستاذ راشد عبد الرحيم في عموده اليومي ( اشارات ) بصحيفة الرأي العام السودانية يقول :حق للسودانيين أن يشعروا بمرارة و غصة عميقة جراء منع السودان من تولي رئاسة القمة الأفريقية و هذه المرارة و الغصة ليست لكون السودان فشل في تولي منصب مهم و ليست قدحا في قدرة السودان كما أنها مرارة لا توجه إلى الشعوب الأفريقية بل هي مرارة لكون القارة لم تزل تعاني الأسر .
و لو أن السودان فقد المنصب برغبة أفريقية لكان هذا مدعاة لوقفة مختلفة و لكن السودان يواجه الولايات المتحدة في الشأن الأفريقي و هي من وراء قادة عاجزين عن إتخاذ قرار من منطلقات تفرضها عليهم مسؤولياتهم تجاه القارة.
و الذي يخرج به السودان من هذا الدرس أنه يواجه الأصل و القوى الأكبر التي بيدها القرار و هذا سبب يجعل من مواقف السودان مواقف قوية و تزيد السودان قوة رغم فقد المنصب.
الذين يخنعون للولايات المتحدة لا يفعلون غير كسب الذكر الخامد و لا يفعلون غير الإستمرار في تبعية لم تحقق لهم هدفا و لم تتطور دولهم و شعوبهم و يكفي السودان أنه نهض مع العداء للولايات المتحدة و الذي لم يتسبب فيه.
و كانت نهضة السودان لصالح أفريقيا في كثير من الأوجه و منها تنظيم إجتماعات القمة على هذا المستوى من التجويد .
إن قرار الزعماء الأفارقة اتخذ و لم يكن بين يديهم غير موقف الولايات المتحدة و حتى الترشيح للرئاسة لم يصدر إلا إبان الإجتماعات.
و رغم أن الدبلوماسية السودانية لم تتحرك بصورة فاعلة للعمل لكسب هذا الموقع إلا أن النتائج التي تمت رغم عدم بلوغنا تمامها تؤكد أن إستمرار السودان و تحركه في القارة من شأنه أن يغير الكثير من الموازين.
و الذين يفضلون التصويت من وراء حجاب خوف الولايات المتحدة يمكن أن يتحركوا خطوة في المستقبل و الذين جاهروا بموقف أصيل في مساندة السودان رغم علاقاتهم بالولايات المتحدة سيشكلون رصيدا للسودان.
و لا تغرنكم قدرات الولايات المتحدة فهي دولة ممسكة لا تنفق لنهضة و السودان أقدر منها في ذلك و بعد تأريخها القريب في الأعمال العسكرية الفاشلة خارج أراضيها فإنها ستكون دولة تستخدم تخويف من يخافها من وراء حجاب.
عوقت الولايات المتحدة الكثير من الأعمال في السودان و لكنها لم تمنعه أن يخرج النفط و أن يطور الإقتصاد و أن يتحرك في العالم و في القارة.
علينا أن نستمر في (( صندوق الختة )) و أن نصرف صرفتنا القادمة العام القادم فقد صنعوا ما يشبه صناعة النساء عندنا و علينا أن نستمر إلى نهاية الشوط.
اما مدير تحرير صحيفة الرأي العام السودانية الاستاذ اسماعيل آدم كتب في عموده اليومي ايضاً(مداد) يقول : رُفعت الأقلام، وجَفت صحف القمة الافريقية، وبدأ المضيف يلملم آثار «الضيوف»، ويعيد ترتيب الأشياء، وفي الأوان ذاته، عكف على جرد حساب الربح والخسارة من الحفل الافريقى الفخيم الباذخ، وهو حفل خارج نطاق الأولويات السودانية، ولكن من يقنع الذين يعتنقون سياسة: «أنا أفعل ما أشاء وأنت أفعل ما تشاء». سياسة اقتدى بها، من قبل، اللورد كرومر في مصر، على آخر أيامه.
في السياق، سال حبر التصريحات الحكومية، وتدفق من تحت وأعلى جسور المناسبة، مثل الموت المفاجئ عند البعض، وكما الموت البطئ عند البعض الآخر، وكانت التصريحات موزعة بين «تطمينية»، وأخرى «تبريرية»، وما بين «هذا وذاك» من مسافات.
في غمرة الانهماك الحكومى لتوصيل «الفكرة».. فكرة ان نتائج المؤتمر «نجاح في نجاح»، وان «الأمور تمام التمام»، وان القمة انتهت وفق ما «خطط لها»، في غمرة هذا الانهماك، طعنت تصريحات حكومية في ظل الفيل، علقت على الصحافة مسؤولية فقدان السودان منصب رئاسة الاتحاد الافريقى للدورة الجديدة، وهذا عين الخطأ.
بوسع الحكومة ان تقول ان «قوى الاستكبار» هي السبب، وان «أم الكبائر»: أمريكا هي التي لعبت بعقول القادة الأفارقة فوقفوا هذا الموقف «الفَسِل»، أو ان ملف دارفور الذي تكاد كل حلقاته الدولية تكتمل، هو وراء «الكيد»، أو ان المعارضة من «تِحت تِحت»، كانت تزرع الألغام في دهاليز وأضابير القمة.. أو.. أو.. إلا الصحافة التي كانت تنقل، وترصد، وتحلل فقط. ليس في وسعها، على الاطلاق، اتخاذ القرار.
واتهم مسؤولون في الحكومة الصحافة «محلية، اقليمية وعالمية»، المحتشدة في قاعة الصداقة بالخرطوم بصرف الأنظار عن القضايا «المهمة» الأخرى المطروحة في القمة، بتركيز كل أسئلتها على موضوع اجرائى هو: «تولي السودان رئاسة الاتحاد الافريقى».
الحقيقة هي ان الصحافة ركزت على موضوع الرئاسة. ولكن السؤال هنا: من الذي أوحى للصحافة بأن هذا الموضوع دونه فان القمة لا محالة فاشلة؟! الحكومة هي التي حولت انظار الصحافة صوب رئاسة الاتحاد، فقد ظلت تتحدث حتى اللحظات الأخيرة «إلا قليلاً»، بأن الرئاسة «مهمة جداً'» للسودان، وتوليها خلال القمة «Given»، الحكومة هي التي وضعت «عقدة» الرئاسة على «منشار» الأسئلة. نعم كانت هناك تصريحات تركت الباب موارباً أمام احتمالات عدم تولى الرئاسة ولكن، من بين سطورها كانت «الكنكشة» بائنة، والأمل دافقاً، مع ان الصحافة كانت ترى ماء آخر يتسرب «تحت التبن»، وترى ان الأشياء ليست هي الاشياء التي توحى بها التصريحات.
القراءة " المقلوبة " للاجواء التي سبقت القمة، والاصرار على تولى المنصب هما السبب، هما سبب "الأذى "، على رأي المغني.
اما كاتب العمود الساخر جداً واستاذ اساتيذ العلوم السياسية وعميد كلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة امدرمان الاسلامية د. عبد الطيف البوني فكتب معلقاً على فشل الحكومة السودانية _على حد قول البعض – من انتزاع رئاسة الاتحاد الافريقي بقوله : واضح جداً أن السودان «أكلها» في مؤتمر القمة الأخير الذي انعقد بالخرطوم فقد تأكد للجميع أن النجاح في المراسم والانفاق «والبعزقة» لا يعني بالضرورة النجاح في الدبلوماسية، فالسودان قد خسر دبلوماسياً رغم الأداء الممتاز للدكتور لام أكول رئيس الدبلوماسية السودانية ولكن العلة قديمة فالشغلانة يا جماعة الخير أن دبلوماسيتنا تجاهلت أن المباراة لا يحكمها الحكم الذي يظهر للجمهور فحكم المباراة «لابد» في مكان ما خارج افريقيا وما الدول التي «شبت» في حلق السودان إلا مخالب قط وهذا لا ينفي أن السودان هو الذي أعطى للآخرين الحبال التي يمكن أن يُخنق بها. إن كان ثمة نجاح فيتمثل في أن السودان اختار أخف الضررين فبدلاً من تمزيق الاتحاد الافريقي الذي هو أصلاً مهتريء وقابل للتمزق فينسب ذلك للسودان، اختار الانسحاب وأتمنى أن لا يصدق أحد أن السودان سوف يعطى رئاسة الاتحاد في عام 2007م فقد تعامل الرؤساء مع السودان بطريقة الشيخ فرح بعد عام يا في البعير يا في الأمير يا في الفقير.
الدرس الأساسي الذي خرجنا به من دورة الانعقاد السادسة للاتحاد الافريقي في الخرطوم هو أن القارة الافريقية تحكم من خارجها وأن الجمعيات الطوعية العالمية هي التي تحكم افريقيا فكل رؤساء الدول الافريقية الذين وقفوا للسودان «ألف أحمر» بيوتهم من زجاج وحالتهم في دولهم «تبكي الخواجة» ولديهم دارفورات في بلادهم، ولكنهم كانوا مأمورين لا حول ولا قوة لهم فهم ممسوكون من أمعائهم، عليه فإن الذي ينتظر نصرة من افريقيا فإن انتظاره سوف يطول، ومن كان يظن أن مشكلة دارفور يمكن محاصرتها افريقياً عليه أن يثوب الى رشده فمشكلة دارفور محلية في المقام الأول فحلها يبدأ من الفاشر ونيالا والطينة وكرنوي ثم الخرطوم وهذا هو السبيل الوحيد لإبطال مفعول التدخل الدولي وليس الافريقي وإن كان لابد من تفاهم فليكن مع تلك القوى الدولية مباشرة.
مؤتمر القمة الافريقي الذي «قطع نفس» بلادنا سوف يخضع للكثير من التحليل فهو مسجي على طاولة التشريح والأيدي التي تمسك بالمباضع مختلفة ومتباينة ففيها من سيجعل من الفسيخ شربات وفيها من يفعل العكس ولكنني أود أن أقفز مباشرة الى أمرين، الأمر الأول هو مناشدة الحكومة أن تترك حكاية المؤتمر هذه خلف ظهرها وتلتفت الى مشاكل البلاد الحيوية فالفترة الانتقالية بدأت تنسرب والانتخابات البرلمانية بقى عليها أقل من عامين «والحال ياهو نفس الحال» فالهمة والصرف اللذان قامت بهما الحكومة للمؤتمر «الهوا» نتمنى أن ينصرفا على معاش الناس ووحدة البلاد.
الأمر الثاني أتمنى من كل قلبي أن يصرف النظر عن مؤتمر القمة العربي المزمع عقده بعد شهرين في الخرطوم، فغياب الرؤساء العرب الأفارقة عن قمة الخرطوم الأخيرة كفيل بجعلنا نزهد في مؤتمر قمة عربي، ثم ثانياً لابد من الاستفادة من درس المؤتمر الأخير، فالعالم العربي هو الآخر مسلوب الارادة وإدارته «لابْدَة» في مكان ما. فيا جماعة الخير إن هذا العالم الذي نعيش فيه ليس عالماً مطلوقاً بل هو محكوم بحكومة وإن صعبت مشاهدتها إلا أن الاحساس بها من أسهل ما يكون فإذا أرادت حكومتنا السنية مصانعة تلك الحكومة فلتفعل مع ضبط حسابات الربح والخسارة، وإلا فلتلزم مكانها وتنكفيء على مشاكلها الداخلية وتترك الشلاقة».
وفي ذات الخصوص وبنفس السخرية اللازعة كتب كمال حنفي في عموده اليومي بصحيفة الرأي العام معلقاً على القمة الافريقية الاخيرة بقوله: تعرضت رئاسة السودان للاتحاد الافريقى للغمز واللمز الافريقى ... تذكرت الذين طعنوا فى استحقاق السودان ... تذكرت حروبهم وتطهيرهم العرقى وانقلاباتهم العسكرية ... وتذكرت المواقف السودانية مع تلك الدول حين كان بعضها حركات تحرير وبعضها الآخر مستوطنات للتفرقة العنصرية ... ولم يكن لدىّ وصفة للخروج من تلك اللحظة غير أن أفرز (هرمون) الكرامة ليقول: كنت فين يا خشب لمّا كنّا خشّابين!!


اقرا اخر الاخبار السودانية على سودانيز اون لاين http://www.sudaneseonline.com............ للمزيد من الاخبار

للمزيد من هذه التحليلات الاخبارية للمزيد من هذه البيانات و المنشورات
الأخبار المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع


سودانيزاونلاين.كم | المنبر العام | أرشيف المنبر العام للنصف الاول من عام 2005 | أرشيف المنبر العام للنصف الثانى من عام 2005 |أرشيف المنبر العام للنصف الاول لعام 2004 | مكتبة الراحل على المك | مواضيع توثيقية و متميزة | مكتبة الدراسات الجندرية | مكتبة د.جون قرنق | مكتبة ضحايا التعذيب |مكتبة الشاعر د.معز عمر بخيت |مكتبة الفساد |
اراء حرة و مقالات سودانية | مواقع سودانية | اغاني سودانية | مكتبة الراحل مصطفى سيد احمد | دليل الخريجيين السودانيين | الاخبار اليومية عن السودان بالعربى|
جرائد سودانية |اجتماعيات سودانية |دليل الاصدقاء السودانى |مكتبة الراحل المقيم الاستاذ الخاتم عدلان |الارشيف والمكتبات |


Copyright 2000-2006
Sudan IT Inc All rights reserved