اخر الاخبار من السودان لشهر ينائر 2006
أخر الاخبار من السودان

جبهة شرق السودان-فى ذكرى أحداث السبت 29 يناير 2005ـ الشهداء يضيئون كالشموس

سودانيزاونلاين.كوم
sudaneseonline.com
27/1/2006 10:32 ص

" فى ذكرى أحداث السبت 29 يناير 2005ـ الشهداء يضيئون كالشموس"

حتى لا ننسى :

فى البد تتقدم " جبهة شرق السودان " بخالص تحاياها الثورية لجماهيرنا الصامده التى ما انفكت ترفد مسيرة الشهداء يوم بعد آخر . وتجدد عهدها لمن رحلوا وابقوا هذه الارض على الشرفاء من أبناءها ، وتؤكد ان لا تراخى عن الحقوق والمبادئ.
تبنت " جبهة شرق السودان " أن يكون يوم 29 يناير ذكرى سنوية تخليداً لشهداء تلك المذبحة البشعة ويوماً لحقوق الانسان في شرق السودان ، تجدد فيه مطالبها وتثبت فيه مكاسبها الحقوقية .
و في هذه المناسبة ، تهيب بالأفراد والجماعات مخاطبة الضمير الإنسانى عبر المنظمات الدولية والإقليمية والمحلية ، وكافة منظمات المجتمع المدنى في السودان من احزاب ونقابات وجمعيات وروابط ومنظمات ، عبر كل الوسائط المتاحه لكشف الواقع الحقوقى لانسان المنطقه .
بالاضافه لمعطيات التهميش التى افرزت الجوع والمرض والفقر بل الجهل ايضا، مارس " نظام الخرطوم " ابشع عمليات القتل والإرهاب الجماعى ونفذ اوضع اشكال التعذيب للمواطنين واحرق قرى مأهولة بالسكان ، الشئ الذى حول مواطنى المنطقة الى نازحين داخل وطنهم ولأجئيين فى دول الجوار !هذا الى جانب عدد اكبر من المهاجرين من الريف الى اطراف المدن ، حيث شكلوا احزمة منسية حول تلك المدن تعيش خارج دورتها الاقتصادية وبعيدة عن اى خدمات ، لم يحصلوا على شئ سوى انهم اصبحوا بعيدين عن مرمى المدفعية وقصف الطيران .
من بين مختلف اشكال انتهاكات حقوق الإنسان التى كابدها مواطنينا ، ظل التعذيب اكثرها إهداراً لكرامه وإنسانية الإنسان ، واكثرها مدعاة للغضب ، واجدرها استحقاقاً للمقاومة ، وظللنا في " جبهة شرق السودان " نرصد ونتابع حالات ضحايا التعذيب ، وبذلنا قصارى جهدنا لتهيئة المناخ اللازم لعلاج الاثار الجسدية والنفسية لضحايا التعذيب .
المصائب التى واجهت إنسان شرق السودان كثيرة ومتنوعة لكن اخطرها كان التحيز العنصرى ، ونرى ان اهم اسباب التحيز العنصرى والثقافى هو الجهل بالآخر ــ على مستوى رجل الشارع العادى ــ عليه تظل مهمة أزالة هذا الجهل ضرورة قصوى ، ولا بد من تبنى سياسات إعلامية وتعليمية تعكس تلك الثقافات ولا بديل من تزليل الحواجز المؤدية للجهل أى كان نوعها .
كما يجب وضع المعالجات اللازمة من حيث النظام السياسى والادارى ، ونهج السياسات الثقافية التى تكفل التعايش على اساس التنوع الاثنى والثقافى في السودان. و يجب أن تهضم كل تلك الثقافات الوطنية ــ عبر برنامج توعوى مدروس ـ مبادئ حقوق الإنسان وان تجعلها جزء من وسائلها للتعبير الثقافى ، فالواقع ان الاختلافات الثقافية تحولت الى سدود وحواجز وانتقلت الى علاقات عدائية وصلت الى حد الاقتتال.
رصدت في السودان ايضاً ــ ليست حصراً على الشرق ــ حالة تمييز عرقى فى التعيين و العمل في مختلف المؤسسات ، وذلك للنظرة العرقية / الجهوية المسيطرة على الموقف ، والشاهد حالات التكتل العرقى فى مؤسسات الخدمة المدنية والقطاعات الانتاجية (القومية ) ، وجود التميز العرقى فى هذه المرافق اصبح يدافع عن وجوده فى الشركات والمهن الحكومية وغير الحكومية ، وهذا الدفاع عن الوجود العرقى افرز دفاع عن الوجود الثقافى ايضاً . لذا جاءت مطالبتنا بخلق التوازن العرقى بمؤسسات الخدمة العامة وإعادة النظر فى قوانيين واداء لجان الاختيار للخدمة العامة والتشديد فيها على الشركات الخاصة.
مواطنينا فى كل مكان ، فى الداخل والمهجر ، أن إنعدام الحوار بالكلمات بعد إنقلاب 30 يونيو 1989م مهد الطريق للحوار بوسائل اخرى ، وكان تبنى الكفاح المسلح احدى المسارات التى سلكتها المعارضه ، لان " النظام " كان يرى ان الحل يكمن فى المواجهة العسكرية ! وتحت وطأة الحكم العسكرى تحول السودان بمساحته الشاسعة الى سجن كبير ، تمارس فيه كافة انواع الإنتهاكات للحريات الإساسية وحقوق المواطنين ، بعد ان غيب الدستور و ضيع حكم القانون !.
كان حملنا للسلاح فى سبيل العمل من اجل دولة مستقرة ومتماسكة ومتفاعلة مع محيطها ومقبوله من شعبها ، تسعى لنمائه وتسهر لراحته ، دولة تتاح فيها الحريات وتضمن حقوق الانسان .
ويهدف نضالنا لتحقيق توزيع عادل للثروة إجتماعياً وجغرافيا ولضمان حرية الحركة حتى نتيح لكل المواطنين حق المشاركة فى الحوار والقرار .
لا زلنا نسعى لصياغة موقف سودانى موحد ، ضد العنف والتطرف والتعصب والامتيازات ، وضد التسيب والفوضى ايضاً .
فى واقع تلك المواجهات الدامية التى ارتكن لها "النظام " فى حالات التيه التى كان يعيشها ، كنا نرى ان الشرخ سيذداد إتساعاً ، وان معضلة الحرب فى شرق السودان وبقية المناطق المهمشة لا يمكن حلها إلا فى إطار حوار وطنى ، ولا يمكن تطويقها إلا من خلال رد الحقوق لاهلها ! لكن كانت الحرب ... وكان مايليها من ويلات ...
لكل ماتقدم ذكره ، ظللنا نكرر انه لا يمكن اختزال مشكلة شرق السودان فى مجرد جلسات للتفاوض بهدف الاتفاق على إقتسام السلطة السياسية ، فالازمة اكبر من ذلك بكثير ، فهى اولا مبنية على تناسى واقع التعدد والتنوع العرقى والثقافى ، ومستندة على وجود مظالم حقيقية تعانى منها شعوب الإقليم الشرقى وبقية مناطق الهامش فى السودان .

احداث 29 يناير 2005 .. إعدام شعب !

بعد إنقضاء عام كامل على وقوع مذبحة بورتسودان ، لا زلنا في " جبهة شرق السودان " نطالب باجراء تحقيق قانونى ونزيه ، يحدد من المسؤول عن تلك الجريمة المحمية برجالات السلطة واركانها وموجهة من اعلى قمة الهرم الحكومى !.
ونعلن رفضنا لمهزلة " التعويضات" التى قامت اجهزة أمن النظام باجبار بعض اسر الشهداء على إستلامها لضمان " العفو " ولتجيير المشهد ان صلح قد تم مع اولياء الدم ، ولكنهم نسيوا او تناسوا انه لا عزاء تقبلنا ولاحداد اقمنا حتى يتم القصاص ! عليه كانت ولازالت مطالبتنا بالقبض على المتهمين فى هذه الجريمة النكراء و المسؤولين عن كافة الجرائم وإنتهاكات حقوق الإنسان فى شرق السودان ، وتقديمهم للعدالة وتأكيد عدم إفلات مرتكبى الجرائم ضد الإنسانية من العقاب ، وفق للقانون الدولى والنظام الاساسى للمحكمة الدولية وإستناداً على الحقوق التى ميز بها المولى عزوجل الانسان عن سائر الانعام.
حتى لا ننسى .. وقائع السبت 29 يناير 2005...
ضحايا هذه المذبحة ، كانوا مثلهم مثل غيرهم من سكان شرق السودان ، بداوا ، يومهم الاخير بدعاء لرفع المعاناة وتعجيل الفرج ، واستأنفوا حياة " الهامش" التى فرضت عليهم فى ارضهم ، حتى ضحى السبت 29 يناير 2005 . حيث بدأت المذبحة فى منطقة " ديم عرب " احد اكبر تجمعات البجا السكانية فى وسط مدينة بوتسودان !
السبب ــ كما هو معلن ــ أن ابناء البجا تقدموا بمذكرة لوالى ولاية البحر الاحمر فى ذلك الوقت ، اللواء / حاتم الوسيلة ، طالبوا فيها بمطالب خدمية وفق حق المواطنة الذى يفترض ان يتساوى فيه الجميع ، كما طالبوا الحكومة بالتعامل مع تنظيم " مؤتمر البجا" كممثل لابناء البجا ، واعلنوا رفضهم لمحاولات الحكومة المتكررة لفبركة واجهات سياسية تدعى تمثيلها لشعوب شرق السودان ! كان ذلك فى مسيرة سلمية رفعت المذكرة ثم انفضت بدون إحداث اى تلف او ابداء اى مظهر من مظاهر الشغب او الانفلات الامنى ! بعدها .. بأسبوع .. كان رد الحكومة ، اطلاق للرصاص بصورة عشوائية ادت إلى مقتل 22 مواطن اعزل وجرح اكثر من 40 شخص ، وتم جلد وإعتقال 300 مواطن بعد عمليات مداهمة للمنازل و المحال التجارية وظل 15 مواطن رهن الإعتقال لمدة سته اشهر كاملة فى زنازين جهاز الامن اولاً ثم تم ترحيلهم لسجن" دبك " ، واطلق سراحهم دون توجيه اى تهمة لهم !
ان هذه الجرائم تكشف الكراهيه التقليدية والدائمة للشعوب الطرفيه فى السودان من قبل المركز ــ الذى لم يكفيه الجشع والتسلط على موارد هذا البلد القارة ــ ، الثابت ان الذهنية الجهوية لحكام الخرطوم ، كانت وراء كل الويلات التى عانى منها شعب شرق السودان . حيث ظلت هذه النخب الجهوية تحاول السيطرة على منابع الثروة لخدمة اهداف بعيدة المدى ، وتهميش قدرات شعوب المنطقة ، ايضاً لاهداف توسعية جهوية .
بعد بناء قوتهم المناطقية و الجهوية ، عبر تسخير جهاز الدولة ، كان عليهم واجب ان يجربوا هذه القوة ! ويقذفوا بها فى معترك حقيقى ، وكانت هذه المذبحة / التجربة ! .
ان هذه التربية تركز فى كيفية خلق ادوات تسعى لتطويع العقل والسيطرة عليه او نقله الى حالة التبعية والخنوع .. والمؤسف انها تجد ضالتها لدى بعض الضعفاء الذين انسلخوا عن قضايا شعوبهم وناموا عن هموم اهلهم !.
... بعد عام كامل ، حدث فيه ماحدث ، هذا هو السبب الحقيقى لمذبحة بورتسودان ، وهذا مايفسر جلب الحكومة لقوات خاصة من الخرطوم لتنفيذ احداث 29 يناير 2005 الجائرة ، بعد تذويدهم بأوامر مجرمة على شاكلة " اضرب لتقتل " .
وهذا ما يفسر استخدام الحكومة للمدفعية الثقيلة والمدرعات وسلاح الجو ضد مواطنيها العزل فى مناطق القاش وجنوب البحر الأحمر وهمشكوريب، ويفسر ايضاً ما حدث اخيراً من " تربية لمليشيات صديقة " ، تحقق لحكام الخرطوم ما تمنوه دائماً ، من إقتتال بين ابناء شرق السودان !.
ياجماهيرنا الصامدة .. ويامقاتلينا الاشاوس ...
ستظل ذكرى التاسع و العشرين من يناير2005 ، مناسبة نحملها فينا ونحتفى فيها بوحدة التاريخ ووحدة الحاضر ووحدة المصير ، لا مجال للفتن ، ولا تبعية للاستعلاء ،ولا دونية تجرنا لخدمة الآخرين .



الشرق اولاً
المجد والخلود لشهدائنا الابرار
عاشت نضالات الشعوب المضطهدة


جبهة شرق السودان
إدارة العمل الإعلامى
28/يناير 2006م
info­_shareige @yahoo.com بريد الاكترونى:
تلفون/ فاكس/ 201926-002911
Send instant messages to your online friends http://uk.messenger.yahoo.com

اقرا اخر الاخبار السودانية على سودانيز اون لاين http://www.sudaneseonline.com............ للمزيد من الاخبار
للمزيد من هذه التحليلات الاخبارية للمزيد من هذه البيانات و المنشورات
الأخبار المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع


سودانيزاونلاين.كم | المنبر العام | أرشيف المنبر العام للنصف الاول من عام 2005 | أرشيف المنبر العام للنصف الثانى من عام 2005 |أرشيف المنبر العام للنصف الاول لعام 2004 | مكتبة الراحل على المك | مواضيع توثيقية و متميزة | مكتبة الدراسات الجندرية | مكتبة د.جون قرنق | مكتبة ضحايا التعذيب |مكتبة الشاعر د.معز عمر بخيت |مكتبة الفساد |
اراء حرة و مقالات سودانية | مواقع سودانية | اغاني سودانية | مكتبة الراحل مصطفى سيد احمد | دليل الخريجيين السودانيين | الاخبار اليومية عن السودان بالعربى|
جرائد سودانية |اجتماعيات سودانية |دليل الاصدقاء السودانى |مكتبة الراحل المقيم الاستاذ الخاتم عدلان |الارشيف والمكتبات |


Copyright 2000-2006
Sudan IT Inc All rights reserved