توفي اليوم في الخرطوم الاستاذ بدر الدين مدثر سليمان عضو القيادة القومية لحزب البعث العربي الاشتراكي.
منذ ان انتسب الفقيد الي حزب البعث اوائل الستينيات، واحدا من اول اثنين من السودان، كرس بدر الدين مدثر حياته كلية لعمل الحزب كمناضل ومنظم وقائد سياسي من الدرجة الاولي مستغنيا عن حياته الخاصة كلية. وحتي عندما غادر السودان الي العراق منتصف السبعينيات فأنه فعل ذلك نتيجة عجز الحزب وقتها عن تأمينه نظرا لتجاوز حجمه السياسي، وبالتالي التركيز الامني عليه، قدرات الحزب. ورد عنه في مقال كتبه عبد العزيز حسين الصاوي قبل بضعة اسابيع انه كان علي قائمة الاعتقال التحفظي ابان حكم الجنرال عبود كلما حانت مواعيد الذكري السنويه لاعياد النظام وهو بعد طالب جامعي وانه كان " ذو همة وقاده وذكاء سياسي حاد" وانه لم يكن ممكنا التغلب علي العقبات الخطيرة التي جابهت عملية تأسيس الحزب وكادت تقضي عليه في مهده، دون هذا الحضور الاستثنائي.
وفي العراق واصل بدر الدين عملية تأسيس الحزب في السودان بدقة ومثابرة يوميه حتي تجاوز هذه المرحله الحرجه واضحي بعد ذلك قوة سياسية فعاله الي درجة دفعت دكتاتورية نميري الي محاولة شل حركته عبر محاكمة فكر البعث الشهيره عام 1984 بنفس المواد التي اغتيل بها الشهيد محمود محمد طه. فقد كانت الخطة تستهدف ادانة فكر البعث بالكفر ودغم منتسبيه بالرده فأذا تنصلوا عنه قتلوا معنويا واذا رفضوا تعرضوا للموت. وفي الاطار القومي سرعان مالفتت قدرات الاستاذ الراحل الاستثنائية الانظار فصعد الي اعلي مؤسسة بعثية وهي القيادة القوميه مؤديا دورا قياديا في تأسيس تنظيمات بعثية في اقطار مثل موريتانيا ومصر ضمن مهام اخري، حتي اصبح اهم شخصية غير عراقيه في القياده.
ان حزب البعث السوداني اذ ينعي الي الشعب السوداني والامة العربيه هذا الفقد الكبير بكل الحزن والاسي، فان دوره المتميز في تأسيس الحزب بالسودان سيظل محفورا في ذاكرتنا مقرونا بالامتنان والعرفان، فضلا عن سجاياه الشخصية الحميده، رغم الخلافات التي نشأت مع الفقيد العزيز والقيادة القوميه حول قضية التجديد الديموقراطي وادت الي انفصالنا عنها.
نتقدم بعزائنا القلبي للاخوة في حزب البعث العربي الاشتراكي ( القطر السوداني ) وفي قيادة حزب البعث القوميه واعضائه في ارجاء الوطن العربي. ولايفوتنا ان نزجي خالص عبارات المواساه ومشاعر المشاركة الوجدانيه الصادقة لاسرة الفقيد، اشقائه وشقيقاته وابنته وبصورة خاصه والدته السيده فاطمه التي وهبت اسرتها للحزب بسخاء نادر متحملة مشاق التقلبات الكبيره واخرها تدهور الحالة الصحية لابنها البكر حيث بقي الراحل الكبير منذ عودته من بغداد قبل ماينوف علي العامين يعاني من مضاعفات خطيرة لضغط الدم والسكر.
رحم الله الاستاذ بدر الدين مدثر سليمان واسكنه فسيح جناته.
حزب البعث السوداني
25 يناير 2006