شحن القاذورات اليونانية إلى السّودان!
رسالة غضب، رفض واحتجاج!
تخطط الدولة اليونانية لدفن مئات الآلاف من أطنان قاذورات المجاري في جمهورية السودان. وقد تم، بالفعل، تجميع ما يقارب 170.000 طنّاً من تلك القاذورات في معمل آتكا لمعالجة نفايات المجاري حيث تُضافُ، إلى تلكَ، يوميّاً، 700 طنّاً من نفايات طينيّة ملوّثة. ونشير هنا إلى أنّ المعمل المزمع إنشاؤه لمعالجة هذه القاذورات والنفايات محلياً، قد يستغرقُ بناؤه بين العامين إلى ثلاثة أعوام، وسوف يؤدّى ذلك التًأخير إلى تراكم 700.000 طنّا إضافيّاً من النفايات والقاذورات بـ"جبل" نفايات معمل آتكا. ولئن تمّت الصفقة المرتقبة مع السودان في هذا الشأن فإن ما يقارب مليونَ طنّاً من النفايات قد يُدفنُ في مكانٍ ما بالبلد المعني. ونحنُ هنا نتساءل: إن كانت الدولة اليونانية لا تستطيع أن تعالج نفاياتها الخاصة على نحوٍ ملائم، لماذا إذاً تصدّر تِلكَ إلى بلدٍ ليس لديه، أصلاً، الإمكانات العلميًّة والتكنولوجيّة المناسبة للتعامل حتى مع نفاياته الخاصّة؟!.... إن التّداعيات الخطيرة التي ستنجم عن ذلك- إن تمّ- ستؤثّر، سلباً، على ملايين من المواطنين السودانيين الغافلين والغير متحسّبين لما قد ينابهُم من شرّ، خصوصاً اليافعين من أولئك والشّيوخ الواهني العظام.
إنّ أهلَ السّودان لجدَِّ غاضبين ومحتجّينَ على ذلك! ولقد شرعوا، الآن، في شنّ حملةٍ ضخمةٍ، على هذا السبيلِ، ً ضدّ هذه العنصريّة البيئيّةِ الجليّة. ذلكم في داخل البلاد وخارجها. وتأتي، في هذا الإطارِ، أفعال الإحتجاج التي نظمها المجتمع السوداني بالمملكة المتحدة وقد مثّلته، في ذلك، كل منظماته الغير حكومية وأحزابه السياسية في اجتماعٍ عُقدَ في 14 يناير 2006. وقد عبّر الإجتماع المعنيّ عن احتجاجه القويّ ضدّ المخطط الرامي لدفن تلك النفايات الملوثة بالنظائر الإشعاعيّة، بمواد معدنية ثقيلة (فلزات) وبرُكامٍ بيولوجيٍّ مضرٍّ بالصّحّة. كما ودعا إلى تنظيم مظاهرةٍ، ضدّ الصفقة الفاسدة/المُفسدة، في شوارع لندن في الثالث من فبراير 2006 (3/2/2006) تُسلّمُ فيها مذكّرتي احتجاج للسفارتين اليونانية والسودانية بالمملكة المتحدة. كما وسيرسل ذاتُ خطاب (مذكّرة) الإحتجاج إلى رُعاةِ ميثاق بازل حول ترحيل النفايات السّامّة عبر الحدود الدولية والقارات.
إنّنا، جميعاً، على إدراكٍ واعٍ بأنّ البرلمان الأوربيّ، وحتى أخيراً (بالتحديد في نوفمبر الماضي)، انتقد سّجّل اليونان المُفزع في طريقة تخلّصه من نفاياته، كما وأننا على علمٍ، كذلك، بأنّ الكثيرين من أفراد الشعب اليوناني ومنظماته يعترضون، الآنُ بإيجابيّةٍ وفعاليّةٍ، على ذاتِ الفعل المُخزي الذي نحتجّ عليه نحنُ هنا، مستندين، في ذلك، على مخالفته لروحِ ونصِّ ميثاق بازل الذي تُعدُ دولة اليونان من بين الموقّعينَ عليهِ. ثمّ أننا، أيضاً، ندركُ أنّ استخدامَ تلك القاذورات المعاملة بالنفايات الطّينية الملوثة للإغراض الزراعيّة قد حُظّرَ، رسميّاً، في اليوان منذ عشرةِ أعوامِ مَضتْ.
ولئن كانت دولة اليونان، ذلك البلد الغني، لا تستطيع التصرفَ، على نحوٍ لائقٍ، في أمر التخلّص من نفاياتها الخاصة لماذا، إذاً، تُصدّرُ تِلْكَ إلى بلدٍ ليس هو فقيرٌ، فحسب، وإنّما، كذلكَ، ذو شهرةٍ عالميّةٍ بفساد المُفرط؟!
لماذا ترموننا بنفاياتكم، يا هؤلاء؟
نحنُ مُصمّمون: هذه الصّفقةُ لن تمُرْ!
ممثّلو المجتمع السودانيّ بالمملكة المتّحدة
21 يناير 2006