شنت أكبر جماعة متمردة في إقليم دارفور المضطرب (غرب) هجوماً على بلدة تسيطر عليها الحكومة تزامن مع إعلان الفصيل الرئيسي الآخر انه سيواصل محادثات السلام في ابوجا بعدما لم تتمكن الخرطوم من رئاسة الاتحاد الإفريقي هذا العام، لكنه أشار إلى تحفظات بشأن رئاسة السودان للاتحاد في عام2007.
وقال مسؤول إفريقي وعامل إغاثة أمس إن قوات »حركة تحرير السودان« هاجمت بلدة جولو في منطقة جبل مرة في دارفور التي انتقلت مراراً بين الحكومة والمتمردين أثناء الصراع المستمر منذ ثلاث سنوات.
وقال مسؤول بارز من الاتحاد الإفريقي من دون أن يذكر مزيدا من التفاصيل »جيش تحرير السودان شن هجوما على جولو أمس(الأول). والحكومة ردت«. وينشر الاتحاد الإفريقي قوات قوامها سبعة آلاف جندي في دارفور تراقب وقف إطلاق النار الذي ينتهك باستمرار من الجانبين.
وقال عامل إغاثة في دارفور على اتصال مباشر مع المنطقة المحيطة بجولو كذلك ان جيش تحرير السودان شن هجوما على البلدة وأضاف أن عددا من الأشخاص اصيب بجروح لكن لم ترد أنباء عن سقوط قتلى.
من جهتها قالت »حركة العدل والمساواة« إحدى جماعتي التمرد الرئيسيتين أمس أنها ستواصل محادثات السلام مع الحكومة السودانية بعدما لم تتمكن الخرطوم من رئاسة الاتحاد الإفريقي هذا العام لكنها أشارت الى تحفظات بشأن رئاسة السودان للاتحاد في عام 2007 .
وقال رئيس الحركة لوكالة لـ(رويترز) أمس »سنواصل بالتأكيد محادثات السلام. ونتوقع حل مشكلة دارفور العام المقبل«. وقال ابراهيم ان حركته لن تقبل أن يكون الرئيس السوداني عمر حسن البشير رئيسا للاتحاد الإفريقي قبل إيجاد حل لمشكلة دارفور. وتابع »إذا ظلت المشكلة قائمة فلن نقبل ذلك. لن نقبل أبدا برئاسة السودان ما لم تحل المشكلة«.
وصرح مسؤول في الحكومة السودانية لـ»رويترز« بأن »حركة تحرير السودان« مستمرة في محادثات أبوجا. ولم يتسن الاتصال بأحد ممثلي الجماعة للتعليق. وكان أعضاء الاتحاد الإفريقي اختاروا في وقت سابق امس جمهورية الكونغو لرئاسة الاتحاد الذي يضم 53 عضوا خلال قمة في الخرطوم على أن يليها السودان العام المقبل.
وكان مسعى السودان لرئاسة الاتحاد هذا العام قد أثار انقسامات عميقة.واعترض البعض على رئاسة السودان للاتحاد مشيرين إلى الانتقادات الشديدة الموجهة إليه فيما يتعلق بانتهاكات حقوق الإنسان في منطقة دارفور.
وبعد جدل طويل طغى على رهانات القمة الأخرى خلال الأيام الماضية، أعلن الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية السودانية في مؤتمر صحافي أمس أن السودان فقد رئاسة الاتحاد الإفريقي لعام 2006 على أن يتولاها في 2007.
وقال الناطق إن اجتماعات اختيار الرئيس الجديد لرئاسة الاتحاد لا تزال متواصلة مشيراً إلى أن »اللجنة السباعية« التي شكلت لحسم مسألة الرئاسة قررت أن تكون الرئاسة لهذا العام من دول »وسط إفريقيا« لكنه لم يحدد الدولة.
وأضاف أن اللجنة قررت أن تكون رئاسة الاتحاد بالتناوب بين الدول الإفريقية على أساس جغرافي. وكان الرئيس السوداني قد سحب ترشيحه لرئاسة الاتحاد وسط ضغوط مكثفة من جانب الزعماء الأفارقة في وقت متأخر من الليلة قبل الماضية.
وأعلن الاتحاد الإفريقي في وقت لاحق أمس رسميا فوز جمهورية الكونغو برئاسة الاتحاد خلال عام 2006.وتم اختيار السودان نائبا أول للرئيس وأنجولا نائباً ثانياً والجزائر نائبا ثالثا ومالي مقررا ًماليا للاتحاد الإفريقي.
ولاحقاً أيضاً أعلن الناطق باسم الرئاسة الكونغولية فيرمين اييبا ان الرئيس الكونغولي دينيس ساسو نغويسو اختير بالتوافق ليتولى رئاسة الاتحاد الإفريقي لمدة سنة في قمة الخرطوم.
وأوضح اييبا لوكالة »فرانس برس« أن الرئيس نغويسو يرأس حاليا اجتماع الرؤساء الأفارقة حتى قبل إعلان تعيينه رسميا في جلسة علنية. وأضاف ان الرئيس المنتهية ولايته للاتحاد الرئيس النيجيري اولوسيغون اوباسانجو سيبقى مكلفا ملف دارفور.
(وكالات)