اخر الاخبار من السودان لشهر ينائر 2006
أخر الاخبار من السودان

إلى مؤتمر القمة السادس للاتحاد الإفريقي بالخرطوم من حزب البعث العربي الاشتراكي

سودانيزاونلاين.كوم
sudaneseonline.com
23/1/2006 7:36 م

بسم الله الرحمن الرحيم

حزب البعث العربي الاشتراكي أمة عربية واحدة

قيادة قطر السودان ذات رسالة خالدة


السادة أصحاب الفخامة الملوك والرؤساء الأفارقة
بعد ما يزيد عن 40 عاماً من خروج الاستعمار من قارتنا ، تعود الإمبريالية من بوابة العولمة الرأسمالية المتوحشة ( أو النظام العالمي الجديد ) لتهدد بتقويض منجزات الآباء ، ليصبح استقلال شعوب قارتنا وبلدان العالم الثالث في مهب الريح بسبب الإصرار الإمبريالي الصهيوني على الهيمنة وإدامة التخلف والتبعية وتكريس النهب المنظم لموارد شعوبنا والذي تم التخطيط له منذ الحرب العالمية الثانية وتم تسمية وبناء مؤسساته السياسية والمالية بل والعسكرية وترسانتها من الأسلحة ( الأمم المتحدة – مجلس الأمن – صناعة السلاح – البنك الدولي وصندوق النقد الدولي .. الخ ) .. بل وتعود الغزوات الاستعمارية الحربية لتغتال استقلال بلدان العالم الثالث وإبادة شعوبها ، كما يجري الآن من الولايات المتحدة وبريطانيا في أفغانستان والعراق ومعهما وأمامهما الكيان الصهيوني في فلسطين المحتلة ، أو كما تخطط الآن الإدارة الأمريكية عبر بوابة الأمم المتحدة وباستغلال ثغرات البناء الوطني السوداني ، وتحت ذرائع مكافحة الإرهاب ونشر الديمقراطية ومكافحة الاسترقاق والاغتصاب وحروب الإبادة ... للإجهاز على ما تبقى من استقلال السودان .

إن جرائم الولايات المتحدة في أفغانستان ، العراق وفلسطين وما يخطط وينفذ الآن في السودان بالدعوة لنشر قوات تدخل دولية سريعة في إقليم دارفور – أمريكية أوروبية – هو جزء من مشروع الإمبراطورية الإمبريالية الأمريكية والذي لا تتوقف حدوده عند تلك البلدان ، بل تتعداها لتشمل بشكل رئيسي بلدان العالم الثالث جميعها وفي قلبها الوطن العربي والقارة الإفريقية ، وهو نموذج الديمقراطية والعدالة الأمريكية المراد منا استيرادها قسراً ، كما هو الأسلوب والخطاب والمشروع الحضاري الأمريكي للقرن الحادي والعشرين الذي يراد له أن يكون أمريكياً !!

إن التحديات التي واجهت قارتنا منذ الاستقلال – كانت وما تزال – تحرير شعوبها من القهر والتخلف والاستغلال ومن التبعية للغرب الاستعماري وكل ما تولد من تلك العناوين الرئيسة من أخرى فرعية – للمعاناة بمختلف أشكالها : ( الفقر – الجوع – المرض – البطالة – الفساد – الديون – الحروب الداخلية .. الخ ) .

فخامة الملوك والرؤساء

إن جاء شعار مؤتمركم هذا – التعليم والثقافة – فإن الله سبحانه وتعالى كان قد أمر رسولنا الكريم أول ما أمره بالتعلم عندما قال له ( اقرأ ) وهو الأميّ . وبعيداً عن تفاصيل معاناتنا الداخلية في هذا الجانب ، التي فاقت وتفوق كل تصور يخطر ببالكم – لاسيما الأعباء المادية بسبب تخلي الدولة عن واجبها في دعم التعليم – فإننا نذكر فقط بأن الإنسان والذي هو أغلى ثروة في الوجود ، هو سلاحنا الأمضى لتحقيق التغيير الجذري في واقعنا . إن واقع التخلف – بسبب الجهل – الذي ورثناه من المستعمر يمكن تجاوزه – ما دمنا نؤمن بأن الله سبحانه وتعالى لم يميز بين عقل الأسود والأبيض .. الفقير أو الغني ، إن أعطينا التعليم والتربية والثقافة مكانتهم التي ستفتح الطريق أمام – ليس فقط تجاوز التخلف – بل وصياغة مشروع حضاري إنساني يضع العلم ومنجزاته في خدمة الإنسانية نماءها وتطورها وازدهارها وليس كما تسخره الآن الإمبريالية الصهيونية لتدمير وإبادة البشرية أو بتصفية رواده – تصفية علماء العراق كنموذج – أو بحرمان الشعوب من الحصول على المعرفة والعالي من التقنية وإبقائها متخلفة ليسهل استغلالها واستنزاف مواردها – بما في ذلك استنزاف مواردها البشرية – المؤهلات العلمية العالية التي تهاجر من بلدان العالم الثالث إلى الولايات المتحدة وكندا وأوروبا الغربية بسبب اضمحلال فرص العطاء والإنتاج في بلدانها – ولنا في نموذج سياسة الهند والعراق – من قبل احتلاله – الداعمة للتعليم والتربية - والرافضة لشروط صندوق النقد برفع الدعم عن التعليم – مثالاً يحتذى ليس ( مثالياً ) فقط من زاوية احترامه للإنسان وحقه في التعليم بل ( وواقعياً ) أيضاً بفهم أن الإنسان المتعلم هو ثروة الحياة وأغلى مواردها وتفوق قيمته قيمة المادي من مواردها .

إن السلاح الذي يقاتل به أبناء القارة – هو في واقع الأمر ليس من صنع أيديهم – وكذلك المزاعم الخاصة بانتهاك حقوق الإنسان أو الإبادة الجماعية أو التمييز ( العنصري ) فإنهما ليسوا أصيلين أو متجذرين في وجداننا الإفريقي ، إنها البوابات التي يتسلل منها الغرب ( الإمبريالي الصهيوني ) بجنوده أو بشركاته عابرة القارات أو بمنظماته ( الإنسانية ) المشبوهة والتي ثبت تورطها في تزكية الاقتتال الأهلي – بمثلما ثبت دور الاستعمار عبر قوانينه وإجراءاته في قطع تاريخ التفاعل والتكامل الحضاري والثقافي بين شعوب القارة سواء من خلال ترسيم حدود أقطار القارة بالكيفية التي قام بها – أو عبر قوانين المناطق المقفولة كما حدث في سوداننا .. وغيرها – إنها البوابات التي يتسلل عبرها الاستعمار الجديد القديم ليحقق هدفان في آنٍ معاً – تمزيق وحدة شعوب المنطقة وتسويق بضاعته ( الأسلحة ) وهيمنته ووصايته ( بمسميات الوساطة والرقابة والرعاية والضمانة ) وغيرها من الذرائع الباطلة ، وليس من إبادة شاملة وتمييز عنصري يعادل جرائم الغرب الإمبريالي الصهيوني .

إن مزاعم الإمبريالية الأمريكية وأوروبا الاستعمارية بمنع انتشار أسلحة الدمار الشامل – تلك التي جرى احتلال العراق تحت ذرائعها – تكذبها وتعريها حقيقة أن الولايات المتحدة هي التي استخدمتها في هيروشيما وناجازاكي في اليابان 1945 عندما كانت لوحدها من تمتلكها – وأنها لا تغض الطرف فحسب عن امتلاك دولة الكيان الصهيوني لألوف الرؤوس النووية وامتناعها – إسرائيل – عن التوقيع على معاهدات حظر انتشار الأسلحة النووية – بل وتستخدم الولايات المتحدة حق النقض ضد أي مشروع قرار من مجلس الأمن بهذا الصدد – كما حدث من تعطيلها الفقرة 14 من القرار 687 لمجلس الأمن الخاص بالعراق وبإخلاء منطقة الشرق الأوسط من أسلحة الدمار الشامل .

إن عنصرية الغرب الإمبريالي الصهيوني تظل وصمة عار في تاريخه حيث أن بناء قارة أمريكا – أو ما كان يسمى بالعالم ( الجديد ) قد تم على حساب كل من شعوب القارة ( القديمة ) أمريكا – الهنود الحمر الذين تمت إبادة الملايين منهم على أيدي المستعمرين الأوروبيين وعلى حساب شعوب إفريقيا السوداء حيث تم أسر واسترقاق الملايين منهم لتعمير العالم ( الجديد ) بعد الإبادة الجماعية التي ارتكبت بحق شعوبه الأصلية .

إن مؤتمركم مطالب بصياغة قرار يطالب فيه الولايات المتحدة والغرب الاستعماري بالاعتذار عن جرائمه التاريخية – الاسترقاق والاستعمار – ومطالبتهم كذلك بتعويض شعوب القارة عن قيمة مواردها المنهوبة طوال تلك الحقبة والممتدة آثارها إلى الآن في شكل قروض وفوائد للقروض تفوق القروض نفسها ، وهو ما يقضي أيضاً بالمطالبة بإلغاء هذه الديون وما ترتب عليها من فوائد .

إن المعاناة التاريخية المشتركة التي تعيشها بلدان العالم الثالث – إفريقيا والوطن العربي وآسيا وأمريكا اللاتينية – ووحدة المخطط الإمبريالي الصهيوني الذي يستهدفها جميعاً ، تطرح أمام مؤتمركم والمعنيين جميعاً – أحزاب القارة ومنظماتها – مهمة للتخطيط للمستقبل انطلاقاً من الوعي بتلك الحقيقة ، وهو ما يفرض بناء جبهة عالمية مناهضة للعولمة الرأسمالية المتوحشة ، التي تتصاعد موجة المعارضة لها ، كما يقتضي المطالبة برحيل قوات الاحتلال الأجنبي من أرض إفريقيا ومن العراق وفلسطين وأفغانستان ، وبالتصدي لمخطط تواجد قوات أجنبية في السودان لاسيما تحت رايات الأمم المتحدة أو حلف شمال الأطلسي ، وتعجيل رحيل قوات الاتحاد الإفريقي ، والثقة في أن الإرادة الوطنية السودانية وحدها الكفيلة بإيجاد حل لمشاكل السودان الداخلية والتي تعد مشكلة دارفور أحد عناوينها .

فخامة الملوك والرؤساء

إن الطريق للانتصار لوجدان أبناء القارة ولإنهاء معاناة شعوبها يمر عبر تواضع قادتها أمام شعوبهم ، وليس بتزلفهم للأجنبي وخضوعهم وركوعهم له – فالركوع لله وحده والاحترام من بعده للشعوب – ولن يكون الاحترام إلا بالالتزام العملي – وليس بالإقرار النظري الوثائقي فقط – بالحريات العامة ومنع العسف والقمع ومصادرة الحريات وبالعدالة والمساواة وإعطاء كل ذي حق حقه وبالمساواة أمام القانون .

اقرا اخر الاخبار السودانية على سودانيز اون لاين http://www.sudaneseonline.com............ للمزيد من الاخبار

للمزيد من هذه التحليلات الاخبارية للمزيد من هذه البيانات و المنشورات
الأخبار المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع


سودانيزاونلاين.كم | المنبر العام | أرشيف المنبر العام للنصف الاول من عام 2005 | أرشيف المنبر العام للنصف الثانى من عام 2005 |أرشيف المنبر العام للنصف الاول لعام 2004 | مكتبة الراحل على المك | مواضيع توثيقية و متميزة | مكتبة الدراسات الجندرية | مكتبة د.جون قرنق | مكتبة ضحايا التعذيب |مكتبة الشاعر د.معز عمر بخيت |مكتبة الفساد |
اراء حرة و مقالات سودانية | مواقع سودانية | اغاني سودانية | مكتبة الراحل مصطفى سيد احمد | دليل الخريجيين السودانيين | الاخبار اليومية عن السودان بالعربى|
جرائد سودانية |اجتماعيات سودانية |دليل الاصدقاء السودانى |مكتبة الراحل المقيم الاستاذ الخاتم عدلان |الارشيف والمكتبات |


Copyright 2000-2006
Sudan IT Inc All rights reserved