وكان اللقاء الثاني في جمعية التراث والثقافة النوبية ليلة الجمعة التي امتلأت حتى ضاقت الصالة المغلقة وكان الاناقة واضحة ومخارج الدرر يتسلل بين تصفيق الاعجاب وشهوة الاستماع والتهويل من عظمة مفردات النوبية الصحيحة.
الشاعر افاد انه امام مستمعين حقيقيين لفنه الراقي ومستمعين كهؤلاء جدير بان يواصل العطاء فقد وعد بان لا يتوقف وقد رحبت به الجمعية بان تكون محطته الحقيقية لنشر فنه وانطلاقة لعمله المنتظر
تخلل اللقاء مداخلات من الاستاذ الباحث النوبي مكي على ادريس الذي غني اغنيات على الطمبور برائعته الشهيرة (عديلة ووا ولا اويين فجيللي) واغنية جديدة على انغام (اسمر اللونا) وكذلك شارك الشاعر النوبي مندق على الازهري.برائعة جميلة.
افردت المنصة ساحة لكبار نوبيينا في المهجر منهم عمنا الشيخ عثمان حسونة والذي كان ينهمر من عينيه دمعات الشوق والحنين للماضي وذكرياته التليدة مع كل بيت شعري ينشده شاعرنا الضيف حتى انه قال ان شاعرنا صديق شبابه قد ارجعه لسنوات عمره في بداية الستينات عندما كان يعملان سويا، حقا لقد بكي الرجل فلم يعد يكمل الكلاام فقد ازاح حضوره اوجاع كان يشكو منها فآثر الحضور وحب لصديقه الشاعر.
فقدمت المنصة ايضا والدنا الشيخ علي ابوبكر (جيل الثلاثينات في الاغتراب) الذي كان اضافة حقيقة لما حفلت به الليلة من كلماته النقية المرتبة وبلغة عربية فصيحة من نوبي .. كما كان للباحث النوبي الدكتور منيب مداخلة اذ قال انه لم يكن يستمع الى الشعر وانما كان ينتقي المفردات النوبية القوية للاستفادة به لمشروع بحثه عن اللغة النوبية التي سترى النور قريبا.
وفي جلسة عشاء في الليلة التالثة في منزل النوبي الاصيل خليل عيسى كانت جلسة نوبية حقيقية في مفردات اللغة النوبية وكان الباحث النوبي مكي بليغ الجلسة وايقونة الكلمات والمعاني للغة النوبية وقد ابدع
توجد شرائط كاسيت قمة في الروعة لدى الجمعية والتي ستقوم بنسخها على اسطوانات سي دي لتسهيل التداول