ويريد السودان الذي يتعرض لانتقادات بسبب انتهاكات حقوق الانسان ان يتولى رئاسة المنظمة التي تضم 53 عضوا خلفا لنيجيريا خلال قمة الاتحاد الافريقي التي تستمر ليومين وتبدأ في الخرطوم يوم الاثنين. وعادة ما تعطى الرئاسة للدولة المضيفة للقمة.
ولكن سعي الخرطوم للرئاسة أثار انتقادات من جماعات حقوقية تقول ان هذا سيجعل جهود الاتحاد الافريقي للترويج لحقوق الانسان والديمقراطية عرضة للسخرية والاستهزاء كما أثار انزعاج بعض الدول الافريقية التي تريد تحسين صورة القارة.
وقال الزهاوي ابراهيم مالك وزير الاعلام والاتصالات السوداني لرويترز في تصريحات تشير الى ان السودان يخفف من حملته التي كانت اكثر قوة فيما مضى "نحن لا نسعى الا الى انجاح هذا المؤتمر."
واضاف "نعتقد انه اذا كانت هناك فرصة لان يتولى السودان رئاسة الدورة المقبلة للاتحاد الافريقي فانه من حق السودان ان يحصل عليها. وان لم يكن فلا بأس."
وكان السودان يحشد تأييد دول شرق وشمال افريقيا ولكن دبلوماسيين قالوا ان دولا من جنوب وغرب ووسط افريقيا كانت تعمل وراء الكواليس لتطلب من السودان التراجع وإفساح الطريق ربما أمام استمرار نيجيريا في الرئاسة.
وقال مسؤولون سودانيون صراحة يوم السبت ان السودان لن ينسحب وانه يملك الحق في ان يصبح الرئيس الجديد. ولكن مالك قال يوم الاحد ان السودان سينسحب اذا طلب منه رؤساء الدول ذلك.
وقال مبعوثون أفارقة ومن دول أخرى ان الاحتمالات تزداد الآن تضاؤلا أن يفوز السودان بمقعد رئاسة الاتحاد الافريقي الذي أسس في عام 2002 للترويج للديمقراطية وحقوق الانسان والتنمية في انحاء افريقيا.
وقال دبلوماسي غربي "الانباء الجديدة الوحيدة هنا تتعلق بما لن يحدث وهو ان (الرئيس السوداني عمر حسن) البشير لن يحصل على الرئاسة."
وكانت وسائل الاعلام السودانية تركز هي الأُخرى على سعي الخرطوم وراء رئاسة الاتحاد الافريقي ولكن الصحافة الحكومية قالت يوم الاحد ان هدف السودان الأساسي هو استضافة قمة ناجحة وليس الفوز بالرئاسة.
وتواجه الحكومة السودانية انتقادات واسعة لكيفية تعاملها مع الصراع في دارفور. وتقول الولايات المتحدة ان الخرطوم نفذت جرائم ابادة جماعية في المنطقة وهي تهمة ينفيها السودان.
ويراقب نحو سبعة الاف جندي افريقي تحت قيادة الاتحاد الافريقي هدنة مؤقتة في اقليم دارفور الشاسع. كما يرعى الاتحاد الافريقي محادثات ايضا في نيجيريا لانهاء النزاع.
ويقول المتمردون الذين بدأوا القتال ضد السودان عام 2003 لشكواهم من تجاهل الخرطوم لمنطقتهم انهم سينسحبون من محادثات ابوجا اذا اختير السودان لرئاسة الاتحاد الافريقي ولو أن ان السودان يقول ان نيجيريا ستستضيف رغم ذلك اي مفاوضات.
وطغى الجدل القائم حول الرئاسة على استعدادات القمة التي من المقرر ان تعالج قضايا التعليم والثقافة بالاضافة الى مسائل حقوقية اخرى مثل ما اذا كان يجب على السنغال ترحيل رئيس تشاد السابق حسين حبري الى بلجيكا ليواجه تهما بفظائع ارتكبت اثناء رئاسته.
من اوفيرا مكدوم
Reuters