فشل وزراء خارجية دول الاتحاد الافريقي في انتخاب رئيس لهم، وأرجأوا بت الأمر الى قمة رؤساء الدول والحكومات غداً في الخرطوم، عقب اجتماعات متواصلة امتدت طوال أمس وأظهرت تمسك مجموعة غرب افريقيا، ومعها عدد من دول الجنوب الافريقي، بالاعتراض على تولي الرئيس عمر البشير رئاسة الاتحاد.
وكان من المنتظر ان ينتخب رئيس المجلس التنفيذي في الجلسة الأولى لاجتماعات وزراء الخارجية أول من أمس خلفاً لوزير الخارجية النيجيري اوليمبي انجيدي الذي ظل يرأس المجلس على مدى 18 شهراً. وقال اوليمبي الذي اقترح حسم أمر الرئاسة في قمة زعماء الاتحاد، ان الاجتماعات تمهد الطريق لرؤساء الدول حتى يتسنى لهم اتخاذ قرارات لانجاح القمة.
وعُلم ان رؤساء المجموعات، وهي شرق وغرب وجنوب وشمال ووسط افريقيا، لم يتوصلوا في اجتماعهم أمس الى اتفاق حول رئاسة السودان وقرروا احالة الأمر للقمة. وكشفت مصادر ديبلوماسية في مفوضية الاتحاد الافريقي لـ «الحياة»، ان هناك مشاورات متواصلة بين المجموعات الجغرافية للاتفاق حول رئاسة الاتحاد، وربما توصلت الى توافق قبل انعقاد القمة غداً. وأضافت أن دول غرب وجنوب أفريقيا لا تؤيد ترشيح السودان، بينما يجد السودان تأييداً بين بعض بلدان وسط أفريقيا وشمالها.
ورفض وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط التعليق على الانقسام الافريقي في شأن ترشيح السودان لرئاسة القمة. وقال للصحافيين أمس «امتنع عن التعليق في هذا الشأن بعد احالته الى القمة». فيما ذكر مسؤولون زامبيون ان بلادهم «مع الاجماع الافريقي».
وناقش المجلس الوزاري أمس تقريراً من رئيس مفوضية الاتحاد الفا عمر كوناري عن أداء المفوضية ركز على النزاعات في القارة. وأقر الوزراء التمسك بتمثيل افريقيا في مجلس الأمن بمقعدين في الوقت المناسب، لكنهم لم يتفقوا على الدولتين اللتين ستمثلان القارة.
وتوقع وزير الدولة للخارجية السوداني السماني الوسيلة مشاركة ما لا يقل عن 35 رئيساً في القمة غداً، وجدد تمسك بلاده بترشحها لرئاسة المجلس الوزاري والقمة الافريقية، مؤكداً ان دولاً عدة تساند السودان. وأوضح ان نظم الاتحاد الإفريقي عُدّلت في قمة سرت ليكون الرئيس منتخباً وليس كما كان سائداً في السابق بتولي الدولة المضيفة الرئاسة. وشدد على ان السودان ماض في المنافسة على قيادة الاتحاد الإفريقي لأن رئاسة الاتحاد في هذه الدورة ستكون لمنطقة شرق أفريقيا التي تشمل السودان.
الى ذلك، أصدر الاتحاد الافريقي بياناً حول تصريحات مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة الخاص الى السودان يان برونك التي اعلن فيها استراتيجية جديدة للسلام في دارفور تتضمن نقل المحادثات السياسية حول دارفور من أبوجا الى داخل الاقليم.
وقال الاتحاد انه لم يتمكن حتى الآن من التحري حول صدقية هذه التصريحات المنسوبة الى يان برونك والتي أحدثت بلبلة في سير المفاوضات الجارية الآن في أبوجا. وأضاف البيان الذي صدر باسم رئيس فريق وسطاء الاتحاد الافريقي السفير سام ايبوك، ان رئيس مفوضية الاتحاد الافريقي الدكتور الفا عمر كوناري أو المبعوث الخاص وكبير الوسطاء الدكتور سالم احمد سالم ليس لديهما مطلقاً الآن أي خطط لنقل المفاوضات من ابوجا الى دارفور «لأسباب واضحة».