الخرطوم: إسماعيل آدم
يصل الى الخرطوم حوالي 100 من اللاجئين السودانيين المعتصمين بالقاهرة والذين تم فض اعتصامهم. وقالت الحكومة السودانية ان عودة هؤلاء جاءت بقرار منهم، فيما خصصت الحكومة المصرية لهم طائرة تقلهم الى الخرطوم عاجلا مساء امس. وقال بيان صادر عن وزارة الخارجية السودانية امس حول عودة السودانيين المعتصمين في القاهرة ان الوزارة ظلت تتابع التطورات المؤسفة لعملية انهاء الاعتصام وإذ تعرب عن عميق أسفها للارواح التي ازهقت خلال العملية بسبب العنف المسرف والتدافع الذي وقع، تؤكد من جديد ان ابواب السودان مفتوحة للراغبين في العودة الي ارض الوطن. وأوضح البيان ان الجهات المختصة شكلت لجنة خاصة للاشراف على استقبال هؤلاء العائدين وتقديم كافة التسهيلات التي تضمن عودتهم الى ذويهم. وأهابت الوزارة بالبقية الذين مازالوا في مصر ان يستجيبوا للنداء ويعودوا لبلادهم خاصة ان التوجيهات قد صدرت للسفارة السودانية في القاهرة لتسهيل عودتهم وبما يحفظ لهم كرامتهم ويحفظ للسودان عزته وكرامته. ووصف عدد من احزاب المعارضة السودانية حادثة مقتل 23 لاجئا سودانيا في القاهرة على يد الشرطة المصرية بانه «مجزرة»، وحملت «الحكومة المصرية» مسؤولية الحادث، واتهمت الخرطوم بالتقصير، وقالت ان ما حدث للاجئين السودانيين في مصر «لم يحدث لرصفائهم في الدول الافريقية الاخرى المجاورة». وقال حزب المؤتمر الشعبي المعارض بزعامة الدكتور حسن عبد الله الترابي ان الحكومة المصرية مسؤولة عما حدث، وقال انه اصيب بـ«الصدمة». ووصف الدكتور بشير ادم رحمة مسؤول العلاقات الخارجية في الحزب ما حدث بـ«التصرف اللامسؤول». وقال لـ«الشرق الاوسط» ان الحادث «ليس مستغربا على الانظمة القمعية التي لا تضع وزنا ولا اعتبارا للانسان».
واضاف «نحن نعرف ان الشعب المصري ضد تصرف جهاز الأمن في بلاده وانه رفض هذا التصرف الذي نتج عنه الضحايا». وقال «الحدث لا نستغربه من شرطة تقتل مواطنيها في سبيل الا يشاركوا في الانتخابات».
وقال رحمة ان «احداث القاهرة الدامية تعطي صورة واضحة لما يعرف بالتضامن العربي». من جانبه، وصف الحزب الشيوعي ما حدث بالقاهرة بأنه «مجزرة تهز الضمير السوداني» واتهم الناطق باسم الحزب يوسف حسين الحكومة السودانية بـ«التقصير وعدم لعب أي دور لإيقاف هجرة اللاجئين السودانيين الذين اعتصموا لثلاثة أشهر» داعياً الحكومة لتحمل مسؤولياتها والمطالبة بمعرفة مصير المحتجزين لدى السلطات المصرية». وقال حسين إن «ما جرى كان يمكن احتواؤه عبر أساليب سياسية». وأضاف نتمنى ألا تؤثر تطورات الحادثة على متانة العلاقات بين الشعبين. وأدان الحزب الوحدوي الناصري الحادثة وقال بيان صادر عن الحزب إن «المسؤول الأول عن الجريمة هي الحكومة السودانية بعدم قيامها بواجباتها في حماية مواطنيها سواء بتفكيكها للأسباب التي دفعت باللاجئين للقاهرة أصلاً وتوفيق أوضاعهم والتعامل بجدية مع قضيتهم». وتعهد الناصري بدعوة القوى السياسية المنضوية تحت مظلة تحالف القوى الوطنية وتلك التي خارجه، للتحرك السريع واتخاذ موقف سياسي موحد تجاه الحكومتين السودانية والمصرية. ولاول مرة امس، وصف وزير الداخلية السوداني الزبير بشير طه في تصريحات احداث القاهرة بانها كارثة، وقال ان الحدث «اصابنا بالصدمة». وأضاف ان حكومته تعتقد ان قضية اللاجئين السودانيين في القاهرة خضعت للمتاجرة من قبل بعض المنظمات، وحمل المفوضية السامية لشؤون اللاجئين مسؤولية ما حدث، وقال ان مسلكها في التعامل مع القضية هو الذي عقد الامر.