اجرت الحوار مراسلة اخبار اليوم من القاهرة
نادية عثمان مختار
ايام معدودات مرت على مشكلة احداث اللاجئين السودانيين الذين تم فض اعتصامهم واجلائهم من حديقة مصطفى محمود بالمهندسين ، ولم تنقشع بعد سحابة الحزن التى خيمت على البيوت السودانية بالقاهرة رغم اطلالة عيد الاضحى المبارك ، خاصة وان عدد كبير من اطفال اللاجئين مازالوا دون ماؤى سوى الكنائس التى يقيم فيها أكثر من اربعين طفلا من الذين فقدوا اسرهم فى الاحداث ، او الذين لم يستدل على مكان وجود اسرهم ضمن المعسكرات العديدة التى تم نقل اللاجئين اليها فى عدة مناطق منها المعادى ، وحلوان . ولأن الاحداث المؤسفة وملابساتها مازالت مثار التناول الاعلامى الغربى والعربى بهدف كشف المزيد من التفاصيل عن الحادث ، ولمحاولة وضع الحلول العاجلة والناجعة كذلك ، تواصل (أخبار اليوم) تغطيتها للاحداث عبر هذا الحوار الصريح مع السيدة فكتوريا أشول جيل ، وهى جنوبية من منطقة دينكا بور ومن عائلة الزعيم الراحل جون قرنق نائب الرئيس السودانى ، وهى ايضا عضو قطاع الجنوب بمكتب المؤتمر الوطنى بالقاهرة ، وقد عرّفت نفسها بأنها من مواليد منطقة كوبر وهى جارة للرئيس عمر البشير من قبل توليه السلطة ، وقد وصفته (بالجار المحبوب والطيب قبال يبقى الرئيس) وقالت انها انقاذية منذ ان تولى (جارها) البشير حكومة البلاد ومن هذا المنطلق بحثت عن مكتب المؤتمر الوطنى بالقاهرة وانضمت لقطاع الجنوب فيه .
وقد شهدت السيدة فكتوريا احداث ليل الخميس وفجر الجمعة التى تم فيها فض الاعتصام منذ ساعاته الاولى ، بحكم ان لديها اثنين من الابناء كانوا معتصمين فى الحديقة اضافة لبعض الجارات وكذلك ابن عم لها ..وقالت فكتوريا ان من نبهتها للخطر الذى قد يصيب ابنائها هى جارة صديقة مصرية كانت تصلى معها فى الكنيسة ، واستفاضت فكتوريا فى وصف دقيق لما حدث فى الحديقة ليلة فض الاعتصام تفصيلا .. وقالت انها خرجت من هذه التجربة المريرة بعدم تصديق الوعود الامريكية والغربية مرة اخرى ، وناشدت فاعلى الخير بمد يد العون للاطفال اليتامى وكبار السن من اسر اللاجئين ومساعدتهم حتى يجتازوا هذه الأزمة والمحنة الصعبة ومن خلال (أخبار اليوم) يمكن الحصول على رقم هاتف السيدة فكتوريا التى تحتضن عشرة اطفال من اسر اللاجئين بالاضافة الى ابنائها العشرة وابناء ابنتها (الضريرة) الاربعة .. والمعلوم ان الوضع الماسأوى الذى يعيشه اللاجئون ومن تبقى من اسرهم يحتاج الى دعم حقيقى وسرعة معالجة من كافة الجهات المعنية فاالى تفاصيل الحوار :
عرفينا على نفسك أولا من انت ؟؟
أنا فكتوريا أشول جيل ، من جنوب السودان ، دينكا بور تحديدا من عائلة الزعيم قرنق ، وعضو قطاع الجنوب بمكتب المؤتمر الوطنى بالقاهرة .
متى انضميتى للمؤتمر الوطنى ؟؟
منذ أول قيام ثورة الانقاذ ، أنا انقاذية ، ومن مواطنين منطقة كوبر ، وقد كان الرئيس عمر البشير جار لى فى كوبر وهو (الجار المحبوب والطيب قبال يبقى الرئيس ) فانا اعرفه من قبل ان يكون رئيسا ، ولذلك فقد كنت معه منذ ان استلم الحكم ، وعندما حضرت الى مصر عام (2004م) ذهبت مباشرة للبحث عن مكتب المؤتمر الوطنى بالقاهرة ، واعلنت انضامى لقطاع الجنوب بالمؤتمر .
السيدة فكتوريا بما انك كنت داخل حديقة المهندسين عندما حدثت معركة فض اعتصام اللاجئين واجلائهم منها فهل تعرفينا ماالذى حدث منذ البداية ؟؟
فى نفس يوم الاحداث وهو يوم الخميس قالت لى جارتى المصرية مارجريت ، والتى تسكن معى فى ذات المبنى مع زوجها الباشمهندس فؤاد وكنا يومها نؤدى الصلوات فى الكنيسة .. قالت لى (يافكتوريا روحى اخدى اولادك المعتصمين فى الجنينة عشان فى خطر عليهم ) . وابنائى هم عيسى وكون ماركو ، وكان معهم ابن اخى احمد رمضان خير السيد ، وهو ابن اخى المسلم فاسرتى شقها مسلم والشق الاخر مسيحى .. المهم ذهبت فورا بعد تحذير صديقتى لى ، ووصلت الى المهندسين الساعة العاشرة مساءا ، ووجدت اعدادا كبيرة من قوات الامن ، ودخلت الى الحديقة ابحث عن ابنائى ولم اجدهم اذ انهم كانوا قد غادروا مع من غادر مكان الاعتصام ، وذهبوا الى المنزل وقد اتصلوا بى عبر جهاز (الموبايل) وطمأنونى انهم بخير ، وانهم وصلوا الى المنزل بحدائق المعادى .
عندما وصلتى الى مكان الاعتصام ماهو شكل الخطر الذى وجدتيه سوى زيادة عدد قوات الامن المصرية وهل كان هناك اى شكل للعنف من الجانب المصرى الامنى قد بدأ ضد اللاجئين ؟؟
سألت احد رجال الامن المصرى عن سبب زيادة القوة الامنية فى هذا اليوم فقال لى هذه حماية للاجئين لأن غدا صلاة الجمعة ، وقد صدقت كلامه وجلست مع بعض اخوتى المعتصمات حيث كنت اجئ دائما لتعليمهنّ الاعمال اليدوية فى مكان الاعتصام .
اى انك مقيمة خارج مكان الاعتصام نهائيا ..الست لاجئة ؟؟
(انا عندى كرت أصفر ) وقد تم رفض توطينى خارجا من مكتب الامم المتحدة فرضيت بالواقع وعشت فى مصر .
ثم ماذا حدث بعد دخولك للسيدات داخل الحديقة والساعة قد تجاوزت العاشرة مساءا؟؟
مكثت مع اللاجئين بعد أن منعنى رجال الأمن المصرى من الخروج وقالوا (الجوة جوة والبرة برة ) فبقيت معهم حتى الساعة الثالثة صباحا .
وكيف كان المشهد العام فى الحديقة مكان الاعتصام فى هذا الوقت تفصيلا؟؟
كانت القوات الامنية قد اصطفت اربعة صفوف .. الصف الأول يحملون العصى السوداء والدرقة ، والصف الثانى يحملون زجاجات (بيبسى) فارغة ، والصف الثالث لايحمل فى يده شئيا ، اما الصف الرابع فقد كان يحمل المسدسات والغاز المسيل للدموع (بمبان) .
وهل بدأوا فى اجلاء المعتصمين مباشرة ؟؟
كانوا ينادون على اللاجئين عبر مكبرات الصوت ويطالبونهم بالخروج الى السيارات ، وكانوا يحاوطون الحديقة من كل جهاتها الاربعة .
ولكن لماذا لم تطلبى الخروج طالما انك لست من المعتصمين اساسا؟؟
أنا طلبت الخروج ولكنهم منعونى فى وقتها .
وهل نفذ احد اللاجئين تعليمات الأمن المصرى وخرج من الحديفة لركوب السيارات المخصصة لنقلهم ؟؟
الوحيد الذى نفّذ التعليمات هو رجل فوراوى لديه طفلان تؤام ، أخذ زوجته وركبوا الاتوبيس .
وماذا كان رد قادة المعتصمين على الضباط الذين كانوا ينادون على المعتصمين بالخروج الى الاتوبيسات ؟؟
خرج لهم السلطان مجوك سلطان قبيلة دينكا بور وتحدث مع الضباط المصريين وقال لهم (هل هذه السيارات تابعة للامم المتحدة ام الحكومة المصرية؟) فقال له الضابط المصري انها سيارات تابعة للحكومة المصرية ، فرد عليه السلطان قائلا : (نحنا ماعندنا مشكلة مع الحكومة المصرية وأنا أشكر الشرطة المصرية لانها وفرت لنا الحماية ثلاثة أشهر ولكن مشكلتنا مع الأمم المتحدة) فرد عليه الضابط قائلا:( لدينا تعليمات باجلائكم من الحديقة واذا لم تخرجوا فسوف ننفذ التعليمات.) وبالفعل بعد هذا الحوار بدأ الصف الرابع من قوات الامن فى عمل حركات الاستعداد (التسخين) ومن بعدها بداؤا مباشرة (فك خراطيش الموية) وفتحوا المياه الساخنة باتجاه المعتصمين ، وقد كان هناك ستع سيارات محملة بخراطيش المياه المخلوط بالجاز ، واثناء غمر اللاجئين بالمياه كانت اصوات بعضهم تتعالى وتقول للقوات المصرية ( ليس لدينا مشكلة معكم مشكلتنا مع مكتب المفوضية وانتم تهموننا ) ولم يتحرك المعتصمون من اماكنهم على الرغم من ( رش الموية) ثم بدأ الصف الاول من القوات فى التحرك بعصيهم السوداء وبدأؤا فى ضرب المعتصمين على روؤسهم واعناقهم وفى الظهر (بالشلوت) وكان عندما يقع لاجئ على الرض يمرون من فوقه ويكملون ضربه ، وبعد تحرك الصف الاول تحركت الثلاثة صفوف الباقية ناحية المعتصمين ( وفجخوهم) بالرجلين .
كانوا يضربون الكل حتى النساء و الاطفال ؟؟
القوات قفزت فوق (المشمعات) التى كان ينام تحتها الاطفال الذين جمعهم اللاجئين بعد رش الماء عليهم (فى حتة واحدة) مع كبار السن الا ان القوات عندما دخلوا الى الحديقة (نطوا فوق العيال المغطيين بالمشمعات) .
من الذى طلب جمع الاطفال فى مكان واحد مع كبار السن قوات الامن ام قادة المعتصمين ؟؟
منظمين وقادة الاجئين هم الذين طلبوا من الاسر جمع الاطفال وكبار السن والمرضى فى مكان واحد ، وعندما (تلب) فوقهم القوات قال لهم اللاجئون ان هؤلاء أطفال وكبار سن فرد واحد منهم (مالينا دعوة) ، واما عن السيدات فقد سحبوهم من شعورهم ورموا (البمبان) على الشباب .
ولكن كيف خرجت من الحديقة هل شدوك من شعرك ام ماذا ؟؟
قال لى احد قوات الامن المصرى (أخرجى للاتوبيس ياست انتى زى أمى ) فقلت له انا لست معتصمة ، وقد اتيت هنا من الكنيسة لعمل الخير وتعليم الفتيات الخياطة ، فأخرجنى ووقفت امام الاتوبيس اراقب المشهد ، فارأيت ابن عم لى كان من ضمن المعتصمين ايضا وهو على الارض ومن فوقه رجل وامرأتين اظنهما قد فارقا الحياة وذهبت ناحيته لكى اعرف هل هو حى ام انه قد مات فوجدت فيه الروح وحاولت جره الى الاتوبيس ، وساعدنى بعض الضباط وقاموا برفعه الى السيارة . وكنت قد رأيت امام عينى فى الحديقة أكثر من عشرة جثث ملقاة وفيهم اسرة بكاملها ، ومن ضمن الذين ماتوا جارة لى تدعى بيتى وقد كانت (حامل ) وعندما ذهبت الى المشرحة للتعرف على جثتها برفقة زوجها وجدنا كثير من الجثث بعضها مشوه ،المهم انهم قد اخذوا الناس بالقوة الجبرية الى الاتوبيسات وكانت حالتهم صعبة جدا فهم كانوا معتصمين منذ ثلاثة اشهر (وماعندهم) حيل للمقاومة لان بنيانهم قد ضعف من قلة الاكل ، كما انه كان هناك مسلمين صائميم طيلة النهار (وهم طبيعى صائمين كلهم من دخول الاعتصام ) .
سيدة فكتوريا كنتى تاتين الى مكان الاعتصام دائما بحكم وجود ابناؤك فيه فماهو قولك فيمن اتهم اللاجئين بأنهم كانوا يمارسون شرب الخمور والمخدرات وكانوا مرضى ايدز وغيره فى عراء الحديقة ؟؟
كان قادة المعتصمين يعاقبون كل من جاء (سكرانا ) من اللاجئين ويربطونه فى الشجرة ويضربونه ، والحقيقة انهم كانوا قد وضعوا نظاما جميلا للمعتصمين وشروطا يسيروا عليها ، وهى عدم التعرض لاى شخص مصرى ، وعدم التعرض بالتخريب لسيارات المصريين ولا محلاتهم التجارية ولم يكن بينهم مرضى سواء من الاعياء من قلة الاكل والنوم فى البرد ، وقد كانت مع اللاجئين فى شنطهم اوراق ثبوتية ودهب وقروش ، ضاعت وسط فوضى فض الاعتصام، والحقيقة وجد احد الضباط المصريين بعض الحلى الذهبية لسيدة من المعتصمات فاعطاه لها وقال(خدى دهبك ياست) .
بما انك كنتى شاهدة فهل بدأ المعتصمين بالعنف والتحرش ضد قوات الامن المصرية قبل فض الاعتصام ؟؟
الحقيقة ان معظم اصابات افراد الامن المصرى جاءت من السكان المصريين القاطنين حول الحديقة فقد حزن سكان المنطقة لضرب اللاجئين وكرد فعل رافض بدأوا يبقون بالزجاجات وبعض الحجارة على قوات الامن من فوق البلكونات والنوافذ وكانوا يقولون لهم (حرام عليكم ليه تعملوا فيهم كده ؟) وقد كانت معظم اصابات قوات الامن بيدى الاهالى المصريين انفسهم .
ومتى انتهت عملية فض الاعتصام تحديدا ؟؟
انتهت العملية كلها فى الساعة السادسة صباحا ، وكنت قد دخلت الى السيارة التى ادخلوا اليها المعتصمين بالضرب والغصب وهم يصرخون ويبكون .
وهل ذهبتى معهم الى الاماكن التى اخذوا اليها المعتصمين ؟؟
انا تحركت معهم بالسيارات وبعد تحركهم بمسافة ذكرت للضابط اننى لدى منزل فى المعادى ومرفوضة من قبل مكتب المفوضية اساسا واعيش فى مصر فطلب منى الانتظار ، ثم بعد فترة اوقف الاتوبيس وطلب منى النزول وقال لى هذه هى المعادى فاذهبى الى بيتك ..ونزلت ثم تحرك الاتوبيس ببقية من فيه من المعتصمين الى اماكن مختلفة .
وهل علمتى بعدها بالاماكن التى رحلوا فيها اللجئين ؟؟
وضعوهم فى معسكرات للجيش المصرى فى مناطق المفاولون العرب ، وحلوان ، وطرة .
وهل ذهبتى الى رؤيتهم والاطمئنان عليهم فى هذه الاماكن ؟؟
نعم ذهبنا مع القسيس طونى ، وهو قسيس فى الكنيسة الاثقفية ، وذهبنا تحديدا الى سجن طرة وكانت معنا من قطاع الجنوب بالمؤتمر الوطنى مكتب القاهرة جوزيف ميول رئيس القطاع ، وميجانق رئيس رابطة الدينكا بالقاهرة ، وقد قدمنا لهم (قروش وخرفان مضبوحة طبخوها لهم طباخين مصريين ) وقدمنا لهم كذلك البطاطيين وملابس .
وهل كانت حالتهم قد تحسنت نسبيا ؟؟
كانت حالتهم ( بطالة) وملابسهم متسخة وبها اثار الدماء ، ولولا لطف المولى لكان ابنائى المعتصمين ايضا ضمن هؤلاء الشباب الا ان سماحة ديننا المسيحى الذى قد جمعنى مع صديقتى المسيحية المصرية انقذ ابنائى من الموت .
ولكن السؤال الملح هو كيف علمت صديقتك بالخطر الأتى سيدة فكتوريا ؟؟
صديقتى المصرية علمت بالخطر وموضوع فض الاعتصام من شقيقة وزير الداخلية المصرى فهى التى اخبرتها لانها جارتها فى برج المهندسين ، وقد كنت اسكن بذات المنزل فى شقة مفروشة بالف ومائتين جنيه فى الشهر .
وكيف تعيشين فى القاهرة الان وهل لديك اى عوائد مادية تعيشك انتى وابنائك فى القاهرة ؟؟
نعيش على معونات الكنائس ، واما عن ايجار المنزل فلدى ابنتين يشتغلون فى البيوت ويساعدوننى على المعيشة ، ولدى واحدة منهم قد مرضت الان وم تعد قادرة على العمل اما الثانية فقد كانت تصرف راتب جيد يسهم فى دفع ايجار المنزل وهو مبلغ الف ومائتان جنيها مصريا الا انها قد تركت العمل بعد الاحداث الاخيرة لاننا (خفنا )، كما اننى لدى ابنة اخرى متزوجة وام لاربعة ابناء لكنها (عميانة) وقد فقد زوجها فى الجنوب من قبل توقيع اتفاقية السلام وكان ذلك فى ابيي ، وتعيش معى هذه الابنة مع اطفالها الاربعة ، ويقيم معى ابنائى العشرة ايضا حيث نعيش جميعنا فى ذات المنزل ، ولاانسى هنا المساعدات التى تلقيتها من صديقتى المصرية مارجريت وزوجها الباشمهندس فؤاد الذين تكفلوا من قبل بعلاج ابنتى اكواج دينق المصابة بورم فى المخ ودفعوا فى علاجها مبلغ (20) الف جنيها مصريا ، حيث مكثت معها فى مستشفى مدينة السلام خمسة عشر يوما كانت فيها جارتى الصديقة تتكفل بكل شئ بما فى ذلك مصاريف ابنائى فى المنزل ، وهى حتى الان اذا قصر منى اى شئ يسدونه صديقتى وزوجها ، وكذلك هناك الدكتور نبيل مصريا يعمل بكنيسة الزمالك ، وقد ساعدنى بمبلغ اربعة الاف ونصف جنيها مصريا لتكملة علاج ابنتى .
وماهو الموقف الان بالنسبة لاطفال اللاجئين هل يقيمون معهم فى المسكرات التى ذكرتيها ؟؟
الاطفال معظمهم فى الكنيسة اذ ان لدينا أكثر من اربعين طفلا وعشرة من كبار السن فى الكنيسة ، وقد قمنا بتوزيع هؤلاء الاطفال وكبار السن بين الاسر التى لديها منازل ، ومعى الان فى منزلى بالاضافة الى ابنائى العشرة واطفال ابنتى الاربعة عشرة اطفال من ابناء اللاجئين فقدوا ذويهم بعضهم بالموت وبعضهم يقيم ذويهم فى المعسكرات المختلفة .
وماهى رسالتك من اجل انقاذ هؤلاء الاطفال ولمن توجيهها ؟؟
رسالتى اوجهها لفاعلى الخير لان يتبرعوا لهؤلاء الاطفال بايجار مسكن يجمعهم والتكفل بماكلهم ومشربهم وانا شخصيا على استعداد بالبقاء معهم الى حين الاستدلال على اهلهم هنا وفى السودان لتسليمهم لهم (عنوان السيدة فكتوريا اشول ورقم الهاتف بطرف الصحيفة ) او الاتصال بالقسيس فليب صاموئيل ساتى بكنيسة الادبانتيس فى رمسيس ، حيث انه يقوم بعملية التنسيق وهو حاليا متكفل باعاشة معظم الاطفال وهم تحت رعايته ، حيث قمنا بتوزيع بعض الاطفال على خمسة بيوت من بيوت السودانيين منهم منزلين فى منطقة الدقى ، واثنين فى المعادى وواحد فى المعادى العرب ، والبقية فى الكنيسة كما قلت
اذن سيدة فكتوريا وماهى الدروس المستفادة التى خرجتى بها انت وابناؤك من هذه الحادثة المؤسفة التى راح ضحيتها نفر عزيز من ابناء الوطن ؟؟
الذى خرجت به هو الخداع الامريكى والاوربى .. نعم فقد خدع المواطن الجنوبى خاصة بالحياة الآمنة ، والتعليم ، وانا افضل ان اكون عربية او افريقية الان بدلا من ان اكون غربية وامريكية ، ورغم كل ماحدث فاننى اقول (كتر خير المصرى) لانه احتملنا كل هذه الشهور ولم يغلط فينا ، والحقيقة اننى لو كان لدى منزل فى الخرطوم لما ترددت عن العودة مع ابنائى فورا ، لاننى من مواليد الخرطوم بحرى منطقة كوبر التى ولدت فيها وتزوجت وانجبت ابنائى بها ، وكذلك ابنائى لايعرفون شئيا عن الجنوب فهم من مواليد الخرطوم ولايعرفون غيرها .