جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا
برقية عاجلة إلى السيد رئيس الجمهورية !!

بسم الله الرحمن الرحيم

قال تعالى( لقد جئناكم بالحق ولكن أكثركم للحق كارهون ) صدق الله العظيم .

سررت كثيرا بل أثلجت صدري تلك الخطوة الجرئية لا بل ذلك القرار الشجاع الذي أتخذه رئيس الجمهورية بتكوين لجنة لتقصى الحقائق في الفساد الذي ساد فاندلق وانداح ليشمل جميع مرافق الدولة ، حيث تأذى وتشكى منه الصغير قبل الكبير، وصارت رائحته تزكم الأنوف ، بل ازددنا غبطة وسرورا أيضا، حيث أن تلك اللجنة تكون تابعة مباشرة لرئاسة الجمهورية ، يعنى ميزان عدالة امسك لي واقطع لك ، اقلها ( إذا حكمتم فاحكموا بين الناس بالعدل ) ، ورغم أن هذه الخطوة جاءت متأخرة ، إلا إننا نباركها ونتعامل معها بما يرضى الله ورسوله حيث أن البينة لمن ادعى واليمين لمن أنكر , فهي من لب الشريعة واحد ركائز القانون الوضعي المتعارف عليه ، حتى لا يكون ما نتشكى ونتبرم منه مجرد كذب وافتراء كما يحلو للبعض أن يصفنا به عندما نحتج ونحاجج ، أو أنها مكايدة سياسة كما يراها المؤتمر الوطني الذي يوظف ويسرح من يشاء كما يحلو فيلد ويفطم ، نحن بهذا يا سعادة الرئيس نمللكم الحقائق من باب العدالة والإنصاف بشرعية مطالبة حقوق المواطنة المسلوبة والقومية الهشة .

عليه في معيتى مظلمتين الأولى خاصة لم يحن أوانها بعد ، والأخرى عامة وفى غاية الأهمية ، لأنها أمانة في عنقي ، وذلك نسبة لأنني رئيس جمعية عد الفرسان الخيرية بالمهجر، والكاتب الذي سوف تصلكم قصته أحد منسوبينا ، حيث يعتبر ذلك من أهم واجباتنا تجاه هؤلاء الذين وثقوا فينا وملكونا زمام أمرهم ، المظلمة وما فيها يا سيدي تعتبر كبيرة وكبيرة جدا ، فهي تخص قبيلة بأكملها ، حيث صارت القبيلة هذه الأيام الهوية والمرجع ، بعد حضارات سادت ثم بادت فعادت ألا وهى قبيلة بنى هلبة الشهيرة ، تتلخص حيثياتها في أننا تأصيلا للتراث والحفاظ على مقدرات الأمة بصدد فسح كتاب للطبع والنشر بعنوان ( جذور ومسارات وبلدان بنى هلبة عبر القرون ) لكاتبه الأستاذ/ يعقوب آدم عبد الشافع ، وبعد تقديمه للسلطات السعودية للسماح لنا بنشره طلبت منا أن نأتى بمصادقة من الملحقية الثقافية بالسفارة السودانية ، وحيث أننا نحترم النظم والخطى العديلة ، وحسب النظام ذهبنا مباشرة للمستشار الثقافي السوداني وطلبنا منه المصادقة لنا بذلك ، أفادنا بأنه لا يستطيع ذلك ولن يفعل شيئا إلا بعد الرجوع إلى الخرطوم ، مما أثار دهشتنا واستغرابنا ، تبادر إلى ذهني هذا السؤال رغم الاندهاش والاستغراب لماذا هذه الوظيفة أصل وما هي فائدتها ، ولماذا هو هنا ؟ لا نريد أن نقول هذا المستشار غير كفؤ ولا نريد أن نقول هو أفضل من يمثل أهل السودان كافة في هذا الموقع من الناحية العلمية والمهنية ليتبوأ هذا المنصب ، ولا نريد أن نقول عينه المؤتمر الوطني لزوم التمكين وبناء الذات أو لأنه إبن شخصية معتبرة ، ذلك ليس من شأني ، ولا يهمني كثيرا ، بقدر ما يهمني هذا الكتاب الذي يفوق حجمه اكثر من 300 صفحة ، اجتهد فيه الباحث وكلفنا كثيرا من الوقت والمال والأسفار والترحال ، رغم فداحة الأمر وما يترتب عليه وبكل هذه التساؤلات التي مرت بذهني إلا أنني قلت له ما هو العمل ؟ ببساطة قال لي نرسله الخرطوم بالحقيبة الدبلوماسية وكلها أسبوعين فقط وسوف يصلكم الرد وأحسب أنه يصل ، نحن في دارفور عندنا مثل ( الزول في حاجته وليد ) فأودعته له وانصرفت .

بعد ثلاثة أسابيع راجعته لنرى ما الذي صار وجرى ، فإذا بي أفاجأ حيث وجدت في مكانه مستشارا ثقافيا آخر ، وعندما استفسرت عنه قالوا رحل قبل أسبوعين إلى الخرطوم فقد انتهت فترته، قلت طيب وماذا عن ( امبترى ) اقصد كتابنا ، فسلمني هذه البينة التي نحن بصددها الآن ، حيث اتضح لي برغم أن الثقافة متطورة ومتجددة عند كل الشعوب هذا هو أحد أسباب تدنيها وتدهورها فيصاب الكاتب بالسأم والألم فيجف المداد وينكسر القلم ، لي عدة سنوات هنا نتعجب ما هو دور هذه المهنة ( مستشار ثقافي ) حيث لم نلحظ يوما قط مجموعة ثقافية سودانية تزور هذه الديار لتعكس لنا رؤى ما عن السودان العظيم أو مجموعة ثقافية سعودية تزور الخرطوم أو سمنارات تفوح ثقافة أو ورش عمل ما من هذا القبيل إلا شئ قليل من أبناء الجالية الغيورين المهتمين .

يبدو لي وظيفة المستشار الثقافي هنا عبارة عن نزهة واكل عيش اكثر من كونها عمل لكن من يقول البقرة في الإبريق ؟ والشعار خير دليل من لا يملك قوته لا يملك قراره ، ومن باب الحقوق والواجبات يقولون من أخذ الأجر حاسبه الله بالعمل ، حيث انك لا تهدى من أحببت ، ربما حسنا الوطني يجعلنا ننبش في هيك ثبور ، رغم أنه ليس من اختصاصنا ، لكن قالوا قديما ( ألحي بفرفر ) .

نعود لكتابنا المذكور حيث صارت الأسابيع شهور والشهور قربت إلى سنة ، نبحث عن الكتاب والمستشار الذي طار من تاريخ 12/6/2005 إلى تاريخ عرض هذا الحال اليوم الثلاثاء 15/1/2006 لا مستشار ولا كتاب ، ودونكم يا سعادة الرئيس والسادة أعضاء اللجنة الرئاسية الموقرة هذه البينة والتي نتمنى بل نتعشم فيكم الإنصاف والإسراع بالبت في هذا الموضوع ، حيث مسنا وأهلنا الضر ، فالموضوع برمته يخص قبيلة بنى هلبة التي قدمت للوطن الكثير اقلها ممثلها طيب الله ثراه الأستاذ / عبد الرحمن دبكه أول من نادى باستقلال السودان ، عيال جمعان العويصي ، قال فيهم شاعرهم الفحل ( السيئة ) :
بنى هلبة نحن عربا زينين
أهل جود وكرم وقامات
أوتاد الشدائد البثبتوا الرايات
غياثين الملهوف وقت الدموع سايلات
ركابين سوارى الخيل البهبهبن طايرات
خيلنا غوارات خيلنا عصارات
كضاب البقول سبقهن فات
من زمن الجهاد لنا النصر عادات

وحيث أننا نحرص على الحوار المنطقي الهادف الموضوعي دائما هاهي قضيتنا أمامكم نأمل أن تحظى باهتمامكم حتى يرجع الحق إلى أصحابه بأسرع ما يكون ، مرفق لكم الخطاب الذي يؤكد صدق دعوانا والله من وراء القصد .
آدم محمد إسماعيل الهلباوى