وذكر المتحدث الرسمي للخارجية المصرية في بيان أنه «من غير المنطقي أن يتعجل مفوض اللاجئين بإصدار أحكام مسبقة على حادثة ذكر هو نفسه أنه ليس لديه تفصيلاتها أو صورتها الواضحة». وقال «إن مكتب المفوضية الإقليمي لديه كل التفصيلات التي تؤكد أن السلطات المصرية تعاملت مع الموضوع بحكمة وصبر على مدى أكثر من ثلاثة أشهر». وركز المتحدث على أن مفوضية اللاجئين أرسلت عدة خطابات الى السلطات المصرية تطلب التدخل العاجل للحماية. وقال المتحدث الرسمي في البيان إن السلطات المصرية أجرت محاولات عديدة لفض الاعتصام بشكل سلمي واتضح أن المحرضين يمنعون باقي المعتصمين من مغادرة المكان بالقوة. وأعلن أن الخارجية المصرية ستطلب إيضاحات من مدير المكتب الإقليمي لمفوضية اللاجئين في القاهرة حول التصريحات المنسوبة للمفوض الأعلى. وعبر البيان عن «حزن وأسى» الخارجية المصرية لسقوط عدد من القتلى والجرحي من اللاجئين السودانيين والشرطة المصرية. وأكد التزام مصر بحقوق اللاجئين المقيمين على أرضها.وحملت الحكومة السودانية منظمات الأمم المتحدة والهجرة مسؤولية مقتل اللاجئين السودانيين.ودعت أحزاب وشخصيات مصرية إلى تحقيق مستقل في الطريقة التي تعاملت بها الشرطة مع مئات من طالبي اللجوء السودانيين بعد أن أدت الصدامات معهم في المنتزه الذي اعتصموا به بوسط القاهرة إلى مقتل 25 بينهم أطفال.وقال النائب عن حركة الإخوان المسلمين أشرف بدر الدين إن بياناً عاجلا سيرفع إلى البرلمان المصري لتسليط الضوء على أسلوب الشرطة في إنهاء الاعتصام.كما شجب الأمين العام للمنظمة المصرية لحقوق الإنسان حافظ أبو سعدة تعامل السلطات المصرية مع اللاجئين، وطالب بتحقيق دولي وبعدم ترحيل اللاجئين وتوفير مساكن لهم تتحمل مفوضية اللاجئين تكاليفها فيما تظاهر عشرات من ناشطي حقوق الإنسان للتنديد بأسلوب قوات الأمن.وقال وزير الدولة بالخارجية علي كرتي إن المفوضية العليا لشؤون اللاجئين تتحمل مسؤولية ما حدث مع طالبي اللجوء بسبب إخلالها بوعودها السابقة لهم بتأمين هجرتهم الى بلد آخر.وأشار كرتي في تصريحات صحفية بالقاهرة الى أنه بعد توقيع اتفاقية السلام فقد المعتصمون أية ذريعة لطلب اللجوء السياسي لأية دولة ودعا اللاجئين السودانيين الى العودة للبلاد.من جهته طالب حزب الامة القومي الامم المتحدة باجراء تحقيق عادل فيما حدث منذ قرار قفل الملفات حتى انتهى الامر بمأساة أمس الاول .وناشد الحزب طالبي اللجوء في مصر ادراك ان فرص اعادة التوطين في الدول الغربية قد ضاقت وطالبهم بالنظر للعودة الطوعية لاوطانهم والى حين ذلك عليهم احترام سيادة البلد المضيف «مصر».وقال بيان صادر عن الحزب ان «انتقال سلطات الداخلية المصرية المفاجيء من اللين للشدة في قضية معقدة كان خاطئاً ويوجب التشاور مع الاطراف المعنية لاحتواء الآثار السلبية المتوقعة».ودعا البيان هيئة غوث اللاجئين الى رعاية طالبي اللجوء من السودانيين حيثما هم بصورة تحفظ حقوقهم وكرامتهم الى ان ينتهي امرهم بالعودة الطوعية أو التوطين في اية دولة مانحة.
وقال البيان ان على الحكومة السودانية ان تدرك بان عدم ايلائها مسألة النازحين واللاجئين الاهتمام الواجب وتخليها عن مسؤوليتها في التحرك الحاسم لحل قضاياهم الماسة، وضع غير صحيح ويلغم اوضاعهم باحتمالات انفجارات اخرى مما قد يجلب المزيد من المشاكل ولا يسهم في الحل الايجابي الواجب والممكن واضاف ان التصريحات المتعجلة من بعض المسؤولين الحكوميين ازاء مأساة اللاجئين بالقاهرة بمسؤولية بعض الجهات الاجنبية أو بمسؤولية الحكومة المصرية في اتخاذ ماتراه مناسباً من اجراءات ينحو سياسة دفن الرؤوس وعدم اخذ الامور بجدية واهمال في واجب الدولة تجاه مواطنيها.