يحتفل السودان اليوم الأحد بذكرى مرور 50 عاما على استقلاله في وقت يتساءل البعض عما إذا كان هناك حقا ما يستحق أن يحتفل به البلد الذي دمرته الحروب ويعتمد على المساعدات الخارجية وقوات حفظ السلام.
وأنهى السودان في عام 2005 أطول حرب أهلية في إفريقيا باتفاق سلام وقعه في التاسع من يناير/كانون الثاني معلنا عن آماله في حقبة من الاستقرار والتنمية في واحدة من أشد المناطق فقرا على وجه الأرض.
وقالت ربيكا قرنق وهي وزيرة جنوبية وأرملة جون قرنق زعيم الجبهة الشعبية لتحرير السودان الراحل: “السنوات الخمسون لم تقدم لنا شيئا لذا فإننا نبدأ الآن في التاسع من يناير... أظن أن ذلك بداية الاستقلال في السودان”.
لكن مع الحروب الأخرى في إقليم دارفور في غرب السودان وفي شرق البلاد فليس الجنوبيون هم الوحيدين الذين يشعرون بأنه ليس لديهم ما يحتفلون به في ذكرى الاستقلال التي تتضمن جلسة خاصة للبرلمان وعرضا عسكريا في الخرطوم.
ويقول متمردون من دارفور يتفاوضون على اتفاقية سلام منفصلة إن القبائل العربية التي تعيش على طول ضفتي النيل تسيطر على السلطة منذ العصور الاستعمارية، ويطالبون بحصة في الحكومة المركزية. وقال عبد الواحد محمد النور زعيم حركة التمرد الرئيسية في دارفور: “جاء كل الرؤساء منذ الاستقلال من ثلاث قبائل رئيسية، جرى تهميشنا بشكل مستمر.
وأدت الحروب في جنوب السودان وغربه إلى تدفق هائل للمساعدات والقوات الأجنبية في محاولة لتحقيق الاستقرار في أكبر دولة إفريقية.
واجتذب إعمار جنوب السودان بعد الحرب تعهدات تصل إلى 5.4 مليار دولار وقوة لحفظ السلام تابعة للأمم المتحدة قوامها عشرة آلاف جندي يجري نشرها في المنطقة في إطار عملية تبلغ تكلفتها في عامها الأول فقط مليار دولار.
وأدت الحرب في الإقليم دارفور إلى مقتل عشرات الآلاف وأجبرت أكثر من مليونين على الفرار من بيوتهم ودفعت الولايات المتحدة إلى اتهام الخرطوم بشن حرب إبادة، كما اجتذبت مساعدات أجنبية بمليارات الدولارات وأكثر من 11 ألفا من موظفي المعونة في إقليم تعادل مساحته مساحة فرنسا.
وأرسل الاتحاد الإفريقي أكثر من ستة آلاف جندي إلى دارفور لمراقبة الحرب وتحقق المحكمة الجنائية الدولية في اتهامات بارتكاب جرائم حرب هناك.
وقال حسن الترابي وهو معارض إسلامي ورئيس حزب المؤتمر الشعبي: إن السودان سجل رقما قياسيا في عدد الجيوش الموجودة في بلد واحد. وتساءل هل يسمى ذلك استقلالا؟ وأضاف الترابي إنه ليس من العدل أن يلقي السودانيون المسؤولية عن أخطائهم على التاريخ.
وقالت ربيكا قرنق إنها تأمل أن يتحول السودان في العقود الخمسة المقبلة إلى دولة ديمقراطية متحررة من الفقر والحرب. وأضافت “احكموا علي بعد الخمسين عاما المقبلة”. (رويترز)