الخرطوم : الحاج الموز، فرج أمبدة:
خفف السودان أمس من لهجته الممانعة للقبول بنشر قوات دولية تابعة للأمم المتحدة في أقاليم دارفور الثلاثة غرب البلاد، لكنه شدد على ضرورة إجراء مشاورات مع الحكومة قبل البدء في نشر هذه القوات، في وقت دعا الرئيس عمر البشير المجتمع الدولي الى الوفاء بتعهداته تجاه السلام في جنوب البلاد، واتهم نائب قائد الجيش الشعبي اللواء فاولينو ماتيب الموالي للحكومة قبل انضمامه الى المتمردين السابقين، الحكومة بممارسة “ثقافة الحرب” ضد الجنوبيين.
وقال وزير الدولة للشؤون الخارجية السماني الوسيلة ان بلاده لا تعارض نشر القبعات الزرق في دارفور، لكنها ترفض نشر هذه القوات من دون موافقة الحكومة. وأعرب عن شكوك حيال الدفع الأمريكي باتجاه استبدال القوات الدولية بالافريقية.
وكان الرئيس البشير قد قال لدى مخاطبته الجلسة الافتتاحية لمؤتمر اتحاد الأطباء الافارقة والمؤتمر الأربعين للأطباء العرب والرابع للجمعية الطبية السودانية ان بلاده خرجت من نفق الحرب المظلم الى فضاء السلام الذي لم تأل الحكومة جهداً لإرسائه، وأشار الى ان السلام يحتاج الى دفعة كبيرة من أجل إعمار ما دمرته الحرب ليس في جنوب السودان فحسب، بل في غربه وشرقه على السواء، وأكد ان بلاده بمساعدة الاتحاد الافريقي قادرة على حل النزاعات المسلحة في الداخل لولا الأيدي الخفية التي تؤجج الصراع من أجل استدامة تمزيق وحدة البلاد. وجدد الدعوة الى المانحين الدوليين للوفاء بتعهداتهم لإعمار ما دمرته الحرب.
واتهم اللواء فاولينو ماتيب نائب قائد الجيش الشعبي لتحرير السودان والرئيس السابق لقوات دفاع الجنوب الشهيرة، أجهزة الاستخبارات في الجيش الحكومي بممارسة أعمال تتناقض مع التوجه نحو إقرار السلام وتثبيت الاستقرار في المناطق الجنوبية التي عانت من الحرب لاكثر من عشرين عاما، ونبه الى أن الأجهزة الأمنية لا تزال تتعامل مع السكان الجنوبيين وكأن الحرب لا تزال مشتعلة مشيرا الى أن مسؤولين في الجيش وفي الحكومة يسعون لضرب السلام الذي تحقق باتفاق نيفاشا ويعملون على إحداث تفرقة الوحدة وانشقاق في صفوف الجنوبيين، وقلل من أهمية الأحداث التي وقعت في ولاية جونقلي الجنوبية.
وقال ماتيب في مؤتمر صحافي عقده في الخرطوم أمس ان “اتفاق جوبا” الذي وقعه مع قيادات الحركة الشعبية لتحرير السودان وبموجبها أصبح الرجل الثاني “عسكريا” في صفوفها هدفت الى توحيد صفوف الجنوبيين في وجه الجهات التي ظلت لعقود تسعى لتفرقتهم، وفسر اختياره الانضمام للحركة الشعبية بدلا عن الجيش السوداني “حليفه السابق” بأن ذلك يساعد في توفير السلام في الجنوب والاستقرار في بقية أقاليم السودان. وأضاف “ان انضمامنا للحركة هو لمصلحة السكان الجنوبيين في المقام الأول”.
وقال ماتيب: هناك اتجاه من داخل الحكومة لإجهاض عملية السلام ولإحداث حالة من عدم الاستقرار خاصة في مناطق الجنوب وحذر في الخصوص مما أسماه “بالعمل الاستخباراتي المدعوم” وسط قواته لحثها على التمرد.