القاهرة ..أخبار اليوم.. نادية عثمان مختار
تستكمل النيابة العامة تحقيقاتها مع طاقم عبارة السلام المصرية التي ابتلعتها مياه البحر الأحمر في حادثة مشئومة فجر الجمعة الماضية بالقرب من مينا سفاجا الواقع على البحر الأحمر ، وقال المتحدث الرسمي باسم مجلس الوزراء إن الرئيس مبارك يتابع باهتمام شديد أخر تطورات الحادث.. كما تابعت النيابة تحقيقاتها مع الناجين من الغرق وعمال صيانة العبارة وشهود العيان الذين كانوا في مكان الحادثة عند وقوعها . هذا في الوقت الذي أعلنت فيه الشركة المالكة للعبارة دفع تعويضات للمتوفين عبارة عن مائة وخمسون آلفا لكل متوف . بينما أكد د. علي المصيلحي وزير التضامن الاجتماعي فى مصر أن توجيهات رئيس الجمهورية بالنسبة للضحايا قد دخلت حيز التنفيذ حيث تبدأ اليوم مديريات التضامن الاجتماعي بالمحافظات صرف التعويضات العاجلة لأسر الضحايا والناجين ومقدارها 30 ألفاً لأسر المفقودين و15 ألف جنيه للناجين.. مشيرا إلى انه تم بالفعل حاليا صرف مبلغ خمسة آلاف جنيه كمصروفات للجنازة على أن يتم تسليم بقية المبلغ المحدد بعد إتمام الإجراءات.
وأعلنت وزارة الأوقاف من ناحيتها تخصيص مليون جنيه من أموال صندوق البر لمساعدة أسر الضحايا.
وقال مصدر مسئول فى القاهرة ان السوداني الذى كان ضمن ركاب العبارة المنكوبة ويدعى عمر محمد احمد محمد، لم يتأكد ورود اسمه حتى الان ضمن كشوف الناجين او المتوفين (حتى كتابة هذه السطور) الا انه قال : خلال الساعات القليلة القادمة ستوافينا الجهات المختصة بخبر نجاته او وفاته لتسليمه لذويه
وبينما تواصل فرق الإنقاذ جهودها لإنقاذ الضحايا وانتشال الجثث قالت مصادر مطلعة إن عدد الناجين قد وصل إلى (401) شخصا ، وأرجعت المصادر فقد الكثيرين من الضحايا إلى كثرة اسماك القرش فى المنطقة التي غرقت فيها العبارة ، حيث تمشط الطائرات الهليوكوبتر المكان وتبحر قوارب قوات الإنقاذ بحثا عن ناجين جدد وانتشال الجثث لتسليمها إلى ذويها بعد التعرف على شخصياتهم.
ورمى بعض الناجون باللوم على طاقم العبارة فى الحادثة حيث قالوا ان الطاقم قد منعهم من استخدام أطواق النجاة رغم شدة الحريق وميلان العبارة مما يؤشر على اتجاهها نحو الغرق الا أن ناج شهد بأن رجال الإطفاء بالعبارة بذلوا قصارى جهدهم لكنهم فشلوا فى محاولات إنقاذ العبارة من الغرق بسبب انتشار النيران بين التريلات ومخزن العفش.
وقد أجمع طاقم العبارة فى التحقيقات علي أن سوء الأحوال الجوية مع شدة الرياح ساعدت علي انتشار النيران وعدم السيطرة عليها. واتفقوا فى التحقيقات علي أن الحريق بدأ محدود في إحدى التريلات بالجراج وبدأ التعامل معه علي الفور الا ان الأمر خرج من أيديهم بسبب شدة الرياح
وأكدوا أنهم بدوا الاستعداد لمجابهة الخطر فور تيقنهم من حدوثه بعد "ميل" العبارة وقالوا انهم قد ناشدوا الركاب بالصعود إلي السطح وارتداء أطواق النجاة التي كانت متوفرة لدرجة أن بعض الركاب ارتدوا أكثر من طوق نجاة كما بدأ طاقم البحارة بارتداء أطواق النجاة. كما أكد البحارة في التحقيقات أن القبطان حاول الاستجابة لطلبات ورجاء الركاب وبعض أفراد الطاقم بالعودة إلي ميناء ضبا إلا أن يد الأقدار كانت أسرع وغرقت العبارة فى وقت غير قصير غير متوقع .
ومازال اهالى الضحايا مابين ناج مصاب ومتوف الى رحمة ربه ينتظرون فى مكان الحادثة مثيرين حالة من الفوضى ، نال منها قوات الأمن النصيب الأوفر بعد أن رشقهم الاهالى بالزجاجات الفارغة والحجارة مما أدي إلي إصابة خمسة وعشرين من رجال الشرطة بحجة بطء الإجراءات فى عمليات الإنقاذ ، وعدم تمكين الاهالى من البيانات التى يريدونها عن اسرهم المفقودة .
جدير بالذكر ان العبارة مملوكة لشركة السلام المصرية وتشرف عليها هئية ملاحة إيطالية، وقد كان على قيادتها قبطان يدعى سيد عمر .