القاهرة ..أخبار اليوم.. نادية عثمان مختار
وقف الرئيس المصري محمد حسنى مبارك على ارض الكارثة التي راح ضحيتها نفر عزيز من أبناء شعبه مؤكدا بالغ حزنه لأسر الضحايا ، وأمر الرئيس مبارك فور وصوله أمس إلى البحر الأحمر بالقرب من مينا سفاجا الذي ابتلع عبارة السلام (98) قبل يومين بصرف مساعدات عاجلة ومبالغ مالية لأسر الضحايا الموتى والمصابين ، حيث وجه بصرف ثلاثين ألف جنيها مصريا لأسر المفقودين ، وخمسة عشر ألفا للناجين من الحادث المأساوي . وأعلن مبارك في بيان له صدر أمس شكره لكل الدول الصديقة التي وقفت مع بلاده وشعبه في هذه المحنة ، موجها شكره لكل من أسهم بمد يد المساعدة لإغاثة المنكوبين ..كما قام بزيارة تفقدية للمصابين في المستشفيات بمدينة الغردقة .
وبينما قال رئيس هيئة موانئ البحر الأحمر محفوظ طه أن عدد الذين نجوا من ركاب العبارة المصرية (السلام 98) بلغ (378) شخصا. قالت مصادر أخرى إن العدد قد وصل إلى (395) فردا بينهم مائة وعشرون مصريا واثني عشر سعوديا ، وسوري واحد ، واثني عشر من طاقم العبارة .بينما لم يعرف بعد مصير السوداني حسبما صرحت مصادر سودانية في القاهرة .
وزار الرئيس المصري حسني مبارك بعض المصابين في مستشفى بالغردقة أمس ، واستمع إلى تقارير من وزير النقل عن أسباب الحادث الأليم الذي تسبب في غرق عبارة السلام المصرية .
وبينما أكد بعض شهود العيان أن الحادث المؤسف نتج عن حريق في إحدى الشاحنات داخل العبارة ، أوضح ناجون إن الحريق اندلع بعد وقت قصير من بداية الرحلة مؤكدين أن العبارة قد بدأت في الميلان على جانبها الأيسر إلا أن الطاقم قلل لهم من أهمية الأمر ونفى أن يكون خطيرا .وكانت العبارة قد واصلت مسيرها رغم اندلاع الحريق لأكثر من ساعة بحسب الشهود الناجين من الموت.
ذلك في الوقت الذي أكد فيه وزير النقل المصري محمد منصور في تصريحات أمس أن الحريق الذي اندلع على متن العبارة ربما يكون ناجما عن عطل في أحد محركات السفينة.
وأثار بعض اهالى الضحايا أحداث شغب عنيفة حيث القوا الحجارة على رجال الأمن الذين منعوهم من الدخول واختراق السياج الامنى الذي حاولوا عبوره لمعرفة مصير أهاليهم الذين كانوا على متن العبارة .
وكان الرئيس مبارك قد تلقى برقيات التعازي من عدد من قادة وزعماء الدول منهم الرئيس عمر البشير ، والعاهل السعودي .
وأفادت مصادر بان حرس الحدود السعودي قد عثر على خمسة مصريين أحياء ليرتفع العدد إلى خمسة وعشرون مصريا في داخل مياه البحر الأحمر في السعودية .
وقد استخدم المسئولون في مينا سفاجا مكبرات الصوت لإعلان أسماء الناجين من الحادث حتى يطمئن الاهالى الذين تكدسوا بالميناء مثيرين الشغب في حالة من القلق على مصائر أهاليهم.
وتم انتشال طفل واحد من بين الناجين فداه والده عندما ألبسه طوق النجاة المتاح الذي ظل متشبثا به بعد غرق والديه أمامه لمدة ثلاثين ساعة حتى تم انتشاله من المياه بواسطة قوات الإنقاذ. ومازالت جهودهم متواصلة حتى كتابة هذه السطور لإنقاذ الناجين وانتشال جثث الشهداء .