هاجمت قيادات وكوادر من الحركة الشعبية في مذكرة شديدة اللهجة سلمت للنائب الأول للرئيس وزعيم الحركة سلفا كير ميارديت نهاية الشهر الماضي وزير الخارجية د.لام أكول ،ووجهت اليه جملة من التهم بموالاة للمؤتمر الوطني ،والخروج عن رؤية الحركة الشعبية بانتقاده لدول الاتحاد الأوربي والولايات المتحدة لسياساتها تجاه دار فور ,بجانب رفضه لاستيعاب عدد من الدبلوماسيين من الحركة بحجة عدم استيفائهم للشروط ،وعدم ادانته لمذبحة القاهرة "كما أسمتها المذكرة " . وأوصت المذكرة التي تحصلت "الصحافة" على نسخة منها بإعفاء أكول من منصبه وتعيين بديل له يمثل روح الحركة الشعبية "لان وزير الخارجية أصبح منفذا لأجندة المؤتمر الوطني وفيما يلى نص المذكرة: ترجمة: سيف الدين عبد الحميد ديباجة: أولاً نود نحن الموقعين على هذا الخطاب المفتوح ان نهنئك وحكومتك لاتخاذكم خطوات حاسمة في التعاطي مع مجزرة القاهرة التي وقعت بتاريخ 30 ديسمبر 2005م والتي راح ضحيتها كثير من اللاجئين الابرياء بصورة وحشية. كما ان قراركم باغلاق القنصلية المصرية في جوبا مع اخلاء المواطنين المصريين من مواقعهم ونقلهم في الوقت المناسب لهو عمل جدير بالثناء. وبذات الاهمية نهنئكم ايضا على توقيع اعلان جوبا الذي وحد الحركة الشعبية والجيش الشعبي مع قوات دفاع جنوب السودان وذلك بتاريخ 8 يناير 2006م. ايها الرئيس سلفا الموقر ارانا نكتب اليك هذا الخطاب المفتوح معبرين فيه عن مظالمنا حيال اداء وزير خارجيتنا د.لام اكول الذي يعتبر ايضا عضوا في الحركة الشعبية لتحرير السودان هذه الحركة التي نجلها كثيرا. فرغم اننا نقدر الوزير حق قدره لمساهمته الكبيرة في معركة التحرير الا اننا نحمل هموماً خطيرة بشأن أدائه الآن، اولا لكونه عضواً محترما للحركة الشعبية لتحرير السودان وثانياً لكونه وزير خارجيتنا: 1- سجل وزير خارجيتنا، 1986م ـ 2006م. لقد توصلنا باجراء الفحص الكامل لسجل د.لام اكول وولائه للشعب السوداني عموما وللحركة الشعبية والمهمشين على وجه الخصوص بما فيهم الجنجويد!! ان الرجل له شخصية مشوقة جدا بحيث لا يجب تجاهلها ولكن يجب سبرها دراسة حتى يمكن التعلم منها للاعانة على تشكيل المشاريع المستقبلية في بلادنا او خارجها: «أ» د.لام اكول في مواجهة الحركة الشعبية والجيش الشعبي لتحرير السودان 1986م ـ 1991م ما ان انضم د.لام اكول للحركة في يوليو 1986م حتى اثبت انه شخص ذكي، متحمس ومع ذلك مثير للخلاف، والصفة الاخيرة (الشخصية الخلافية) هي تقريبا ابرز صفاته جميعها. فمثلا كان خلال اشهر قليلة مشجعاً بما يكفي لمعارضة خطط وسياسات الحركة الداخلية والخارجية والحربية معارضة انتقادية. ان سلوكه الواضح على اية حال جعله في نزاع مع كثيرين من اعضاء الحركة بمن فيهم د.جون قرنق دومابيور ورئيس هيئة الاركان الحالي للجيش الشعبي الفريق اويادي دينق اجاك. ولولا تدخل قائدنا الراحل د.جون قرنق في الوقت المناسب لفقد اهل السودان الجديد احد اميز ابطالهم علي يد د.لام اكول، وذاك البطل هو الجنرال اوياي دينق اجاك الذي انتزع من العدو اكثر من عشر مدن اثناء معركة التحرير. ورغم كل الخلافات التي احدثها استطاع الناس ان يعفوا عنه كل حين لأن الحركة كانت في حاجة لأشخاص بارعين مثله (أي.دلام) ومع ذلك عندما اكتشف ان افكاره كانت لا تجد طريقها في التسلسل الهرمي للحركة الشعبية والجيش الشعبي اقنع من ادعوا انهم فصيل الناصر بأن ينشقوا عن الحركة الشعبية/ الجيش الشعبي لتحرير السودان. واكتشف اخيرا انه كان يريد ان يحارب من اجل مواطني جنوب السودان فقط باستبعاد المجموعات المهمشة الاخرى (بما فيها ابيي) في السودان الذين حاربوا جنبا الى جنب مع مواطني اقاليم جنوب السودان الثلاثة: بحر الغزال، الاستوائية، واعالي النيل.. بحكم حدودها في اول يناير 1956م وهي الخطوة التي تضاربت تضاربا خطيرا مع اهداف الحركة الشعبية والجيش الشعبي لتحرير السودان في ذلك الوقت. وجدير بالملاحظة ان مانفستو الحركة الشعبية الصادر بتاريخ 31 يوليو 1983م ينص ـ ضمن اهداف اخرى ـ على (.... ان الهدف الرئيسي للحركة الشعبية ليس هو فصل الجنوب، فالجنوب هو جزء لا يتجزأ من السودان...) وسواءً أكان الجنوب «جزء لا يتجزأ» من السودان ام لا فهو امر يحتاج لمزيد من الدراسة التي لا تستوعبها هذه الورقة. فهدفنا من الاستشهاد بهذه الوثيقة التاريخية هو ان نوضح كيف تتعارض الآراء التي يحملها الاعضاء المؤسسون للحركة الشعبية والجيش الشعبي لتحرير السودان مع آراء وزير الخارجية الحالي، فالوزير يناصر حكاية جنوب السودان بمفردها «الشيء الذي نشك فيه» والاعضاء المؤسسون للحركة كانوا يسعون نحو مفهوم (السودان الجديد) والحمد لله بعد توقيع اتفاقية السلام الشامل حددت اهداف الحركة الشعبية تحديدا جيدا في سجلات التاريخ. ففضلا عن الحكم الذاتي سيمارس مواطنو جنوب السودان (بما في ذلك ابيي) حقوقهم المصانة لتقرير مصيرهم.. واكثر من ذلك ان اخواننا واخواتنا في جبال النوبة وجنوب النيل الازرق سيكون لهم ما يحتفون ويسعدون به. وبالنظر لنتيجة اتفاقية السلام الشامل يمكن القول بوضوح ان وزير خارجيتنا كان مخطئا في فقدان المصداقية في جدوى اهداف واستراتيجيات الحركة الشعبية والجيش الشعبي لتحرير السودان. «ب» د.لام اكول في مواجهة فصيل الناصر 1991 ـ 1994م: بفشله في اقناع الحركة الشعبية والجيش الشعبي لاتباع برامجه (ان كانت له برامج) انشق وزير خارجيتنا وأسس فصيل الناصر مشاركة. ولكن مع ذلك لم ينسجم مع شريكه مهندس الانقلاب د.رياك مشار الذي انتزع منه اخيرا اسم الحركة الشعبية/ الجيش الشعبي ـ الفصيل الموحد تمييزا لفصيل الشلك وذلك عام 1994م. وتفاوض آنذاك د.رياك مشار النائب الحالي لرئيس حكومة جنوب السودان وقائد حركة/ جيش جنوب السودان المستقلة آنذاك بشأن اتفاقية الخرطوم للسلام في ابريل 1997م التي وحدت مجموعات كثيرة منشقة تحت اسم قوات دفاع السودان لينضم اليها خصمه السابق ووزير خارجيتنا د.لام اكول. ورغم ان د.رياك مشار يساوره قلق ازاء حليفه السابق لكنه رحب به ترحيبا وديا في الخارج، وأصبح الثنائي صديقين وحليفين سياسيين مرة ثانية. ومن المدهش انه عندما هزم د.تيموثي تونق توتلام د.لام اكول ديمقراطيا في انتخاب اجري عقب اتفاقية الخرطوم للسلام قام وزير خارجيتنا بشق صف قوة دفاع الجنوب التابعة لرياك مشار وسلك طريقه السياسي الخاص خارج دائرة الضوء، ثم انضم اخيرا للجبهة الاسلامية القومية بقيادة البشير، وهو قرار جعله يكسب منصب وزير النقل بصورة اريحية. ومن ثم وبعد ان اصبح واضحا ان حكومة الخرطوم ارادت نقض كثير من مواد اتفاقية الخرطوم للسلام اقتنع كثير من الموقعين عليها بمن فيهم القائد تعبان دينق قاي ود.رياك مشار بان السلام الذي وقعوا عليه لم يكن مستداما نسبة لتصلب الجبهة الاسلامية القومية في تنفيذه. وبالتالي قرروا الانضمام مجددا للحركة التي ينتسبون لها حقيقة. ومن الناحية الاخرى، رفض وزير خارجيتنا د.لام ان يحذو حذوهم وواصل تحالفه غير المستقر مع الجبهة الاسلامية القومية املا في ان يميل قلب البشير للتنفيذ الكامل للاتفاقية. وبالاخص فقرة تقرير المصير التي كان من المقرر ان تنفذ في اربع سنوات (عام 2001م بالتحديد). وكما تنبأ د.رياك وآخرون فقد ابتذلت اتفاقية السلام ومضى عام 2001م دون اي كلام حول «الاستفتاء». ومع كل الانتهاكات الواضحة التي قامت بها الجبهة الاسلامية القومية لم يحس وزير خارجيتنا ولم يطرف له جفن، ولذا كان عليه ان ينتظر لعامين آخرين للتشخيص الكامل لوفاة اتفاقية الخرطوم للسلام وان يستلم صورة من شهادة وفاتها. ورغم ان وزير خارجيتنا يريدنا ان نصدق بانه انضم للحركة لتحقيق «مجموعة اهداف» او انه انضم للحركة لان الجبهة الاسلامية القومية رفضت السماح له بمقابلة جنوده لكن يجب علينا نحن اعضاء الحركة الشعبية لتحرير السودان ان نقيم تقييما جادا خططه حتى لا نقع في فخ المخادعات. «ج» د.لام اكول في مواجهة الحركة الشعبية والجيش الشعبي لتحرير السودان 2003 ـ حتى الآن: عندما اقتنع د.لام اكول بما لا يدع مجالا للشك ان الجبهة الاسلامية القومية جادة لم يكن له خيار سوى الانضمام مجددا لاخوانه في الحركة الشعبية وذلك في عام 2003م بعد توقيع بروتوكول ميشاكوس في 20 يوليو 2002م. علاوة على الاشياء الجيدة التي قام بها د.لام اكول منذ توحيد الحركة الشعبية/ الجيش الشعبي وفصيل حركته الشعبية المتحد فقد ساهم للحر كة بشكل مناويء ايضا، فمثلا عندما حدث سوء تفاهم بين الراحل د.جون قرنق ونائبه الرئيس الحالي لجنوب السودان قيل ان د.لام اكول شجع بعض اولئك الذين كانوا يعارضون د.جون قرنق على اتخاذ عمل «حاسم» بما في ذلك الانشقاق عن الحركة كما حدث عام 1991م. اضف لذلك، وعقب اجتماع رمبيك الشهير الذي تصالح فيه الاصدقاء والحلفاء ذوو الصداقة الطويلة سمع بعضهم مصادفة وزير خارجيتنا د.لام اكول معلقا على نتيجة التصالح بأنها «خيبة امل» و«اخفاق» من جانب نائب الرئيس ورئيس هيئة الاركان العامة القائد سلفاكير ميارديت، وما سماه «بخيبة الامل» و«الاخفاق» كان عرضة لتأويلات كثيرة، الا اننا لا نود ان نتفكر ونؤول لان د.لام اكول عندما انضم للحركة قال للاعلاميين في «السودان ميرور» بتاريخ 31 اكتوبر 2003م: (... نحن القيادات الجنوبية لدينا تحديات فادحة، لذا فهناك حاجة للبحث عن طرق لمعالجة تلك التحديات لكي نحقق اهدافنا المطروحة). و«اهدافنا المطروحة» هذي كما نعلم جميعاً هي التحقيق الكامل لاهداف الحركة الشعبية والجيش الشعبي لتحرير السودان بما في ذلك وحدة شعب السودان الجديد غض النظر عن الاقاليم، والا يجب ان يوضح لنا وزير خارجيتنا ماذا يعني «بأهدافنا المطروحة». «د» د.لام اكول في مواجهة حكومة الوحدة الوطنية: رغم ان تعيين لام اكول كان صدمة قوية لكثير من اعضاء الحركة وانصارها لكن وجب على اي شخص قبول القرار الذي اتخذته قيادة الحركة الشعبية بتعيينه وزيرا للخارجية، اذ ينبع هذا الامر من اجندة د.لام السياسية التي لا يمكن التكهن بها وكذلك لأفعاله السابقة غير المحببة (من يوليو 1986م ـ سبتمبر 2005). ان قلق الجماهير الآن اصبح مشروعاً بعد ان اثبت د.لام النظريات او ما كان متوقعا اثباتا دقيقا. والآن واضح ان: 1- د.لام يستهدف المناطق المهمشة: ان الحرب التي خاضتها الحركة الشعبية لتحرير السودان في السودان الجديد بدأت حكومة الجبهة الاسلامية القومية تخوض حربا مثلها في الغرب مستخدمة ما يعرف بالجنجويد. وتريد الجبهة الاسلامية القومية ان تفرغ المناطق من سكانها الافارقة في غرب السودان عبر سياسة التدمير والاحراق. ورغم حضور الاتحاد الافريقي في الغرب تنزع حكومة البشير نحو تدمير المجموعات السكانية بأكملها. وفي الواقع ان اللوم يقع على الحكومة للاعمال الوحشية التي تحدث في الغرب بما فيها الاغتصاب، النهب، وتخريب الممتلكات. ويقول الناس في دارفور انهم يقاتلون ضد «التهميش» الذي احدثته الحكومات المتعاقبة في الخرطوم. وكما اشارت مجموعة الازمات الدولية في تقريرها رقم 76 بتاريخ 25 مارس 2004م تحت عنوان (نهوض دارفور: ازمة السودان الجديدة) الذي يقول: «ان لعناصر سياسات الخرطوم في دارفور جرثومتها في الحرب الاهلية مع الجيش الشعبي لتحرير السودان، فتسليحها للمليشيات الجنوبية لمحاربة الجيش الشعبي عزز تعزيزا قويا موقفها العسكري في الجنوب وكان شيئا اساسيا لتأمين حقول النفط بغرب اعالي النيل». ومن المفارقات ان د.لام ينظر للامر من خلال عدسات بصرية مختلفة، فبالنسبة له ان حركات التمرد البريئة في الغرب هي التي يقع عليها اللوم، اذ نجده مثلا عند زيارته للولايات المتحدة يطلب منها ان تضغط على «المتمردين في الغرب» ان يوقفوا مهاجمة المواقع الحكومية. وثانيا عندما كان وزير خارجيتنا يتحدث للاعلاميين في وكالة الانباء الكويتية (كونا) في 14 يناير قال لهم: «عبر السودان في اجتماع مجلس عقد اخيرا في اثيوبيا عن رغبته في تشكيل قوة مشتركة تشمل القوات السودانية، المليشيات، وقوات الاتحاد الافريقي لمجابهة الخارجين عن القانون في دارفور» ان وزير خارجيتنا يخادع نفسه بقوات سودانية ومليشيات واتحاد افريقي. لماذا؟ لانه ناهيك عن قوات الاتحاد الافريقي البريئة الدرداء ، فان القوتين المذكورتين اولا في قائمة السيد وزير الخارجية يقع عليهما اللوم لما يحدث من اعمال وحشية قاسية في دارفور. ولكي يكون الكلام صريحا فان القوات السودانية هي قوات الجبهة الاسلامية القومية وان المليشيات هي الجنجويد، وكلتاهما اقترفتا على قدم المساواة جرما بالجرائم الموجهة ضد مواطني غرب دارفور والافارقة. وبعض هذه «القوات السودانية» و«المليشيات» تبحث عنها المحكمة الجنائية الدولية للجرائم التي ارتكبتها بلا رحمة ضد النساء والاطفال الابرياء. ويجب ان نشير الى ان زعيمنا الراحل الرفيق د.جون قرنق اعتاد ان يقول ان الحركة الشعبية تعطي دعما معنويا للمهمشين في الغرب. فيا سعادتك اذا كان وزير خارجيتنا لا يمكن ان يلتزم بمعيار الحد الادنى من معايير الحركة الشعبية بالنسبة للجماهير المسحوقة في دارفورا فاننا نستغرب ان نعتبره واحدا منا؟ 2- الاحاديث السرية للدكتور لام اكول حول تنفيذ اتفاقية السلام الشامل: معلوم للعامة الآن ان الجبهة الاسلامية القومية وضعت اتفاقية السلام الشامل في خطر ابتداء من 9 يناير 2005م ففضلا عن اغتصاب كل المناصب السيادية والاقتصادية العليا بات حزب المؤتمر الوطني/ الجبهة الاسلامية القومية متقاعسا في تنفيذ اتفاقية السلام الشامل، فمثلا بعد التقييم المثابر والتوصية اللذين قامت بهما لجنة حدود ابيي اهملت الجبهة الاسلامية القومية الوثيقة. ان مصير ترتيبات اتفاقية السلام الشامل حول ابيي غير معروف لاعضاء الحركة الشعبية العاديين، ولكن كثيرا منا يخشون ما هو اسوأ بما في ذلك انتهاك هذا البروتوكول المهم. وثانيا ان ترسيم حدود شمال ـ جنوب لم تحسم بعد، دع عنك العملة القومية. والقائمة تطول وتطول. وبرغم ذلك لا يجد د.لام اكول في تقييمه المربك لتنفيذ اتفاقية السلام الشامل خطأ من ناحية الجبهة الاسلامية القومية او يجرؤ على الاشارة للمماطلات غير الضرورية التي تلت توقيع اتفاقية السلام الشامل في 9 يناير 2005م فمثلا بعد زيارته للولايات المتحدة الامريكية كشف وزير خارجيتنا د.لام اكول لاعلاميي السيد/ سعيد محمد الحسن في 30 نوفمبر 2005م قوله: «ان حكومة الوحدة الوطنية السودانية متماسكة ومنسجمة وتعمل بروح الجماعة لتنفيذ مواد اتفاقية السلام». ونحن لا نفهم ما هو نوع «روح الجماعة» الذي يشير اليه وزير خارجيتنا وقد تم تحجيم الحركة الشعبية بما يفوق التصور بمجرد ان مات الراحل د.جون قرنق في تحطم الطائرة الغامض في 30 يوليو 2005م. لقد كنا نرغب في ان يبلغ وزير خارجيتنا الامريكان وحلفاءنا الحقيقة حول طبيعة الجبهة الاسلامية القومية، تلك الرواية التي تتماشى مع طبيعتها الطفيلية المعتادة. (3) د.لام يستهدف حلفاءنا، خاصة الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي: كلنا يعلم ان محادثات السلام السودانية استنفدت سنين عددا بداية من عام 1992م تحت اشراف منظمة الوحدة الافريقية التي رعت جولتين غير ناجحتين في عامي 1992م و1993م. ومن ثم استلمتها ايقاد لمدة 12 عاما حتى تم التوصل اخيرا للسلام في 9 يناير 2005م. وقد ساهم اصدقاء الايقاد: الولايات المتحدة، النرويج، ايطاليا، هولندا، كندا، بريطانيا ـ وهؤلاء قليل من كثير ـ في تقديم الموارد لتحقيق السلام الذي نسميه الآن باتفاقية السلام الشامل. فمثلاً نجد ان حكومة الولايات المتحدة الامريكية ضمنت واعطت سلفا كمية الدولارات لدعم السلام في السودان كله بما في ذلك المناطق التي لم تشملها اتفاقية السلام الشامل. وثانيا ان الحكومة النرويجية الصديقة تشرف الآن بالمشاركة على بناء مستشفى د.جون التذكاري في جوبا، فالقائمة ليست مرهقة. لذا فان اتفاقية السلام الشامل لم تأت من فراغ، فهناك بلدان محبة للسلام استثمرت مواردها لكي ترى شعب السودان يعيش في انسجام. وفي الواقع ان السلام وجد التأييد من بلدان كثيرة كما ذكرنا آنفاً. ولكن د.لام يعتقد ان حلفاء المهمشين خاصة اصدقاء الحركة الشعبية لا يستحقون سوى الاهانة والاستهزاء بهم، فمثلا نجد ان وزير خارجيتنا اعلن اخيرا الحرب ضد بلداننا الشقيقة كالولايات المتحدة. ففي هذه الرسالة التي حملها موقع sudantribune.com قبل اقل من ثلاثة اسابيع وصف د.لام اكول التدخل الحميد للولايات المتحدة بأنه «تدخل» وان الامريكان يستخدمون التمرد في دارفور كبش فداء للدخول في السودان. وثانيا عندما سئل عما يراه حول التدخل الغربي في دارفور قال د.لام اكول: «ان مثل هذه المقترحات غير مقبولة نسبة لسلبيتها» ذلك ان الاتحاد الافريقي «لم يدع الامم المتحدة لان تتدخل». ان تصريح وزير الخارجية يتناقض مع ما يعتقد بأنه «ابادة جماعية» او «الازمة الانسانية السيئة». برغم طمأنة السيد وزير الخارجية فقد صدر قرار اخيرا بثه اطباء حقوق الانسان في 11 يناير تحت عنوان «هجوم على الحياة: نداء للأمن والعدالة والتعويض» وصف وصفا حيا الوضع الكئيب لأهل دارفور. وقد اوصى التقرير المجتمع الدولي «بأن يضغط لاستصدار قرار من مجلس الامن الدولي ليفوض فيه فورا قوة تدخل متعددة الجنسيات في دارفور بموجب الفصل السابع لميثاق الامم المتحدة». ومع كل هذه الدلائل الجمة لم يقتنع د.لام اكول بعد بخطورة الوضع في دارفور. (4) د.لام يقيد اعضاء الحركة الشعبية من التعيينات في المهام الخارجية: ظلت الحركة الشعبية خلال الـ 22 عاما من كفاح التحرير تمثل دوليا بواسطة كادرها بصورة طوعية. ومن المذهل ان نعلم ان د.لام اعطى اخيرا رسالة مثبطة مفادها انه يتحتم على اولئك الذين يجب ان يشاركوا في البعثة الخارجية ان تكون لديهم خبرة اربع سنوات على الاقل في الخدمة الخارجية: وهذا قدر من الزمن لم يكن هو مؤهلاً له عندما تم تعيينه وزيرا لخارجية السودان. علاوة على ذلك، عندما وضعت امامه الاسماء من مكتب الحركة الشعبية في نيروبي للتعيينات في المهام الخارجية، أكد د.لام على موقفه، ونحن نستغرب ما اذا كان د.لام اكول يعمل في الواقع لصالح الجبهة الاسلامية القومية ام لصالح الحركة الشعبية؟ (5) د.لام أيد مجزرة القاهرة بصورة غير مرئية: عندما جلس مواطنونا احتجاجا امام مكتب المفوض السامي لشؤون اللاجئين في القاهرة لمدة ثلاثة اشهر نتيجة سوء المعاملة من جانب الحكومة المصرية ورفض المفوض السامي لشؤون اللاجئين لدراسة حالاتهم الخاصة بالتوطين لم يسمع احد بوزير الخارجية د.لام اكول او يراه حتى تم طرد اللاجئين بالقوة او قتلهم. ويعتقد بان كثيرا من الاعضاء الجسدية للقتلى نهبت كما قامت الحكومة المصرية بحفظ بقايا اشلائهم. وكان الشيء المزعج هو زيارة «التزامن» التي قام بها النائب الثاني للرئيس الاستاذ علي عثمان محمد طه والبيان الذي صرح به نائب د.لام السيد علي احمد كرتي الذي قال فيه: «لم يكن لدى اللاجئين مبرر يجعلهم يمكثون في مصر في المقام الأول». وعندما سئل د.لام لماذا لم يتدخل قال بطريقة مدهشة انه لم تكن لديه صلاحيات داخل حكومة الوحدة الوطنية تجعله يطلق تصريحاً ضد «مصر الشقيقة/ الصديقة». واسئلتنا المتواضعة هي: «أ» من الذي اخذ منه صلاحيته او سلطته في الوزارة؟ «ب» من الذي اعطى الصلاحية للسيد على ليقول ما فعله بعد مجزرة القاهرة؟ واذا لم تكن افتراضا لدكتور لام اكول صلاحية في وزارته، اذن ما الذي يقوم بفعله هناك؟ «ii» أجندة د.لام أكول الخفية: بتقييمنا لأنشطته وادائه مصحوباً بتحليلنا المجهد توصلنا باختصار الى ان د.لام اكول يخطط لتحقيق الآتي: أ- مساعدة الجبهة الاسلامية القومية على تفكيك اتفاقية السلام الشامل. ب- اضعاف السياسات القومية والدولية للحركة الشعبية. ج- جعل الحركة الشعبية وحلفائها يتصادمان. د- تعزيز وحماية وتنفيذ اجندة الجبهة الاسلامية القومية. هـ - خلق تشتت داخل الحركة الشعبية وأصحاب السودان الجديد والمناطق المهمشة. «iii» النداء القومي: عندما انهالت على الكتاب مكالمات هاتفية ورسائل الكترونية كثيرة من كل العالم في ما يتعلق بأداء وسلوك وزير خارجيتنا د.لام اكول فكرنا في طريقة العمل. وقررنا اخيرا ان افضل شيء يمكن ان نفعله هو مخاطبة حكومتنا حكومة جنوب السودان تحت القيادة الحكيمة للرئيس سلفاكير ميارديت. ونحن نشعر بان المكالمات والرسائل الالكترونية الضخمة يجب ألا تذهب سدى والا نشاهد اتفاقية السلام الشامل تنهار تحت بصر اعضاء الحركة الشعبية والجيش الشعبي. ومن ثم كان القرار بكتابة هذا الخطاب المفتوح. ورغم ان الوثيقة وقعها قليلون لكننا نعلم ان كثيرا من اصحاب السودان الجديد يشاركوننا ذات المشاعر والهموم حول كيفية الصورة التي يجب ان يظهر بها مستقبل بلادنا. لذا نحن نناشد كل مواطني السودان الجديد وأنصار وأصدقاء السودان الجديد، خاصة اعضاء الحركة الشعبية بتأييد هذه الوثيقة لخاطر حماية اتفاقية السلام الشامل وبقاء الاغلبية المهمشة بالسودان. «iv» توصيات للحركة الشعبية كي تقوم بالآتي: (أ) اعفاء د.لام اكول من منصبه الحالي وتعيين عضو بالحركة الشعبية في مكانه ليتابع سياسات الحركة نصا وروحاً. (ب) انعاش العلاقة الفاسدة بين الحركة الشعبية وحلفائها. (ج) التزامها بحل الصراعات في شرق وغرب السودان. (د) الضغط على حزب المؤتمر الوطني (الجبهة الاسلامية القومية) لايقاف عملياته العسكرية فورا في الغرب والشرق. (هـ) تحذير حزب المؤتمر الوطني من القيام بانتهاكات اكثر لاتفاقية السلام الشامل. (و) تفويض اعضاء الجيش الشعبي في الدفاع المشترك لاعداد تقرير حول اية انتهاكات عسكرية تلحق باتفاقية السلام الشامل. (ز) تخصيص 28% من الخدمات الخارجية لاعضاء الحركة الشعبية. (ح) المحافظة على اعادة انتشار القوات الاجنبية بحكم الجدول. (ط) التأكد من ان حزب المؤتمر الوطني ملتزم بالتوصيات التي اعدها الخبراء حول حدود أبيي. (v) توصيات لحزب المؤتمر الوطني (الجبهة الاسلامية القومية) ليقوم بالآتي: (أ) التعاون الكامل مع الاتحاد الافريقي، الامم المتحدة، المحكمة الجنائية الدولية، والمجتمع الدولي. (ب) نزع سلاح الجنجويد وايقاف الدعومات التمويلية واللوجستية لهم. (ج) الايقاف الفوري للعمليات العسكرية في السودان وضد الجيران. (د) التنفيذ الكامل لاتفاقية السلام الشامل (بحكم الفترة الزمنية). (هـ) ايقاف اي انتهاكات اضافية لحقوق الانسان. «vi» توصيات للامم المتحدة والمجتمع الدولي ليقوما بالآتي: «أ) انجاز التعهد المالي المعلن في اوسلو. «ب» نشر قوة دولية قوية فورا في دارفور. «ج» متابعة تنفيذ اتفاقية السلام الشامل متابعة مثابرة. «د» تمويل العودة الطوعية للسودانيين. «هـ» التحقيق في مجزرة القاهرة. «و» استعجال الاجراءات الجنائية ضد منفذي (الابادة الجماعية) في دارفور. «ز» دعم محادثات سلام أبوجا.
اقرا اخر الاخبار السودانية على
سودانيز اون لاين http://www.sudaneseonline.com............
للمزيد من الاخبار