لندن: مينا العريبي
أعلنت بريطانيا بأن «السودان أولوية» بالنسبة لها عام 2006 وأكد وزير خارجيتها جاك سترو على ضرورة تحسين الاوضاع «الخطيرة جداً» في إقليم دارفور. وجاء ذلك في مؤتمر صحافي مع نظيره السوداني لام اكول أمس في مقر وزارة الخارجية البريطانية حيث ناقش الجانبان جملة شؤون، بما فيها خطة بريطانية لإحلال الأمن في السودان وامكانية إرسال قوات اجنبية اليها. واعتبر سترو تعيين اكول لمنصب «وزير الخارجية في حكومة وحدة وطنية دلالة على التقدم في السودان لتطبيق عملية السلام والتواصل بين شمال البلاد وجنوبه»، بسبب انتماء الأخير الى حركة تحرير السودان من جنوب البلاد. إلا انه عبر عن «الحيرة التي نشعرها بسبب عدم التقدم في مساعي عملية السلام في ابوجا» حيث تتباحث القوى المتنازعة للتوصل الى اتفاق سلام لاقليم دارفور. وعزا سترو تعثر هذه المساعي لـ«عدم التماسك بين الكثير من الفصائل المتمردة ليكونوا شركاء فعليين في المباحثات مع الحكومة». وبحث الوزيران احتمال ارسال قوات دولية للسودان، إلا انهما لم يفصحا عن نتائج هذه المناقشات. وشرح اكول بأن بلاده تنتظر قرار الاتحاد الافريقي حول امكانية رفع المسألة الى الأمم المتحدة، موضحاً أنه «لم يتخذ الاتحاد قراره بعد، وحكومتنا تنتظر تحرك الموضوع». وعما اذا كانت بلاده تفضل إرسال قوات حفظ السلام الدولية، أجاب: «لا نريد تعدي الجسر قبل الوصول اليه».
وصرح أكول بأن «هناك حاجة للمضي قدماً على 3 جهات في السودان، من جهة اقرار الأمن على الارض، ومن جهة استمرار المساعدات الانسانية لمساعدة متضرري الحرب، والنقطة الاكثر أهمية، نجاح المفاوضات في أبوجا». وقدمت الحكومة البريطانية خطة للحكومة السودانية بعنوان «سبع خطوات لإحلال السلام في السودان» عقب لقاء الوزيرين، إلا ان اكول امتنع عن التعليق على هذه التوصيات، معلناً انه لم يطلع عليها قبل التوجه الى المؤتمر الصحافي، ولكنه أوضح: «نحن حكومة وحدة وطنية ومصرون على العمل بجدية لحل هذه المسائل التي نتحملها من الماضي والطريق مفتوح للتقدم». وأضاف: «مباحثاتنا هنا ايجابية ومن واجبنا ان يسود الأمن، ونحن مستعدون لمناقشة أية مبادرة بهذا الاتجاه». ومن النقاط الواردة في الاقتراح البريطاني؛ تمسك الحكومة السودانية ببنود اتفاقية السلام ونزع سلاح قوات «الجنجويد» وبناء علاقات شخصية مع رؤساء المتمردين، بالاضافة الى ابداء الاستعداد لنشر قوات تابعة للأمم المتحدة في البلاد من دون فرض الحكومة السودانية اية شروط على القوات الدولية.
ورداً على سؤال حول لقاءات الحكومة البريطانية مع مسؤولين دوليين خلال الاسبوع الماضي، بما فيها اشاعة عن زيارة نائب الرئيس السوري السابق عبد الحليم خدام لندن، قال سترو: «الكثير من الشخصيات تمر بلندن ونحن نحاول ان نلتقي بمن يريد اللقاء معنا، وهناك اجتماعات لا نعطيها تغطية صحافية فلا استطيع التعليق عليها». وعن التطورات في سورية ولبنان، قال سترو ان «المباحثات مستمرة»، بينما أكد اكول ان المبادرة السودانية للتصالح بين البلدين «ما زالت قائمة».