تصريح صحفي حول تطورات الأوضاع بجنوب كردفان من حزب البعث العربي الاشتراكي:
سودانيزاونلاين.كوم sudaneseonline.com 3/2/2006 3:05 م
تندفع الأوضاع بصورة متسارعة منذ عدة أشهر باتجاه نقل أزمة دارفور بكيفياتها وتفاصيلها إلى رقعة جديدة من أرض البلاد ، هي ولاية جنوب كردفان مثلما حدث في شرق الولاية في قرية الفيض أم عبد الله ، وفي غرب الولاية في منطقة لقاوة وفي جنوبها في محلية تلودي ويحدث حالياً في شمالها في منطقة كرتالا بمحلية الدلنج حيث لا يزال الوضع خارج سيطرة سلطة الدولة هناك ، في ظل لا مبالاة وعدم اكتراث من طرفي شراكة نيفاشا لتبعات تسابقهما غير المسؤول نحو تسييس القبائل وخندقتها ما بين الحركة الشعبية والمؤتمر الوطني هناك .. ودونما أدنى اعتبار لتاريخ قبائل المنطقة الطويل في التعايش والتصاهر والتواثق الوطني والاجتماعي .. أو أي اعتبار لمصلحة أبناء وبنات هذه القبائل نفسها في الاستقرار والتنمية والتطور والمواطنة الآمنة والعيش الحر الكريم في أي رقعة من أرجاء البلاد . لقد ظلت مناطق الولاية المختلفة تشهد منذ أشهر خلت احتكاكات قبلية ذات طبيعة غير تلك التي ألفها المواطنون خلال تاريخهم الطويل ، والتي كانت الإدارات الأهلية كفيلة بوأدها واحتواء آثارها في الحين واللحظة دون أن تأخذ ( أي الاحتكاكات ) أي أبعاد مثلها مثل أي خلاف أسري بين الأهل داخل البيت الواحد . الجديد في الأمر هو أن الاحتكاكات التي حدثت في الآونة الأخيرة قد تحولت جلها من مشادات واحتكاكات فردية بسيطة إلى اصطفاف قبلي عنصري تستخدم فيه الأسلحة الحديثة وتسقط فيه سلطة القانون بينما تغيب الدولة تماماً .. وفي كل مرة يأخذ الاصطفاف تصنيفه العنصري وهو أمر في غاية الخطورة سواء على المنطقة أو على السودان عموماً . وإننا في حزب البعث العربي الاشتراكي إزاء هذه التطورات إذ ندين محاولات تأجيج الصراع وتزكيته على أسس قبلية وعنصرية ، ندعو طرفي الشراكة للارتقاء إلى مستوى المسؤولية الوطنية وتغليب مصلحة الوطن والمواطنين على المصالح الحزبية الضيقة وننبه من خطورة تعويق أو عرقلة أي مساعٍ أو جهود أهلية مخلصة للحل ، ونؤكد موقفنا المبدئي الداعي لتمتين نسيج التعايش والتآخي وتعزيز الوحدة الوطنية وقطع الطريق أمام مخططات قوى التفتيت ودعاة التدخل الأجنبي في إطار سعيها المحموم للنيل من استقلال بلادنا ووحدة شعبنا ، وفي هذا الإطار ندعو شعبنا وقواه الوطنية في المنطقة للنهوض بواجبها من خلال التأكيد على : • أن مواجهة جذرية لقضايا التنمية الاقتصادية والاجتماعية يجب أن ترتبط بصيانة الوحدة الوطنية وتعزيز النسيج الاجتماعي ، وبإحداث التحول الديمقراطي وضمان الشفافية في الحكم ومحاربة الفساد وسيادة حكم القانون . • التمسك بالأسس الوطنية في التعامل مع قضايا المنطقة بما يعزز الوحدة الوطنية ويمنع الاستقطاب السياسي للقبائل أو زجها في الصراعات . • إعادة الاعتبار للأعراف الأهلية فيما يتصل بفض النزاعات وتفعيل دور المنظمات الوطنية والشعبية على جبهة التعايش والتآخي ورفض الاحتراب الأهلي والتدخل والوصاية الأجنبية . محمد رزق الله تيه عضو اللجنة السياسية لحزب البعث العربي الاشتراكي 1 فبراير 2006