مياه كثيرة مرت تحت الجسر ، منذ انطلاقة الجولة السابعة لمفاوضات ابوجا ، لم تترك اثرا واضحا على العملية التفاوضية بين الاطراف ، الا ان الحركات المسلحة مرت بكثير من التداعيات حيث وقعت حركتا العدل والمساواة وتحرير السودان جناح مناوي على التحالف الثوري لغرب السودان ، الذي احدث بعض الخلخلة في جسميهما ، نتج عنها موقف عبد الواحد بفك التنسيق التفاوضي معها.
دارت كثير من الاقاويل بعد ان اتخذ عبد الواحد محمد نور رئيس حركة تحرير السودان قراره بخوض التفاوض مع الحكومة لوحده ، رغم مشغولياته الكثيرة سمح لي بدقائق معدودة لمعرفة تفاصيل الصفقة التي يتحدث عنها الجميع.
--------------------------------------------------------------------------------
* ماذا قصدت بفض الشراكة التفاوضية ؟
- فض الشراكة يعني اننا في الحركة يكون لدينا موقفنا التفاوضي الحر ، بان يكون لدينا كبير مفاوضين واوراقنا واطروحاتنا التفاوضية التي تخصنا . ونحن لا نريد ان نفاوض الحكومة لوحدنا في الخرطوم بل في طاولة الاتحاد الافريقي ( العجبوا يتبعنا).
ü هل تختلف مطالبكم عن الحركات الاخرى؟
- المطروح الان هو طرحنا نحن .
ü يعني هل تقبلون بمساعد رئيس كما طرحت الحكومة؟
- مساعد !! لا نقبل به.
ü فض الشراكة تم فهمه بانه اتخاذ موقف اكثر مرونة من الاطراف الاخرى؟
- المشكلة كل زول يفسر على حسب هواه ، الحكومة اعتقدت اننا بذلك ضعاف ونريد ان نقع في احضانها وهذا غير صحيح .
ü هل يمكن ان تغيروا مطالبكم مثلا؟
-كيف يعني؟
ü تتنازلوا مثلا عن بعض المطالب؟
ابدا : اذا لم نزد مطالبنا لا نقول عن ماهو مطروح الان ، ولدينا سقف زمني محدد مع الحكومة اذا لم تعطنا اقليماً سنطالب بكونفدرالية واذا لم تعطنا نائب رئيس سنطالب ان تكون الرئاسة بالمناصفة بيننا وبينهم.
ü ما هي حدود هذا السقف الزمني ؟
- هذه اسرار تفاوضية وهذا ما نختلف به عن الآخرين ، الذين ينشرون خططهم على الانترنت ، والتفاوض هو معركة تخفي فيها كل اسلحتك وخططك وليست تجارة سياسية لكي تدلل بانك الاحرص على مصلحة دارفور.
ü التفاوض لوحدك ليس من الامر السهل؟
الحركة اصلا سياسية ولها فكر وبرنامج تسير عليه ، وجود اي عوائق يخل ببرنامج الحركة ، فكان من الطبيعي ان تتحرر الحركة من ثلاثة اشياء كانت اسباباً اساسية في فض الشراكة : اولها القبلية ، يدخل الزغاوة او الفور او غيرهم ليس هو الاهم لكن المهم ان يظل الفكر، وثانيا التحرر من الطائفية فأي شخص منتمٍ لطائفة او تنظيم او معتمد على قبيلته لابد ان يذهب ، والاخير التحرر من الاجندة الاجنبية والابتعاد عن المناورة معها .
ü ألم يكن القرار في وقت غير مناسب؟
- بالعكس هذا وقته .
ü كيف؟
-نحن حينما قبلنا بالتنسيق في بداية هذه الجولة كان الهدف هو دعم العملية التفاوضية وليس حبا في العدل او مجموعة حسكنيتة . ولكنهم اصبحوا عقبة حقيقية في التفاوض ، فهؤلاء الناس لا يتفاوضون بحسن نية ، قادتهم ظلوا في تشاد ودارفور في وقت المفاوضات مستمرة في ابوجا ، واعتدوا علينا اكثر من مرة في الميدان ، وذهبوا الى ليبيا اثناء التفاوض مما اضعف منبر ابوجا. الان جاء الوقت المناسب لتتحرر الحركة من الطائفية القديمة في السودان سواء أكان الاسلاميين او الشيوعيين او حزب الامة او الاتحاديين.
ü انت اول من نسقت مع العدل في الجولة السادسة؟
- نعم نحن نسقنا من قبل مع حركة العدل والمساواة التي نختلف معها تماما استراتيجياً وايدلوجياً وسياسياً، ولكن لمناقشة قضايا اهل دارفور فقط . وفي ذلك الوقت كثير من القيادات أكانت رافضة لذلك التنسيق .
ü ولكن قيادات هذه الحركات عادت الآن ؟
عادوا الان بعد ان تم تهديدهم بالعقوبات من المجتمع الدولي ، مما يعني انهم عادوا جسديا وليس ارادة منهم .
ü لكن لماذا لم تستشر قادتك في ذلك القرار؟
- انا عملت اجتماع للحركة وتحدثنا عن فك التنسيق واتفقنا عليه وكونت لجنة من سبعة اشخاص ورفعت توصية لرئيس الحركة بضرورة فك الارتباط ، فنفذت القرار ، ثم انا رئيس استمد شرعيتي من الملايين من اهل دارفور وليس من مجموعات صغيرة .
ü ولكن مجموعة الـ (17) التي خرجت ضد القرار من بينها قيادات لها وضعها التنفيذي كالامين العام مثلا؟
- عليك ان تدرك ان كل المفاوضين هنا ليسوا حركة هناك اناس ينتمون لتنظيمات اخرى اتينا بهم على الاقل كأبناء دارفور لان لهم دوراً في نيل دارفور حقوقها .
ü أليست هذه مشكلة تزيد الوضع سوءاً بالحركة ؟
- ليست هناك مشكلة ، فقط هناك عدم استيعاب من الاخرين لاطروحات الحركة لانهم يأتون بطريقتهم ويريدون اجبار الحركة على نهجهم ، فنحن نريد ان يأتي الاخرون لطرح الحركة . ونحن كحركة نقوم بعمل اللازم.
واقول لك ان قادة كبار من مجموعة الـ (17) جاءوا اليّ بعد هجوم مجموعة مناوي على قواتي وطالبوني بفك التنسيق والا سيكون لهم رأي ، فعندما تم فك التنسيق وقفوا ضده وهؤلاء اصلا ليس لهم مبدأ ، جسدا معنا وفكرا وتنظيما منتمين لتنظيمات اخرى.
ü هل هناك امكانية لعودة التنسيق مع الاطراف الاخرى ؟
- اي (زول) يريد ان ينسق معنا عليه الاتفاق مع رؤانا .
ü وماهي رؤاكم ؟
نحن (خدم) لشعبنا فيجب ما نتفق عليه ان يذهب لاهل دارفور ليقولوا كلمتهم فيه وان لا يكون لنا مصلحة شخصية في الاتفاق ، (لا عبد الواحد رئيس ولا فلان وزير ) ولابد من اعادة النسيج الاجتماعي وما نتفق عليه لا يأتينا فيه عميل من داخل حكومة او دارفور أو أية دولة اجنبية ، فالمصلحة في الاتفاق للشعب وليس الدول التي مولت الحركات وابرمت معها صفقات وتريد ان ترد الدين . (مافي تنسيق اذا لم نتفق على هذه الاشياء) .
ü والمناصب التي تطالبون بها؟
- كلها تذهب لاهل دارفور، فالسلطة التي نطالب بها نحن لا نرغب فيها، السلطة التي نريدها يجب ان تأتينا من أهل دارفور عبر انتخابات حرة ونزيهة .
ü هناك همس بوجود صفقة بينك والحكومة؟
اؤكد لك ان الحكومة حتى هذه اللحظة غير جادة لتحقيق السلام و(تكسر) في الزمن فقط وغير صحيح اننا على وشك اتفاق معها . وصفقة لم يكن فيها نزع سلاح الجنجويد وترتيبات امنية واضحة نعرف فيها اين جيشنا لا يمكن ان تتم.
ü في كلام عن مناصب ودولارات تم توزيعها؟
- مناصب دي جديدة ، لكننا سمعنا بانهم اعطونا (6) ملايين دولار ، ولكن كل اناء بما فيه ينضح ، من قبل في ناس (مشوا) ليبيا ادوهم (6) ملايين دولار اقاموا مؤتمر حسكنيتة وعملوا توقيع الادارات الاهلية الذي اعترضنا عليه بشدة فإذا ساء فعل المرء ساءت ظنونه ، كان يقولوا (ادونا) (6) مليارات دولار (عشان انحنا ذاتنا نصدق).
ü هناك مثل يقول (شجرة كان هوززاي.. ياهبوباي يا ابلاي)؟
- شوف يا اخوي : كل يفكر بعقليته تجاهنا، الحكومة تريدنا بموقفنا الحالي ان نقع في احضانها . وحركة العدل لانهم كانوا جزءاً من الحكومة واختلفوا معها في المقاعد قالوا نحن ادونا مقاعد وقروش وهي عقلية الاسلاميين قائمة على السلطة والقروش . فالارهاب الاعلامي هذا لا يخيفنا نحن هنا في ابوجا لتوقيع اتفاق سلام اذا الحكومة اعطتنا حقوقنا اليوم سنوقع واذا لم تعطنا لا نوقع ولو بعد (100) سنة . فنحن نسعى لتفكيك النظام بان نأخذ حقنا في دارفور ويأتي اهل الشرق لاخذ حقهم من المؤتمر الوطني الذي كان يسيطر على نسبة 100% فنسعى لاخذ السلطة من المركز للاقاليم .
ü ألم يحن الوقت لايقاف معاناة النازحين ومنع التدخل الدولي ؟
- كل ذلك بيد الحكومة ، اذا كان منذ البداية نزعت سلاح الجنجويد وحاكمت المتهمين واعطت اهل دارفور حقوقهم لما وصلنا الى هذه المرحلة ، فهي مازالت تمارس الكبرياء وجنون العظمة ضد الشعب .
ü اذن انت توافق على دخول القوات الدولية؟
- نعم اوافق ، والاتحاد الافريقي قواته لم تستطع ان تحمي المدنيين وليس لديها الامكانيات الكافية والتأهيل للقوات ، ثم الفرق بين قوات الاتحاد الافريقي والامم المتحدة تغيير الوان (الطواقي) فقط. والمطلوب من الحكومة الآن التعجيل بخروج القوات الدولية وليس رفضها لانها اصلا موجودة في دارفور والجنوب فالحكومة هي التي اتت