الخرطوم: الحياة
دعا زعيم «المؤتمر الشعبي» السوداني المعارض حسن الترابي الى اسقاط الحكومة عبر الضغوط السياسية وابدالها بحكومة قومية تشارك فيها كل القوى السياسة، على ان تراعى حصة اهل الجنوب في اتفاق نيفاشا. معتبرا ان «القوات الدولية قادمة قادمة الى السودان».
وفي حوار مع «الحياة»، قال الترابي ان السودان «أصبح مسرحاً للميليشيات المستقلة وللجيوش الافريقية وللعالم كله». واشار الى انتشار الفساد بسبب النفط قائلاً «بات التعويل كله على النفط، واصبحت هناك منافذ لذرائع السوء والفساد في النفط أكثر من ثمرات البناء، وتحول النفط سبباً للضيق. الناس كانوا يحلمون به، والآن لا يرون به الا بؤساً. وأصبحت الاقاليم كلها تصطرع على قسمته لنصيب منه».
وحذر الترابي من انهيار اتفاق السلام موضحاً ان «الاتفاقية جاءت كرهاً، لكن لا احد سيلتزم بها اصلاً لأنها عقد اكراه وليست عقد تراض بين طرفين حتى يثق احدهما بالآخر». واتهم جماعات من «المؤتمر الوطني» الحاكم «بالترويج للنزعات الانفصالية والدعوة الى فصل الشمال عن الجنوب».
وفي خصوص القوات الدولية، قال الترابي «انها آتية، ولا ادري ما سبب التعبير الغاضب؟ الامم المتحدة دخلت بجيوشها إلى السودان وبشرطتها وبكلاب شرطتها لحماية الجنوب، وهي موجودة في الشرق وفي الخرطوم وفي عدد من الولايات الهامشية وفي الجنوب». مشيرا الى أن القوات « اذا دخلت السودان قد تكون ايضاً اداة تنفيذ للمحكمة الجنائية الدولية، وهذا خوف عظيم».
ونفى بشدة ان يكون هناك أي ترتيب للقاء يجمعه مع نائب الرئيس علي عثمان محمد طه، واعتبر الامر «اشاعات تروجها الصحف للتسويق»، لكنه اشار الى ان «لقاء مستشار الرئيس والمسؤول السياسي في «المؤتمر الوطني» حقيقة»، مستدركاً انه مثل «لقاء الصادق المهدي، وكما اضطر أهل حماس للقاء اسرائيل». واعلن استعداده للحوار مع الحكومة لكنه اشترط لذلك «تعطيل كل القوانين الاستثنائية».
محادثات بين سلفاكير والميرغني تناولت حلول أزمتي دارفور والشرق
أجرى النائب الاول للرئيس السوداني سلفاكير ميارديت، محادثات فى مصوع الاريترية مع رئيس «التجمع الوطني الديموقراطي» محمد عثمان الميرغني، في وقت جدد فيه رئيس لجنة التجمع للحوار مع الحكومة في شأن تنفيذ اتفاق القاهرة الموقع بينهما فاروق ابو عيسى، اتهامه حزب «المؤتمر الوطني» الحاكم بتعمد المماطلة في تنفيذ الاتفاق، واعلن عن بدء مشاورات متوالية مع رئيس التجمع ونائبه لاتخاذ قرار حاسم بشأن الجمود الذي يعتري تنفيذ الاتفاق، ملمحاً الى اعتزامهم التخلي عن الاتفاق.
وقالت مصادر مطلعة إن الميرغني وسلفاكير التقيا في مصوع وبحثا مطولا تطورات ملف السلام بالتركيز على الازمة المستفحلة بدارفور، من دون اغفال ملف الشرق الموشك على الانفجار، واكدت أن الرجلين اتفقا على حتمية الاسراع بإيجاد حل شامل للأزمتين. واشارت إلى أن ملف القوات المعارضة التابعة لفصيل «الفتح» أخذ حيزاً مقدرا من النقاش من دون الخوض في التفاصيل، ولكنها نوهت بأن اللجنة العسكرية توالي نقاشاتها مع الحكومة للاسراع في طي الملف.