هدد الرئيس السوداني عمر البشير بتحويل إقليم دارفور غربي البلاد إلى "مقبرة" لمن يستهدفون بلاده, رافضا التدخل الأجنبي عبر ما أسماها "بوابة دارفور".
وقال البشير في كلمة له أمام المؤتمر الجامع لأهل دارفور بالخرطوم إن على القوات الأفريقية الخروج إذا عجزت عن أداء مهمتها, مجددا موقف حكومته الرافض لنقل تفويضها إلى الأمم المتحدة.
وأضاف أن القوات الأفريقية دخلت إلى الإقليم وفق اتفاق مع الخرطوم, متهما أياد أجنبية لها أهداف بدارفور بالوقوف وراء الدعوة لنقل مهمة تلك القوات.
كما دعا الرئيس السوداني إلى توفير الدول المانحة التمويل اللازم للقوة الأفريقية, مشيرا إلى أن قضية التمويل هي واحدة من نقاط ضعف تلك القوة, مؤكدا في الوقت ذاته حرص بلاده على التوصل لاتفاق سلام في المفاوضات الجارية في أبوجا, لكنه عاد واتهم المتمردين باللجوء إلى "إلهاء المفاوضين".
موقف مغاير
بالمقابل دعا رياك مشار نائب رئيس حكومة جنوب السودان السلطات السودانية إلى القبول بنشر قوات دولية في دارفور لتحل محل القوات الأفريقية.
وأقر مشار في -أول موقف مغاير لموقف الحكومة السودانية- إلى أن القوات الأفريقية فشلت في أداء مهمتها.
وفي تعليقة على تلك التطورات أشار ستيفان دو جاريك الناطق باسم الأمين العام للأمم المتحدة إلى أن العنف لايزال مستمرا في دارفور, موضحا أن الاقتراح بإرسال قوة أممية يرجع إلى افتقار القوة الأفريقية للمصادر المالية والفنية لأداء عملها.
ونفى جاريك في تصريحات للجزيرة أن تكون فكرة إرسال القوات الأممية فكرة أميركية, مشددا على أهمية أن تتخذ حكومة الخرطوم قرارا بهذا الشأن, وأن يجري إقناعها بقبول القوة الدولية.
صعوبات
وكانت الأمم المتحدة أقرت بأن جهودها في سبيل تحويل مهمة قوات الاتحاد الأفريقي في دارفور إلى الأمم المتحدة تواجه صعوبات بسبب عدم اهتمام أي من الأعضاء الآخرين بمجلس الأمن بالملف.
وقال السفير الأميركي بالأمم المتحدة جون بولتون مساء أمس خلال اجتماع مغلق بمجلس الأمن، إن كل أعضاء المجلس ما عدا بلاده تحججوا بأن أي قرار بشأن مصير قوات الاتحاد الأفريقي يجب أن يتم بحثه بعد اجتماع وزراء الاتحاد أوائل الشهر القادم.
واعترف بولتون الذي ترأس بلاده الدورة الحالية لمجلس الأمن بأنه لا يوجد حماس للفكرة بين الأعضاء الخمسة عشر، مشيرا إلى أنه إذا لم يتم اتخاذ قرار خلال الشهر الحالي فقد يكون هناك قرار بسبب عدم السعي الجدي في سبيل ذلك.
وأوضح دبلوماسيون حضروا الاجتماع أن أي تحرك قبل اجتماع وزراء خارجية الاتحاد الأفريقي، قد يكون استباقا لموقف الاتحاد الأفريقي الذي ينشر قوات له بدارفور