القاهرة ..أخبار اليوم ..نادية عثمان مختار
اختتمت وزيرة الخارجية الأمريكية زيارتها للعاصمة المصرية القاهرة أمس بعد لقاء مطول جمعها بالرئيس المصري محمد حسنى مبارك تناولا فيه بالبحث والنقاش المستفيض عدة ملفات هامة من بينها الملف السوداني وبوجه خاص التطورات الراهنة في إقليم دارفور المأزوم ، حيث أكد الرئيس مبارك حرص بلاده على تقديم كل ما من شانه الدفع باتجاه إنهاء المشكلة الدارفورية والإسهام في إرساء دعائم الأمن والاستقرار لأهل دارفور .
وأبان الرئيس مبارك موقف بلاده الواضح من مسألة نقل عملية حفظ السلام في دارفور والتي تتولاها قوات الاتحاد الافريقى لتكون تحت مظلة الأمم المتحدة . وقال السفير سليمان عواد المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية في هذا الصدد إن الرئيس مبارك والمسئولة الأمريكية قد بحثا هذا الأمر باستفاضة ، مشيرا إلى جهود الرئيس مبارك إسهاما في تسوية ملف دارفور ، حيث أوضح عواد أن مبارك عقد اجتماعا مع أعضاء حكومته لبحث مشكلة دارفور خلال اليومين الماضيين ، منبها إلى أن مبارك أجرى اتصالات مع الرئيس عمر البشير ، ومع قائد الثورة الليبية القائد معمر القذافي ، وعدد من زعماء وقادة الدول المجاورة للسودان للتشاور في حل الأزمة الدارفورية ، وأوضح أن الرئيس مبارك يترقب الاجتماع المزمع عقده في مارس المقبل لمجلس السلم والأمن الافريقى في أديس أبابا حيث ستتضح بعده الكثير من المواقف التي سيتواصل على ضوئها التحرك من اجل سلام إقليم دارفور وأمان شعبها .
وفى سياق مختلف تناول الرئيس المصري مع المسئولة الأمريكية سير الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط ، ومنها الوضع على الساحتين الفلسطينية والإسرائيلية بناء على ما أنتجه الواقع الجديد بعد نتائج الانتخابات التشريعية الفلسطينية و وما هو متوقع بعد الانتخابات الإسرائيلية المقررة في شهر مارس المقبل ، إضافة إلى الملف العراقي ، والساحتين السورية واللبنانية ، وأشادت رايس بالجهود الكبيرة التي يبذلها الرئيس المصري تجاه عملية السلام في الشرق الأوسط في إطار أن يبقى الباب مفتوحا أمام جهود السلام في المرحلة المقبلة.
هذا في الوقت الذي شدد فيه الرئيس المصري (بحسب عواد) أهمية استمرار الدعم للرئيس الفلسطيني والسلطة الفلسطينية بحسبان أن ذلك كله يصب في نهاية المطاف في صالح الشعب الفلسطيني وعملا على تخفيف آلامه و معاناته.
وأبان المتحدث الرئاسي أن الرئيس مبارك أكد للوزيرة الأمريكية مجددا انه فيما يتعلق بنتائج الانتخابات الفلسطينية فانه لابد من ضرورة استمرار الدعم للرئيس الفلسطيني محمود عباس /أبومازن/ باعتباره الرئيس المنتخب والشرعي .
.
وأكد المتحدث الرئاسي إن مباحثات الرئيس مبارك مع الوزيرة الأمريكية قد اتسمت بروح الايجابية وسادتها الثقة والشفافية العالية بما يعكس متانة ورسوخ العلاقات المصرية الأمريكية ، وأوضح إن العلاقات المصرية الأمريكية علاقات استراتيجية ، ترتكز على تعاون راسخ بين دولتين صديقتين لصالح الدولتين والشعبين المصري والأمريكي ، مؤكدا على أن علاقات بلاده مع أمريكا تمتاز بالمتانة والرسوخ والاتساع إلا أن ذلك لا يعنى تطابق وجهات النظر في كل الأوقات حول كل الموضوعات ، منبها إلى أن العلاقات الدولية لا تقوم أبدا على تطابق وجهات النظر في كل الأحوال وإزاء كافة المواقف والقضايا .
وزاد بالقول "إن الجانب الأمريكي يعترف بالتغييرات الجوهرية التي شهدتها مصر " .. وأشار إلى أن الرئيس الأمريكي جورج بوش ووزيرة خارجيته ذكرا أن مصر مؤهلة ، وقادرة على أن تقود الإصلاح في المنطقة كما سبق وقادت المنطقة في طريق السلام )
وشدد المتحدث الرئاسي على أن مصر تتخذ قراراتها من داخلها دون إملاء من احد ولا تتخذ قراراتها من اى عاصمة أو مكان أخر إلا انه أكد إن بلاده تضع وزنا واعتبارا كبيرا لنصائح الشركاء .
وحول الملف العراقي قال عواد أن اللقاء بحث مستجدات الوضع في العراق بما في ذلك مسالة التشكيل المرتقب للحكومة العراقية وضرورة دعم الوفاق العراقي باعتباره مفتاحا لنجاح العملية السياسية التي نص عليها القرار 1446
حيث أكد الرئيس مبارك في هذا الصدد على اهتمام مصر لإنجاح مؤتمر الوفاق الوطني العراقي الذي استضافته جامعة الدول العربية وكان الرئيس مبارك متحدثا فيه .
ومن ناحية أخرى واصلت الحكومة المصرية جهودها المبذولة لاحتواء أزمة انتشار فيروس مرض أنفلونزا الطيور الذي أصاب القاهرة بحالة من الرعب هذه الأيام ، حيث من المنتظر أن يعقد الرئيس المصري محمد حسنى مبارك اجتماعا وزاريا هاما اليوم ، يبحث فيه مع أعضاء حكومته أخر مستجدات الوضع ، والجهود التي بذلت وتبذل حاليا لتلافى هذه الأزمة .
هذا في الوقت الذي سير فيه عدد كبير من تجار الطيور الداجنة في مصر مظاهرة احتجاج أمام مجلس الشعب أمس رفضا للقرار القاضي بإغلاق محلاتهم لمدة خمسة عشر يوما كأجراء وقائي إلى حين احتواء انتشار المرض .. وطالب التجار بدعمهم مادياً من خلال حلول تقدمها الحكومة بحسبان أن تجارة الدواجن هي مصدر رزقهم الوحيد والذي يعيشون منه هم وأسرهم .