الخرطوم: ابوجا: ابوعبيدة عبدالله
كشف رئيس الهيئة البرلمانية لنواب الحركة الشعبية ياسر عرمان عن اتصالات ومشاورات مستمرة بين الشريكيين الرئيسيين في حكومة الوحدة الوطنية بغرض الوصول إلى رؤية مشتركة حول دفع المجتمع الدولي باتجاه احلال قوات اممية بديلة للآفريقية في دارفور. في وقت ابتدرت فيه الحكومة تحركات المحيط العربي لتوفير تمويل للقوات الافريقية بدارفور.
وقالت مصادر مطلعة لـ «الرأي العام» ان قوات الاتحاد الافريقي تحتاج لـ «17» مليون دولار شهرياً وذكر ان توفير هذا المبلغ امر ممكن حتى يواصل الاتحاد الافريقي مهمته بدارفور وتنتفي الحاجة لقوات دولية لحفظ الامن بالاقليم. ورأت المصادر ان نشر قوات دولية بدارفور من شأنه تعقيد قضية الاقليم. واشارت الى ان مواثيق الاتحاد الافريقي لا يوجد فيها سند قانوني يخول للاتحاد تحويل ملف دارفور لقوات اخرى.ورفضت المصادر التعامل الامريكي والغربي بانتقائية واضحة مع القوى السياسية السودانية وذكرت ان التحرك الامريكي يستهدف المؤتمر الوطني والشمال ويستثنى الحركة الشعبية والجنوب.لافتة الى تحفظ الحركة على التعبئة ضد القوات الدولية وعزت المصادر ذلك الى ان الحركة ترغب في الاحتفاظ بعلاقاتها مع المجتمع الدولي في اطار اتفاق السلام.من جهته، اكد ياسر عرمان رئيس الهيئة البرلمانية لنواب الحركة الشعبية عدم وجود اتفاق مع «المؤتمر الوطني» بشأن تقديم مسألة عاجلة حول القوات الدولية. وقال ان الحركة الشعبية ستستمر في المشاورات مع المؤتمر الوطني لتصل الى قرار مشترك، واضاف: «حتى ذلك الوقت فالحركة ليست طرفاً في اي توجه بعينه والحركة الشعبية ليست مع التدخل الدولي وليست في مواجهة مع المجتمع الدولي».وزاد: «علينا جميعاً تقديم البدائل».إلى ذلك، اكد رئيس المجلس الوطني احمد ابراهيم الطاهر ان قرار البرلمان المرتقب بشأن احلال قوات دولية مكان القوات الافريقية في دارفور يلزم حكومة الوحدة الوطنية.وقال ان وزير الخارجية سيرد على المسألة المستعجلة غداً الاربعاء بشأن موقف الحكومة من التدخلات الاجنبية في دارفور.ونبه الطاهر الى ان احلال قوات دولية في دارفور يشكل «خطورة كبيرة على امن السودان، ويعقد الحل السلمي لازمة دارفور ويمكن الحركات المسلحة من وجود غير مشروع».وحذر من ان تصبح القوات الدولية هدفاً للمواطنين في دارفور، وقال ان السودان لم يشاور في امر دخول قوات دولية في دارفور.واكد الطاهر وجود تشاور مع القوى السياسية حول الامر. وفي ابوجا، قال نور الدين المازني المتحدث باسم الاتحاد الافريقي لـ «الرأي العام» ان السفير بابا غانا كينجبي رئيس بعثة الاتحاد الافريقي في السودان بحث امس مع الحركات المسلحة بمقر التفاوض القرار المبدئي الذي اتخذه مجلس السلم والامن والخاص بتسليم بعثة الاتحاد الافريقي في دارفور للامم المتحدة والتي اشار الى انها تتطلب تسعة اشهر.واوضح كينجبي حسب المازني ان قرار تسليم مقاليد الامور للامم المتحدة يتعلق بالمهام الامنية والانسانية مشيرا الى ان القضايا السياسية ستظل في يد الاتحاد الافريقي.
مبينا ان دور الاتحاد الافريقي في الاصل هو الانتشار واحتواء الازمة ومن ثم تسليم الاوضاع للامم المتحدة بعد الاتفاق النهائي . وقال ان الاتحاد الافريقي ليس له التجهيزات الفنية والمعدات الكافية لقوة حفظ سلام تصل الى 15 الف جندي حسب تقديرات اولوية اجراها الاتحاد الافريقي والامم المتحدة واشار الى ان تواجد الامم المتحدة بجنوب السودان سيسهل التنسيق مع قواتها بغرب البلاد.
واعرب كينجبي عن امله ان تأخذ الامم المتحدة جزءا كبيرا من قوات الاتحاد الافريقي .وقال ان الاتحاد الافريقي غير قادر على التكفل بقوة قوامها 15 الف جندي وابان ان الدول المانحة ستعقد مؤتمرا في بروكسل مارس القادم لتقديم الدعم لقوات الاتحاد الافريقي مشيرا الى ان عملية الانتقال تتطلب تسعة اشهر .
واكد المازني ان الحركات المسلحة اكدت التزامها بوقف اطلاق النار والاتفاقيات السابقة ووعدت بتسليم ردها حول موضوع انتقال القوات في أقرب وقت ممكن