اخر الاخبار من السودان لشهر ينائر 2006
أخر الاخبار من السودان

هل تشعل تصريحات لام أكول نار الخلاف :العلاقة بين الحركة الشعبية ومسلحي دارفور الى أين؟!

سودانيزاونلاين.كوم
sudaneseonline.com
20/2/2006 6:53 م

تقرير: أميرة الحبر
«عندما هبطت طائرة الحركة الشعبية بمطار الخرطوم حلّقت طائرة الحركات المسلحة في الجو» هذه مزحة ذكرها ياسر عرمان لبعض قيادات الحركات المسلحة بدارفور في نيويورك - إلا أنها تعكس تماماً طبيعة العلاقة بين الطرفين والتي صارت أكثر تعقيداً ، فالشعبية صارت حاكمة يسوقها حنين المعارضة ، ومن موقع الحاكم تريد لعب دور لحل المشكلة وهي تراهن على علاقاتها التاريخية مع الحركات المسلحة.
ضغط عكسي!!
انتقدت قيادات من الحركات المسلحة بدارفور مطالبة د. لام اكول وزير الخارجية المجتمع الدولي بالضغط على هذه الحركات لتوقيع اتفاق السلام مع الحكومة بابوجا.
وقال محمد ابراهيم دريج مستشار حركة تحرير السودان لعدد من جولات التفاوض بابوجا كنا نتوقع من الحركة الشعبية ان يستمر دعمها ومساندتها للحركات المسلحة بعد ان اصبحت جزءاً من الحكومة وكان الاجدى لها ان تضغط هي على شريكها في الحكومة لحل الازمة سلمياً لا ان تطالب بالضغط على الحركات التي تعلم جيداً موقفها ومطالبها وافكارها التي لا تختلف كثيرا عن افكار السودان الجديد وقال لـ «الرأي العام» كنا نتوقع ان تؤثر الحركة الشعبية في الحكومة لا ان تتبعها في سياستها. ولكن قيادات داخل الحركات المسلحة فضلت عدم ذكر اسمها قالت ان الحركات تريد ان تبقى على شعرة معاوية مع الحركة الشعبية ولم تتفاجأ كثيرا بتصريحات وزير الخارجية باعتبار ان للسلطة بريقها وكان متوقعاً ان يتأثر دعم الحركة الشعبية للحركات المسلحة بعد ان شاركت في الحكومة.
اما ابراهيم محمد ابراهيم المستشار السياسي لحركة تحرير السودان فقد اكد وجود تيارين في الحركة الشعبية. أحدهما ينفذ اطروحات المؤتمر الوطني والآخر يعارض ذلك واضاف لـ «الرأي العام» رغم علاقتنا القديمة بالحركة الشعبية الا اننا طالبناها بموقف واضح ومحدد من قضية دارفور. وزاد أن وفد الحركة الشعبية المشارك في ابوجا لا يملك قراراً وأن اتصالاتنا مع الحركة مستمرة ولم تنقطع ولكننا نريد ان نعرف موقفها الحقيقي تجاه قضيتنا.
طبيعة الدعم!!
رغم نفي الحركة الشعبية والحركات المسلحة وجود دعم عسكري من الحركة الشعبية للحركات عند بدايتها الا ان مصادر ذات صلة اكدت لـ «الرأي العام» وجود دعم عسكري تمثل في مد الحركات المسلحة في بدايتها بعتاد عسكري اضافة الى تدريب بعض افرادها. ولكن ياسر عرمان القيادي المعروف بالحركة الشعبية نفى ذلك بشدة وقال انها إتهامات وجهت للحركة الشعبية ولا أساس لها من الصحة..
ولكن كثيراً من المراقبين لم يستبعدوا دعم الحركة الشعبية للمسلحين في وجود الظروف الجغرافية والتداخل القبلي بين قبائل التماس على الحدود بين دارفور والجنوب.
اما عن الدعم السياسي فقد اعلنت الحركة الشعبية مراراً دعمها السياسي للحركات المسلحة وقال ياسر عرمان لـ «الرأي العام» نحن نؤمن بان لدارفور قضية وسنوظف علاقتنا مع المسلحين لحلها سلميا... ولكن يظل السؤال قائماَ هل يسمح الشريك الآخر للحركة الشعبية في الحكومة بان تستأثر بحل المشكلة وهل يمكن للطرفين تجاوز نقاطهما الخلافية حول انفاذ اتفاق السلام ليتفقا حول رؤية مشتركة لحل مشكلة دارفور.. ام تظل الحركة الشعبية تدعم المسلحين سياسيا وتشارك المؤتمر الوطني الحكم فعليا في الخرطوم.
علاقة قديمة
الحكومة التي كانت تعلم بالعلاقة منذ بدايتها ظلت دائما وبعد اتفاق نيفاشا وقبل تكوين الحكومة الوطنية تصر على ان تحتفظ لنفسها بحل مشكلة دارفور معللة ذلك بانها تمارس سيادتها ومسؤولياتها تجاه المواطنين خاصة انها المتهم الاول امام العالم في تفجير المشكلة اضافة الى الضغط الدولي الذي واجهته الحكومة منذ بداية الازمة حتى اليوم للاسراع بالحل آخرها التلويح بالتدخل الدولي.. ولقد اكد د. امين حسن عمر الناطق الرسمي باسم الوفد الحكومي المفاوض ان الحركة الشعبية اعترفت بدعمها للحركات المسلحة بدارفور واضاف في حديثه لـ «الرأي العام» ان علاقة عبد الواحد بالراحل قرنق كانت معروفة واكد ان مشاركة الحركة الشعبية في حل مشكلة دارفور جاءت متأخرة لاسباب تتعلق بها. مبيناً ان المؤتمر الوطني لم يسبق ان رفض اقتراح اضافة وفد من الحركة الشعبية للوفد الحكومي واشار الى ان وفد التفاوض الآن في ابوجا تقوده حكومة الوحدة الوطنية ولا يمانع في توظيف الحركة الشعبية لعلاقاتها مع المسلحين.
وضع جديد!
الحركة الشعبية اعترفت ببطئها في توجهها حول ملف دارفور وقال رئيس الكتلة البرلمانية لنواب الحركة الشعبية داخل المجلس الوطني ياسر عرمان ان الحركة تمر الآن بظروف جديدة، وهي تتحول من حركة عسكرية الى حركة سياسية ومن حركة معارضة لحركة حاكمة. كما انها مرت بظروف الرحيل المفاجئ للدكتور جون قرنق مما فرض مهاماً جديدة على الحركة. واضاف عرمان لـ«الرأي العام» لدينا علاقات وثيقة مع هذه الحركات نابعة من رؤيتنا السياسية للاوضاع السياسية في السودان ونعتقد ان السودان كله يحتاج لتجديد واعادة نظر وترتيبات جديدة. وتابع علاقتنا مع هذه الحركات تمكننا من ادارة حوار ممتاز معها. ونفى بشدة الحديث عن تخلي الحركة الشعبية عن الحركات المسلحة. وقال نحن كلنا كنا في المعارضة والآن نحن في الحكم وهم في المعارضة وهذا وضع جديد يحتاج لاساليب جديدة ولا يمكن ان نتعامل بلغة الامس.. ولم ينس عرمان ان يتحدث عن اتصالات وتحركات دولية تقوم بها الحركة الشعبية للمساهمة الفعلية في حل مشكلة دارفور.
دفاع
احمد عبد الشافع الساعد الايمن لرئيسها عبد الواحد محمد نور واقرب قيادات دارفور للفريق سلفاكير ميارديت الذي قيل انه كان يعمل في مكتبه في إحدى العواصم الافريقية دافع بشدة عن النائب الاول ونفى ان يكون هو السبب في عدم اهتمام الحركة بقضية دارفور وقال لـ «الرأي العام» هناك كثير من نقاط الالتقاء بيننا والحركة الشعبية ولقد ساعدتنا كثيراً خاصة في بدايات العمل الثوري عبر علاقاتها الدولية والقبول والدعم الذي كانت تجده من العالم. واكد عبد الشافع ان انتماءه للحركة الشعبية قبل ظهور الحركات المسلحة بدارفور شرف لا يدعيه وإنما هو انتماء فكري. واكد ان زيارة النائب الاول لرئيس الجمهورية لابوجا ستعمل على دفع التفاوض في الاتجاه الايجابي.
اسلامي وعلماني!!
رغم الخلفية الاسلامية لحركة العدل والمساواة الا انها دافعت بشدة عن علاقتها البائنة مع الحركة الشعبية ذات الاصول العلمانية واكد أحمد حسين آدم الناطق الرسمي باسم حركة العدل والمساواة ان انفتاح حركته على الحركة الشعبية جاء منذ وقت مبكر في اول لقاء جمع د. خليل ابراهيم مع الراحل د. جون قرنق في هولندا العام 2002 بحضور د. رياك مشار حيث دار حوار عميق عن التحول الديمقراطي والعدالة الاجتماعية الى جانب حوار فكري عن مضامين السودان الجديد تلته اجتماعات في نيوسايت واسمرا. واشار حسين الى لجنة مشتركة بين الجانبين لتطوير العمل المشترك وقال ان عمل اللجنة ليس موجهاً ضد احد ورغم انه اكد استمرار الاتصالات بين الطرفين الا انه ذكر انهم بحاجة لتطوير المفاهيم المشتركة التي اتفقا عليها لمواجهة تحديات تأمين اتفاقية السلام والحفاظ على وحدة البلاد والتحول الديمقراطي وصناعة تحالفات جديدة تستوعب كثيراً من قوى الهامش وتطابق طلبه مع حركة تحرير السودان بأهمية ان يكون للحركة رأي واضح في حل مشكلة دارفور والا تكون تابعاً للمؤتمر الوطني باعتبار عمق وخصوصية العلاقة بين الطرفين.
سلة دارفور!!
فاجأت الحركة الشعبية الجميع وهي تناقش قضية دارفور مع الرئيس الامريكي نفسه وكأن الحركة الشعبية ارادت ان ترد على اتهامات قيادات الحركات المسلحة للحركة باهمال قضية دارفور وذلك عبر اللقاء غير المعلن الذي تم بين الرئيس الامريكي جورج بوش ووزيرة النقل والطرق في حكومة الجنوب ربيكا قرنق ومن ثم اعلانها من واشنطن وحتى قبل ان تصل الخرطوم بانها ستتوجه فوراً لدارفور لإجراء محادثات مع الزعماء المحليين تتركز حول العنف الذي تتعرض له النساء في دارفور. ولكن مسؤولاً في وزارة الخارجية الامريكية فضل عدم الكشف عن اسمه ذكر لبعض الوكالات ان مساعد وزيرة الخارجية الامريكية روبرت زوليك قدم لربيكا سلة مصنوعة في دارفور تتضمن لائحة بالمساعدات التي قدمتها الولايات المتحدة للسودان في الفترة من 2005 الى 2006 والبالغة (460) مليون دولار. ونقل ذات المسؤول عن زوليك قوله « انا مرتاح لكوننا تمكنا من ملء سلتك حيال الجنوب .. ولكن من فضلك تذكري انها سلة دارفور لانها تواجه ازمة ونحن بحاجة لمساعدتكم» في اشارة واضحة لتدخل الحركة الشعبية لحل مشكلة دارفور... اضافة الى ربط الايفاء بالالتزامات الدولية تجاه السودان بانهاء الحرب بدارفور.. فهل كانت تنتظر الحركة الشعبية طلباً من امريكا للتدخل لحل مشكلة دارفور ام انه امر بالاسراع لقبض الثمن سيولة من المجتمع الدولي لصالح التنمية في الجنوب.
تصريح متأخر !!
رغم اعلان الحركة الشعبية على لسان رئيسها الفريق سلفاكير ميارديت بان لديها خطة لانهاء النزاع بدارفور وان شريكها.. في الحكومة لم يمنحها الفرصة الا ان عدداً من المراقبين شككوا في مدى جدية الحركة الشعبية في ذلك على الاقل خلال السنة الاولى بعد مشاركتها في الحكومة وعابوا عليها التأخير في المشاركة في انهاء الازمة او حتى توضيح رأي محدد تجاهها باعتبارها شريكاً أساسياً في الحكومة وذهب بعضهم الى ان الحركة الشعبية انتبهت اخيراً لمشكلة دارفور بعد الضغوط الدولية على الحكومة ورهن الدول المانحة ايفائها بالتزاماتها تجاه التنمية بحل مشكلة دارفور فهل يمكن ان تلعب الحركة دوراً ايجابيا في حل الازمة؟ وهل ينجح سلفاكير إذا قُدر له الذهاب الى ابوجا في اخماد التصريحات النارية التي اطلقها وزير الخارجية، ويخفف النبرة التي أطلقها مطالباً فيها بالضغط على الحركات المسلحة للوصول الى حل؟؟



اقرا اخر الاخبار السودانية على سودانيز اون لاين http://www.sudaneseonline.com............ للمزيد من الاخبار

للمزيد من هذه التحليلات الاخبارية للمزيد من هذه البيانات و المنشورات
الأخبار المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع


سودانيزاونلاين.كم | المنبر العام | أرشيف المنبر العام للنصف الاول من عام 2005 | أرشيف المنبر العام للنصف الثانى من عام 2005 |أرشيف المنبر العام للنصف الاول لعام 2004 | مكتبة الراحل على المك | مواضيع توثيقية و متميزة | مكتبة الدراسات الجندرية | مكتبة د.جون قرنق | مكتبة ضحايا التعذيب |مكتبة الشاعر د.معز عمر بخيت |مكتبة الفساد |
اراء حرة و مقالات سودانية | مواقع سودانية | اغاني سودانية | مكتبة الراحل مصطفى سيد احمد | دليل الخريجيين السودانيين | الاخبار اليومية عن السودان بالعربى|
جرائد سودانية |اجتماعيات سودانية |دليل الاصدقاء السودانى |مكتبة الراحل المقيم الاستاذ الخاتم عدلان |الارشيف والمكتبات |


Copyright 2000-2006
Sudan IT Inc All rights reserved