اخر الاخبار من السودان لشهر ينائر 2006
أخر الاخبار من السودان

كبير المفاوضين/ عبد الجبار محمود دوسه الوفد الحكومي المفاوض في (أبوجا) يقضي الليل مبحلقاً نحو السماء بحثاً عن مخرج بين النجوم ويمضي النهار لاهثاً أملاً في سحابة من الغيوم

سودانيزاونلاين.كوم
sudaneseonline.com
20/2/2006 5:51 ص


لا شك أن فطنة القراء تجعلهم يدركون أن ما أدلى به الناطق بإسم وفد الحكومة للتفاوض د. أمين حسن عمر إنما يندرج في إطار المحاولات المتكررة للحكومة للتنصل من إلتزاماتها ، وهو أمر ليس غريباً ، لأن أعراض الداء تبدأ بالظهور في كل دوره جديده لظهور الداء بشكل أقوى . بعد مخاطبة السيد/ جاك أسترو وزير خارجية بريطانيا لوفود التفاوض في أبوجا ، أصدر الوفد الحكومي بياناً أكد فيه إلتزام الحكومة بما جاء في الخطاب مذكراً بأنهم ظلوا يتحدثون بإستمرار عن إلتزامهم بوقف إطلاق النار والإتفاقيات . في ذات الوقت الذي وزع فيه الوفد الحكومي بيانه كانت قواته وطائراته ومليشياته تهاجم المواطنين في القرى الواقعة حول مدينة (شعيريه) ولأن القدر ليس في حسابات الحكومة ووفدها ، كانت تعتقد بأن هجومها سيمر بصمت كما مرت مئات الهجمات والخروقات التي إرتكبتها سابقاً . القدر كان لها بالمرصاد وكان إسقاط إحدى مروحياتها المغيرة ( الهليكوبتر المهاجمة ) . فكان عارها كتابة و صوتاً وصورة. بيد أن العار في عرفها وساماً لذلك لا نعشم في أن يؤثر إيجاباً في سلوكها. لم يكن البيان الذي أصدره الوفد الحكومي سوى حمى من أعراض دوره متقدّمه من إدمان الخرق .

كنا سنكون سعداء لو تحدث الناطق بإسم وفد الحكومة عن مبررات رفضهم للإقليم الذي ألغوه دون إستشارة أقرب الأقربين ، ناهيك عن شعب دارفور ، ثم يطالبون بإستفتاء لإعادته ، ومع ذلك إستجابت الحركات لمبدأ الإستفتاء بعد الفترة الإنتقالية ، الحركات إذا كانت تريد لإقليم دارفور أن يكون شعبه من الدرجة الأولى بما يفهم منه أنه ظلم للآخرين، لما صبرت على ظلم تراكم نحو 120 سنه ليكون لأهل دارفور تمثيل في مؤسسة الرئاسة بنائب رئيس جمهوريه، لا يستطيع الناطق بإسم وفد الحكومة ولا رئيسها تبرير رفض مبدأ أن تمثل دارفور في مؤسسة الرئاسة بمنصب نائب رئيس . مثل هذا الحديث لا تعبّر عنه ألسن مبينه .

كنا سنكون سعداء لو أن الناطق بإسم الوفد الحكومي قد تحدث عن فلسفة حكومته في إقرار التعويضات لأهالي (مروي) وما حولها ، وأيضاً إقرار مبدأ التعويض الفردي والجماعي في إتفاقيتها التي وقّعتها مع التجمع الوطني الديموقراطي في (القاهرة) بينما ترفض ذلك لأهل دارفور الذين أجبرتهم للجوء والنزوح والتشريد وسلبت أرواحهم ونهبت أموالهم وممتلكاتهم وحرقت ما عجزت عن نهبه وأفرغت نفوسهم غلاتها غصات في نفوس أهلها، في أيام كانت الثورة في بداياتها ولم يتجاوز أفرادها ثلاثين فرداً في (جبل مره).

كنا سنسعد لو أن الناطق بإسم الوفد الحكومي قد تحدث عن مبرراتهم لقبول العودة إلى حدود 1/1/1956 م في إتفاقية نيفاشا مع الجنوب والتي تمثل فيها حدود دارفور مع الجنوب ثلث حدود الجنوب مع الأقاليم الواقعة شماله ، بينما ترفض ذلك في أبوجا. الحكومة بعد عام من توقيعها إتفاقية نيفاشا ، لم تقنع شريكها بأنها جادة في التطبيق ، وهو ما دفع السيد/ سيلفا كير نائب رئيس الجمهورية بأن يصرّح علناً بتخوفاته لأن الأمر لم يعد يحتمل السكوت ، لم تتمكن الحكومة من أن تقدم شهادة براءة واحده للحركة الشعبية لتحرير السودان يجعلها تبدي أي توجه قولاً أو سلوكاً في أنها الآن تطمئن للشريك وبذلك تستطيع أن تقول بأنها بصدد إعادة النظر في الإحتفاظ بجيشها والتفكير في إسراع تسريحه، وتعجيل خطوات الدمج ، وبذلك تكون الحكومة قد اعطت إشارة إيجابية للحركات المتفاوضة في أبوجا بأن تطمئن وتسعى في إتجاه ترتيبات أمنيه مسنوده إلى سابقة مدعومه بحسن نوايا .

الحكومة لم تحسن بعد إستغلال الفترة التى منحها إياه مؤتمر القمه الأفريقي لتقويم سلوكها وترشيد أداءها السياسي وإقناع المجتمع الإقليمي والدولي بأنها إنما تتعافى من إدمانها ، وهو إدمان تراكم منذ دعمها للمعارضة المسلحة ضد إثيوبيا والمعارضة المسلحة ضد إريتريا ومحاولة إغتيال الرئيس المصري في أديس أبابا ودعم جيش الرب ضد يوغندا والتهديد بدعمها لمجموعات متمرده ضد كينيا ودعمها للمعارضة التشادية . لقد آن الأوان لهذا السجل أن يتبدل .

الحكومة تندب حظها لأنها راهنت على بدء هذه الجولة مع حركات متفرقه رؤية ومواقف ، لكنها فوجئت بموقف تفاوضي واحد للحركتين منذ بدء الجولة وحتى الآن ، أي محاولات من الحكومة لزرع الفتن إنما هو تعبير بصوت مسموع عن أمانيها وهوما لا يجد آذاناً صاغية ، ليس فقط بين الحركتين فحسب ، بل حتى في الوساطة الأفريقية و المجتمع الدولي ، وكل من يتصور من الحركات أو أهل دارفور بأن أطروحات الحكومة في التفاوض حتى الآن هو ثمن موازي لتضحيات آلاف الشهداء في دارفور ، إنما يقود نفسه طواعية إلى مقصلة الإنتحار السياسي ويجعل من نفسه مادة تاريخيه لأجيال الغد .

أكاد أبرر سعادة الناطق الرسمي لوفد الحكومة كلما أعلن المسئولون في الأمم المتحدة عن تصريح حول دارفور ، ففي هذه التصريحات مخارج لهروب الحكومة بما يجعلها تنغمس في إلاكتها ضحىً وليل . الوقت الذي ضاع من التفاوض دون تحقيق شيء، يستطيع القارئ أن يقرأه مع بقاء الحكومة منذ 1994 وحتى 2002 تجادل لتوافق على إعلان مبادئ (إيقاد) المكون من صفحة ونصف فلم تنجز في (أبوجا) بالسرعة المطلوبة. الهروب من الواقع لا يجدي والتركيز في الوصول إلى سلام عبر تأصيل مبدأ القناعة بتساوي الحقوق هو المخرج الوحيد الذي يوفرللحكومة أن تبقى ويبقى لها في ذاكرة الشعب بؤره مضيئه .

اقرا اخر الاخبار السودانية على سودانيز اون لاين http://www.sudaneseonline.com............ للمزيد من الاخبار

للمزيد من هذه التحليلات الاخبارية للمزيد من هذه البيانات و المنشورات
الأخبار المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع


سودانيزاونلاين.كم | المنبر العام | أرشيف المنبر العام للنصف الاول من عام 2005 | أرشيف المنبر العام للنصف الثانى من عام 2005 |أرشيف المنبر العام للنصف الاول لعام 2004 | مكتبة الراحل على المك | مواضيع توثيقية و متميزة | مكتبة الدراسات الجندرية | مكتبة د.جون قرنق | مكتبة ضحايا التعذيب |مكتبة الشاعر د.معز عمر بخيت |مكتبة الفساد |
اراء حرة و مقالات سودانية | مواقع سودانية | اغاني سودانية | مكتبة الراحل مصطفى سيد احمد | دليل الخريجيين السودانيين | الاخبار اليومية عن السودان بالعربى|
جرائد سودانية |اجتماعيات سودانية |دليل الاصدقاء السودانى |مكتبة الراحل المقيم الاستاذ الخاتم عدلان |الارشيف والمكتبات |


Copyright 2000-2006
Sudan IT Inc All rights reserved