اخر الاخبار من السودان لشهر ينائر 2006
أخر الاخبار من السودان

300 غادروا حزب البشير

سودانيزاونلاين.كوم
sudaneseonline.com
20/2/2006 2:45 ص


تقرير: مزدلفة محمد عثمان
التهبت ايادي قيادات الحزب الاتحادي ورموزه المعروفة بالتصفيق وهي تستمع وسط صخب تلك القاعة الضيقة الى اعلان ابرز قادة قبيلة المعاليا محمد محمود شريف استقالته من المؤتمر الوطني والانضمام برفقة 300 من العناصر الاخرى الى الاتحادي الديمقراطي بزعامة محمد عثمان الميرغني.. والخطوة كما قال علي محمود حسنين نائب رئيس الحزب تعد بكل المقاييس حدثا «متفردا» فالجميع اعتاد طوال السنوات الماضية الاستماع الى انباء انضمام الناس فرادى وجماعات الى حزب السلطة، اما ان يغادره نافذون الى جهة «لا تملك» ما تعطيه بالمنظور المادي فهو ما يستحق الوقفة.
ومحمد محمود الشريف ابرز قادة المعاليا وهي من القبائل المعروفة في دارفور كان امينا عاما للمؤتمر الوطني لعدة دورات ونائبا لمحافظة عديلة وعضوا بمجلس الشورى القومي لكنه آثر بعد تفكير مجهد على ما يبدو التخلي عن كل ذاك التاريخ والدخول تحت عباءة الحزب الاتحادي وما كان امام الرجل الا ان يسوق عشرات المبررات التي دفعته في ذاك الاتجاه فتحدث بصوت لا يخلو من المرارة عن اهمال الحكومة وحزبها لمحلية «عديلة» التي تعاني بلا نهاية من انعدام المياه وانهيار كافة الخدمات مع غياب المتطلبات الاساسية لحياة معقولة فضلا عن الهاجس الامني الذي بات سمة كل مناطق جنوب دارفور. ويقول شريف في المؤتمر الصحفي الملتئم بدار الحزب الاتحادي ظهر امس ان «عديلة» دون سواها من المحليات واجهت ظلما جليا وتمييزا في توزيع مشاريع التنمية مقارنة بالارياف المحيطة ويشير الى ان منطقته هي الوحيدة المحرومة من خدمات التأمين الصحي بينما تعم الخدمة كافة المراكز والوحدات الادارية الاخرى ويمضي شريف ليقول بأن كل ذاك التقصير تتحمله الحكومة وتعد المسؤول الاول عنه ثم يؤكد ان «عديلة» تعاني بجانب كل ذاك تهميشا سياسيا ولا يراعي فيها اي توازن بالتكليفات التشريعية وغيرها و لا يتجاوز نصيبها ربع المحليات الاخرى.. ويعتقد الرجل ان كل ما ساقه اضافة الى اسباب اخرى احتفظ بها لنفسه كافيا ليرى عدم جدوى الاستمرار في المؤتمر الوطني بل ان تفكيره العميق قاده كما يقول الى الحزب الاتحادي بقيادة الميرغني بوصفه حزب جماهيري ديمقراطي صنع الاستقلال ولم تتلوث يده على مر الحقب السياسية بنقطة دم. واكد ان الايام المقبلة ستشهد المزيد من التدافع والاقبال صوب الاتحادي. اما ممثل الطلاب المعاليا في الجامعات فاعلن بدوره الانضمام الى الحزب رغم انه ما كان مؤيدا للمؤتمر الوطني ولكن جاء كما قال يبحث عن (رجال يرى فيهم المدينة الفاضلة.)
والحدث بكل محدوديته في تلك اللحظات كان مناسبة لنبش صقور الحزب الاتحادي الرافضة للمشاركة في الحكومة، والمعروفة بمعارضتها للانقاذ في القرار الذي امضى عليه في القاهرة علي السيد وقضى بدخول الحزب في الحكومة الانتقالية بنحو ما زال يفجر وسط الاتحاديين موجة انقسامات حادة اوشكت بالامس ان تستفحل من جديد حين شدد نائب الامين العام للحزب تاج السر محمد صالح والذي يعد ابرز مؤيدي المشاركة على ان تحصر اسئلة الصحفيين بموضوع انضمام المعاليا الى الاتحادي لان سيد احمد الحسين كان قبلها دعا صراحة لنفض الحزب الاتحادي يده عن المؤتمر الوطني بالاعلان عن الخروج من الحكومة وقال الحسين بأن المقام لا مجال فيه للخطابة والحماس. وان الازمة الحقيقية تتمثل في ديكتاتورية الحزب الحاكم وانقلابه على الديمقراطية. ويضيف بالقول إن الانتقاد مهما كان عنيفا فلن يجدي او يؤثر على المؤتمر الوطني الا بتصويب ضربة عنيفة كما يقول بالخروج على النظام الحالي ويؤكد بالقول ( دون ذلك لن ينصلح حال الحزب).
ويؤيد علي محمود حسنين نائب رئيس الاتحادي كل ما ذهب اليه سيد احمد الحسين ويعتبر اعلان قيادات ومناصرين للمؤتمر الوطني الانضمام للحزب الاتحادي «حدثا» لانهم تركوا حزب السلطة بكافة مغرياته واستبدلوه بآخر لا يملك سوى المباديء التي يسعى بجد الى تحقيقها دون الاعتماد على طائفة او قبيلة محددة وينتقد علي محمود حزب المؤتمر الوطني وحكومته ويتهمها بالحرص على البقاء في السلطة واستخدام المال لاستقطاب الآخرين مع اهمال مطالب الجماهير الاساسية ويضيف بأن موقف الحزب القائم كان اشاعة الديمقراطية والقضاء على النظام الديكتاتوري.
ومعلوم ان المعاليا، تعتبر احدى القبائل المهمة في جنوب دارفور، وتمتد بحركتها الى مناطق حدودية من جنوب السودان وهي الاقرب الى مواقع البترول خاصة آبار «ابو جابرة»، وبحسب مسؤول سياسي تحدث لـ «الصحافة» ان القبائل في تلك المناطق نشطت خلال احتدام الصراع بين الحكومة والحركة الشعبية في حماية مناطق الحكومة وتحديدا مواقع البترول، ويستذكر المسؤول ما قاله احد قيادات المنطقة حين رأى توزيع النفط وعائداته على الجنوبيين بأن المنطقة برمتها لم تجن من البترول سوى «غبار الناقلات»، ويشير الى انها فجعت باهمالها من الحكومة بعد ما كانت (تحرس) قطار بابنوسة - واو - بل شكلت في اوقات كثيرة حداً فاصلاً بين مناطق الحكومة والحركة، واشتهرت كذلك بألوية الدفاع الشعبي ولكنها لم تحصد من كل ذلك سوى الاهمال غير المبرر.
ويفسر استاذ العلوم السياسية بجامعة الخرطوم صفوت صبحي، انضمام المعاليا للحزب الاتحادي بأنه إما «ابتزاز» للمؤتمر الوطني، الذي حرم المنطقة من الخدمات وان عودتهم إليه مربوطة بمزيد من الاهتمام، أو ان الخطوة تعكس حالة من اليأس والكفر قرروا على اثرها مغادرة الحزب الحاكم الى الاتحادي، ويرجح صبحي في حديثه مع «الصحافة» امس التحليل الاول، الذي يضع المؤتمر الوطني في محك صعب من واقع مرحلة الانتخابات المنتظرة، والتي تستلزم حالة قصوى من التنظيم والتهيؤ لانها تجري تحت رقابة دولية، وسط منافسة تعددية حقيقية، وبرغم انه متفوق على الجميع بموارده وقدرته على الاستقطاب إلا ان تلك الموارد كما يقول صفوت محدودة وتجعله حريصاً على الا يفقد قواعده. ويرى ان الحالة نفسها تعكس ظاهرة هجرة الافراد والتنظيمات السياسية الى المؤتمر الوطني باعتباره الحزب (الحاكم) دون النظر الى الجانب الفكري لان الاخير يأتي كنتيجة للاندماج أو الموالاة. ولكن (السلطة) تجعله متحكماً في الموارد والخدمات والوظائف وهي عوامل تعتبر «مغناطيسيه» وجاذبه.
ولا يستطيع صفوت ان يجزم بدواعي اختيار المعاليا للحزب الاتحادي دون سواه خاصة وان الاخير شارك في الحكومة بنحو «خجول» حسب وصفه و ينبه الى ان تلك المنطقة معروفة بولائها لحزب الامة، الذي لا يسامح المجموعات المنشقة عنه إلا بعد اعتذار علني وتوبة جمهوره، ويقول ( على الارجح ولا استطيع ان اجزم بذلك فالخيار أمام المعاليا كان الحزب الاتحادي).
ويذهب مصدر مطلع في ذات اتجاه المحلل السياسي صفوت بالقول إن المعاليا ما كان بمقدورهم الانضمام الى الحركة الشعبية التي عاشوا معها مرارات طويلة كغيرهم من قبائل المنطقة في زمن الحرب، وان العودة لحزب الامة الذي خرجوا عنه قبل سنوات لن تكون مقبولة وبالتالي فان الاتحادي بتاريخه المعروف كان المخرج الاوحد، بغض النظر عن الثمرات الحقيقية او المعطوبة التي يمكن ان تجنيها تلك القبيلة من وراء حزب يعيش بدوره حالة من الاضطراب والتفكك.


اقرا اخر الاخبار السودانية على سودانيز اون لاين http://www.sudaneseonline.com............ للمزيد من الاخبار

للمزيد من هذه التحليلات الاخبارية للمزيد من هذه البيانات و المنشورات
الأخبار المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع


سودانيزاونلاين.كم | المنبر العام | أرشيف المنبر العام للنصف الاول من عام 2005 | أرشيف المنبر العام للنصف الثانى من عام 2005 |أرشيف المنبر العام للنصف الاول لعام 2004 | مكتبة الراحل على المك | مواضيع توثيقية و متميزة | مكتبة الدراسات الجندرية | مكتبة د.جون قرنق | مكتبة ضحايا التعذيب |مكتبة الشاعر د.معز عمر بخيت |مكتبة الفساد |
اراء حرة و مقالات سودانية | مواقع سودانية | اغاني سودانية | مكتبة الراحل مصطفى سيد احمد | دليل الخريجيين السودانيين | الاخبار اليومية عن السودان بالعربى|
جرائد سودانية |اجتماعيات سودانية |دليل الاصدقاء السودانى |مكتبة الراحل المقيم الاستاذ الخاتم عدلان |الارشيف والمكتبات |


Copyright 2000-2006
Sudan IT Inc All rights reserved