واصل رئيس حزب الأمة السوداني المعارض الصادق المهدي هجومه على حزب المؤتمر الوطني، الشريك الأساسي للحركة الشعبية لتحرير السودان في حكومة الوحدة الوطنية الانتقالية، بسبب النتائج السلبية لقمة الاتحاد الإفريقي السادسة في الخرطوم، ولعدم التزامه بتنفيذ بنود عديدة في اتفاقية السلام الموقعة مع الحركة.
وقال في ملتقى الصحافة والسياسة في الخرطوم أمس إن مؤتمرات القمة الإفريقية “جعجعة بلا طحين”، وحكم رؤساء أفارقة عديدين يعتمد على نظام شمولي، لا تتوافر فيه فرص للتنازل من أجل العمل المشترك، ولا تجد القرارات التي يشارك في اتخاذها القادة المتابعة من أحد في بلدانهم، وقمم إفريقية وعربية تعقد وتحل القضايا المهمة خارجها، ولذلك لا تعتبر قمم حل وعقد.
واعتبر المهدي ان حكومة بلاده أخطأت في حساباتها وهي تدعو لعقد القمة الإفريقية في الخرطوم في الوقت الذي وضعت فيه قرارات مجلس الأمن الدولي المتعلقة باتفاق السلام وإقليم دارفور السودان تحت الرقابة الدولية، وهذا يمثل غفلة قانونية، كما أن السودان موضوع تحت الرقابة الشرطية، وهو ما لن يسمح له باحتلال المركز الذي يريد أن يتبوأه، ووصف ذلك بأنه غفلة سياسية.
وقال المهدي: إن الولايات المتحدة الأمريكية تملك وضعا مفتاحيا في مشكلات السودان وإفريقيا، وقد دخلت السودان وتحكمت بإرادة وطلب وتشجيع سوداني، وأضاف: “لا يمكن وصف أمريكا بأنها متطفلة، لكنها تتدخل في القضايا السودانية انطلاقا من مصالحها الخاصة”.
ورأى زعيم حزب الأمة أن تصريحات النائب الأول للرئيس السوداني وزعيم الحركة الشعبية سيلفاكير ميارديت أن تباطؤ الحزب الوطني في تنفيذ اتفاق السلام بشأن الجنوب ليس مفاجئة وأسبابه عديدة، وأشار إلى استباق حكومة حزب المؤتمر الوطني تشكيل الحكومة الانتقالية بصياغة قوانين تخدم منسوبيها، وإصدار مراسيم تمنح قياداتها امتيازات خاصة، تماما مثلما حدث حول أراضي الشمالية. وقال: إن الصراع حول وزارة الطاقة كان من تلك المعادلة، إلى جانب تقرير أبيي وغيرها من إجراءات.