اخر الاخبار من السودان لشهر ينائر 2006
أخر الاخبار من السودان

هل ترشح واشنطون ماما ربيكا لزعامة السودان الجديد ؟ أول مسؤول سوداني يستقبل بالبيت الأبيض منذ 21عاماً

سودانيزاونلاين.كوم
sudaneseonline.com
19/2/2006 5:25 ص


واشنطن/ الخرطوم( إيلاف)
أثار استقبال الرئيس الأمريكي جورج بوش للسيدة ربيكا قرنق وزيرة النقل والمواصلات بحكومة جنوب السودان الجمعة الماضية في البيت الأبيض ردود فعل واسعة وفتح الباب أمام تساؤلات كثيرة حول مغزى هذا الاستقبال الحار الذي حظيت به ماما ربيكا في واشنطن وهو استقبال لم يحظى بمثله أي مسؤول سوداني آخر من السياسيين منذ واحد وعشرين عاما, بما في ذلك زوجها الراحل الدكتور جون قرنق ولا خليفته الفريق سلفا كير الذي زار واشنطن في نوفمبر الماضي ووقف سقف مستقبليه عند السيد روبرت زوليك نائب وزيرة الخارجية الأمريكية.
فقد كان آخر مسؤول سوداني استقبل رسميا في البيت الأبيض هو الرئيس الأسبق المشير جعفر نميري الذي استقبله الرئيس الأمريكي الراحل رونالد ريغان في آواخر مارس من العلام 1985 إبان زيارته للولايات المتحدة قبل أيام قليلة من انتفاضة أبريل التي أنهت حكمه.
والسؤال هل جاء مصادفة دخول ماما ربيكا إلى البيت الأبيض للقاء الرئيس بوش لتجلس في المقعد ذي الكساء الاصفر وأمام المدفأة وهو منظر شهير طالما انطبع على الأذهان لكثرة ما عرض للرؤساء الأمريكيين وهم يستقبلون ضيوفهم.
لقد كان مفهوما اللقاء الاجتماعي الذي جمع بوش وعقيلته لورا مع ربيكا في دعوة الإفطار السنوي, غير أن الأمر تطور بصورة متسارعة ليلفت انتباه المراقبين للتساؤل حول خلفيات وتبعات الاستقبال الرسمي لربيكا في البيت الأبيض في سابقة لم يحظى بها حتى قائدي الحركة الشعبية الراحل قرنق دعك من خليفته جنرال سلفا الذي سبقها بزيارة إلى واشنطن قبل أسابيع قليلة كما أسلفنا, دعك من أن هذا المكانة لم ينلها أي من الرؤساء والمسؤولين الرفيعين الذين تعاقبوا على الحكم في السودان بعد عهد النميري.
ووفقا لهذه الخلفيات من الصعب تصور أن استقبال ربيكا في البيت الأبيض جاء مصادفة, أو خاليا من الدلالات, فمن الواضح أن واشنطن هدفت إلى إطلاق رسائل واضحة بأنها أقدمت على هذه الخطوة لحاجة في نفس يعقوب, أما ماذا يريد يعقوب الأمريكي, فتلك هي القضية.
من المؤكد أن أول جهة وصلتها الرسالة الأمريكية هي للنائب الأول للرئيس الفريق سلفا كير, فماذا تقول؟.
, في أغسطس الماضي وبعد يوم واحد من مراسم تشييع قرنق في جوبا التقى مسؤولان أمريكيان هما كونستانس نيومان المساعدة السابقة لوزير الخارجية للشؤون الإفريقية, وروجر وينتر الممثل الخاص لنائب وزير الخارجية في السودان, بعدد محدود من الصحافيين في هيلتون الخرطوم وكانا قادمين لتوهما من الجنازة, وكان أن فاجأ وينتر مستمعيه بتوجيه انتقادات علنية للمرة الأولى للراحل قرنق وأسلوبه القابض في القيادة, ممتدحا في الوقت نفسه سلفا كير قائلا إنه على العكس من سلفه يتمتع بحس القيادة الجماعية فضلا عن أنه أكثر قربا من قواعد الحركة الشعبية مما يؤهله للزعامة بجدارة, وبدا حينها لأكثر الناس أن هذا الموقف يفتقر للياقة, إذ لم يترك وينتر جنازة قرنق تبرد ليصوب ناحيتها هذه الانتقادات القاسية, وبدت واشنطن حريصة وقتها على إعلان مباركتها لزعامة سلفا وتكريس خلافته لقرنق, ولكن يبدو أن تلك لم تكن هي نهاية القصة.
تقول شخصية شمالية وثيقة الصلة بملف السلام ل(إيلاف) أن مباركة واشنطن وقتها لزعامة سلفا كير لم تكن نهائية ولكن اقتضتها الضرورة فقد كانت الإدارة الأمريكية حريصة في أعقاب الرحيل المفاجئ لقرنق في ضمان تماسك الحركة وتأمين انتقال سلس للقيادة, وأن سلفا بحكم أنه النائب الأول لقرنق فإن انتقال القيادة إليه في ذلك الوقت تبدو مسألة منطقية ووسيلة لعدم بروز خلافات في وقت مبكر من مسيرة التسوية.
ويؤكد هذا الاستنتاج الثناء الذي كاله وينتر في اللقاء الصحافي الذي أشرنا ليه آنفا للحركة الشعبية منوها بالسرعة التي تمت بها انتقال الخلافة إلى سلفا كير وسط تماسك قيادتها.
غير أن المصدر الشمالي, الذي لم يأذن بنشر اسمه, يقول إن الإدارة الأمريكية أدركت بعد ست اشهر من تسلم سلفا للقيادة أنه ربما لا يكون هو الشخص المناسب, لاعتبارات كثيرة, لقيادة دفة الجنوبيين في بحر التسوية المتلاطم فقد كانت واشنطن تراهن على الشخصية الكارزمية والقوية لقرنق في الدفع باتجاه تشكيل واقع سياسي جديد في السودان يتجاوز الطرح الانفصالي, ويقول إن مصالح واشنطن الاستراتيجية هي بقاء السودان موحدا ولكن وفق معادلة جديدة تقرر فيها الأطراف من يتحكم في المركز, وليس العكس, ويضيف أن المصالح النفطية ليست بعيدة من هذا الترتيب, ويعتقد المصدر أن أداء الفريق سلفا كير في الأشهر الماضية منذ تسلمه قدمت أجوبة قليلة عن حقيقة قدراته في قيادة الجنوبيين بكل التعقيدات المعروفة في ساحته سواء الصراع داخل الحركة بين تياراتها المختلفة التي كان يوحدها وجود قرنق, أو في إطار الساحة الجنوبية الواسعة.
ويذهب مصدرنا أكثر حين يعبر عن قناعته بأن المؤتمر الصحافي المثير للجدل الذي فجر فيه النائب الأول سلفا كير مفاجآت من العيار الثقيل في نقده لشريكه المؤتمر الوطني, لم يكن في الواقع مصادفة ولكن رسمه مستشارو سلفا ليستبق به زيارة ربيكا قرنق إلى واشنطن, فقد كانوا ينظرون من البداية بريبة لزيارتها كما توقعوا أن تعمد إلى شن هجوم عنيف بشأن تنفيذ اتفاقية السلام في سبيل تعزيز حظوظها في كسب ثقة الجنوبيين المتذمرين من بطء هبوط خيرات السلام عليهم مما كان سيسبب إحراجا كبيرا لسلفا لو أنه بقي صامتا, ولذلك سارع إلى المبادرة في توجيه انتقادات لاذعة كانت مثيرة لاستغراب من يعرفون طبيعته.
ويذهب محلل سياسي جنوبي قريب من دوائر الحركة الشعبية في اتجاه هذا التحليل ويقول ل(إيلاف) إن مرحلة البحث عن بدائل قيادية في الساحة الجنوبية بدأت بالنسبة للإدارة الأمريكية, وبعرب عن اعتقاده بأنه ليس بالضرورة أن هناك اختلافا في الأجندة بين سلفا كير وسلفه جون قرنق فالأجندة واحدة هي (أجندة الحركة الشعبية) على حد تعبيره, ولكن في القدرات القيادية ففي رأيه أن خلفية سلفا العسكرية العتيدة, وابتعاده عن الملفات السياسية لفترة طويلة لم تمكنه من نسج علاقات وثيقة مع الإدارة الأمريكية, أو مع غيرها من اللاعبين المهمين في الساحة الدولية ولمحدودية هذه العلاقة أثر كبير في نظرة واشنطن لما يمكن أن يقوم به من دور حاسم في سياستها في السودان كانت تدخره لقرنق. .
ويعني هذا أن خلاصة الرسالة من الاستقبال المتميز الذي حظيت به ربيكا في واشنطن لسلفاكير هي أنك لست حصان واشنطن الرابح في أجندتها السودانية وقد حان الأوان للبحث عن بدائل في الساحة الجنوبية تحديدا.
فلقد كانت لافتا أن الصفة الرسمية التي استقبلت بها ربيكا في البيت الأبيض هي كونها وزيرة النقل والمواصلات في حكومة الجنوب (الذي لم ير طريقا معبدا منذ أن خلق الله آدم وحواء) العبارة المحببة لقرنق التي رددتها ربيكا في واشنطن, ولكنها في واقع الأمر لم تبحث مع بوش ومساعديه مسؤوليتها المباشرة عن حاجة الجنوب للطرق المعبدة والجسور المشيدة, ولكنها طفقت تحادث وتتحادث بصفتها زعيمة همومة بشؤون سياسية قومية هي أكبر من مجرد طلب المساعدات لتقديم الخدمات التي يحتاجها الجنوب بشدة, ولم تقتصر محادثاتها على مسائل تنفيذ اتفاقية السلام والتعقيدات المحيطة بها, ولكن بحثت أيضا مسألة دارفور, وهي دلالة أخرى على نية واشنطن الباحثة عن زعامة كارزمية تسويق ربيكا قرنق التي ورثت من زوجها الراحل كذلك تركته السياسية.
فهل حان موعد المعركة المؤجلة لحسم خلافة قرنق في الحركة الشعبية بصفة نهائية بعد تعميد البيت الأبيض لماما ربيكا؟!.



اقرا اخر الاخبار السودانية على سودانيز اون لاين http://www.sudaneseonline.com............ للمزيد من الاخبار

للمزيد من هذه التحليلات الاخبارية للمزيد من هذه البيانات و المنشورات
الأخبار المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع


سودانيزاونلاين.كم | المنبر العام | أرشيف المنبر العام للنصف الاول من عام 2005 | أرشيف المنبر العام للنصف الثانى من عام 2005 |أرشيف المنبر العام للنصف الاول لعام 2004 | مكتبة الراحل على المك | مواضيع توثيقية و متميزة | مكتبة الدراسات الجندرية | مكتبة د.جون قرنق | مكتبة ضحايا التعذيب |مكتبة الشاعر د.معز عمر بخيت |مكتبة الفساد |
اراء حرة و مقالات سودانية | مواقع سودانية | اغاني سودانية | مكتبة الراحل مصطفى سيد احمد | دليل الخريجيين السودانيين | الاخبار اليومية عن السودان بالعربى|
جرائد سودانية |اجتماعيات سودانية |دليل الاصدقاء السودانى |مكتبة الراحل المقيم الاستاذ الخاتم عدلان |الارشيف والمكتبات |


Copyright 2000-2006
Sudan IT Inc All rights reserved