الخرطوم : شيعت البلاد امس، فقيد البلاد سر الختم الخليفة، رئيس الوزراء في حكومة اكتوبر،الي مثواه الاخير بمقابر البكري بامدرمان. وتقدم المشيعين علي عثمان محمد طه، نائب رئيس الجمهورية وقيادات العمل السياسي بكافة الاحزاب والتنظيمات، واساتذة الجامعات وقيادات الهيئات والاتحادات، ورجالات الادارة الاهلية واعضاء البرلمانات السابقة، وطلبة الجامعات وجمع غفير من المواطنين. واحتسبت رئاسة الجمهورية، الفقيد الذي تولي مسؤولية رئاسة الوزراء في أكتوبر 1964م في ظرف سياسي بالغ التعقيد، عقب الثورة الشعبية التي أطاحت بحكومة الفريق عبود العسكرية 58-1964، ووصفت رئاسة الجمهورية الفقيد بأنه وطني غيور ومعلم أفني حياته في سبيل خدمة الوطن والتعليم ، وكان من مؤسسي المعهد الفني ومديرا له، والذي أصبح فيما بعد جامعة السودان للعلوم والتكنولوجيا. وعرف الخليفة بالتواضع والأدب الجم والإخلاص للوطن، وتميز بعلاقات واسعة مع الجميع. ولد الفقيد بمدينة الدويم بولاية النيل الابيض عام 1919 ،وتخرج في كلية غردون التذكارية عام 1938م ،وعمل بمعهد بخت الرضا حتي عام 1949م. واشرف فقيد البلاد علي ادخال اللغة العربية بجنوب السودان،حيث عمل مديرا للتعليم في المديريات الجنوبية، وساهم في سودنة الوظائف وادخال المناهج القومية، وعمل عميداً للمعهد الفني بالخرطوم في الفترة من 1961 الي 1964 ، وتولي رئاسة حكومة اكتوبر الانتقالية، كما عمل سفيرا بروما من 1966م الي 1969، ووزيرا للتعليم العالي والبحث العلمي، ثم وزيراً للتربية ومستشاراً تربوياً لرئيس الجمهورية من 1983 الي 1985م . وعمل الفقيد في مجال العمل الخيري حيث ظل رئيساً لمؤسسة حجار الخيرية منذ عام 1986م. وعين رئيساً لمجلس امناء جامعة امدرمان الاهلية ورئيسا لمجلس امناء جامعة بخت الرضا، وعضواً بمجلس امناء لعدد من الجامعات وعضوا في مجمع اللغة العربية. حصل الفقيد علي دكتوراة فخرية من جامعة جوبا ودكتوراة فخرية من جامعة السودان، وشارك في عدد من المؤتمرات والندوات الخاصة بالتربية والتعليم.